جوزف غوردن ـ ليفيت: أريد عيش تجربة غير مسبوقة

جوزف غوردن ـ ليفيت: أريد عيش تجربة غير مسبوقة

19 يونيو 2020
ملامح جوزف غوردن ـ ليفيت مليئة بالبراءة (ستيف جينينغز/Getty)
+ الخط -
بعد غياب ثلاثة أعوام، يعود الأميركي جوزف غوردن ـ ليفيت (1981) إلى السينما بفضل "7500" للألماني باتريك فولّراث (1985)، مؤدّياً فيه دور مساعد قائد طائرة مهدّدة من إرهابيّ في إحدى رحلاتها. الممثل والمخرج والسيناريست والمنتج والمغنّي غوردن ـ ليفيت يريد استراحة من أجل عائلته. قرار الابتعاد عن البلاتوهات نابعٌ من رغبته في مُشاهدة أطفاله وهم يكبرون. مؤدّي شخصية إدوارد سنودن، في "سنودن" (2016) لأوليفر ستون، يتنقّل بين الإنتاجات الضخمة، كما في "حرب النجوم، الحلقة 8: الجزء الأخير" (2017) لراين جونسن، وأفلام سينما مستقلّة أو مختلفة، كـ"دون جون"، الذي يُخرجه ويمثّل فيه عام 2013، هو المُشارك في بطولة Inception لكريستوفر نولان عام 2010.

بداياته باكرة، عند بلوغه 20 عاماً، ما يجعله بعيداً، إلى حدّ كبير، عن منزل الأهل والعيش مع عائلته. هذا دافعٌ إضافيّ لاختياره الاستراحة: "اليوم، لم أعد أرغب في العمل بكثرة. في الأحوال كلّها، لم أعد أفكّر بالطريقة نفسها كما في السابق"، يقول في حوار منشور في المجلة السينمائية الشهرية الفرنسية "بروميير" (يونيو/ حزيران 2020). بعد مشاركته في أفلام مستقلّة عدّة، يتوق إلى مشروع "ضخم" يكون له جمهور كبير، ويُتيح له أنْ يُشَاهَد بكثرة، كي يستعيد حضوراً جماهيرياً ضخماً: "هذه الاستراحة، وأيضاً فرصة وقوفي خلف الكاميرا بشكلٍ أكثر انتظاماً من قبل، ومنذ "دون جون" (كمخرج، له سلسلة تلفزيونية بعنوان "السيد كورمان")، حرّرتاني من هذا كلّه. كي أمثِّل مجدّداً، بحثتُ عن مشروع يسمح لي أنْ أعيش تجربة غير مسبوقة".
اختير "7500" للمشاركة في النسخة 59 لـ"أسبوع النقد"، التي كان يُفترض بها أنْ تُقام ضمن الدورة الـ73 (12 ـ 23 مايو/ أيار 2020) لمهرجان "كانّ"، المؤجّلة إلى العام المقبل. في أول روائي طويل له، يضع الألماني باتريك فولراث جميع ممثليه وكلّ أحداثه في مكان مغلق (الطائرة): رجلٌ عادي يجد نفسه في وضع معقّد ومُربِك وضاغط، وصبي ضائع يُصبح ضحية الكراهية والتطرّف القاتل، بمحاولته تنفيذ هجوم إرهابي. الحكاية وتفاصيلها ومساراتها وتطوّراتها تحدث داخل غرفة قيادة الطائرة، في ظروفٍ خانقة. تقول معلومات صحافية إنّ التصوير حاصلٌ بحسب مدّة الرحلة (3 ساعات)، محوّلاً إياها إلى 92 دقيقة، مليئة بالتشويق و"حَبْس الأنفاس". في الفيلم، "هناك ما يشي بالتوثيق البصري، الذي يُتيح للممثلين بعض الارتجالات الملائمة للّحظة أو الموقف أو الحالة".

بحسب تعريف "أسبوع النقد" به، فإنّ "7500" يتحدّى المُشاهدين، ويدفعهم إلى التشكيك في مشاعر الشخصيات ومسالكها، وفي مشاعرهم هم أيضاً إنْ يجدوا أنفسهم في مواقف كهذه، خصوصاً مع شعورهم بضرورة إنقاذ شخصٍ ما أثناء أزمة إرهابية كتلك.
"بالتأكيد تعلّقت بالسيناريو. لكنّ الدافع الأساسي، الذي جعلني أوافق على المشاركة في المشروع، كامنٌ في مشاهدتي الفيلم القصير لباتريك (فولراث)، "كلّ شيء سيكون على ما يُرام" (مُرشَّح لـ"أوسكار" أفضل فيلم قصير عام 2016). بل أكثر من ذلك، عندما فسّر لي طريقته في العمل المعتمدة في هذا الفيلم القصير، وكان يومها يأمل أنْ يُكمله في 7500". يُضيف غوردن ـ ليفيت أنّ السيناريو، بالنسبة إلى فولراث، "قاعدة للعمل فقط"، ثم "انطلاقاً من هنا، يكمن هدفه في بلوغ أعلى مرتبة ممكنة من الواقعية، وفي مُفاقمة المشاعر، وفي الانغماس الكلّي للممثلين في شخصياتهم".

ملامح وجه جوزف غوردن ـ ليفيت مليئة ببراءة طفولية، رغم قسوة أحداثٍ وعنف شخصيات وتفاصيل يمرّ بها سينمائياً. تأديته إدوارد سنودن تمنحه مزيداً من ألق التمثيل، لقدرته على منح الشخصية كمّاً من الانفعالات المنبثقة من أسئلة أخلاقية ومهنيّة ومسلكية، تدفعه إلى ما يُشبه النزاع بين الواجب (الإنساني/ الأخلاقي) والواقع (الأمني/ السياسي/ الاستخباراتي). في جديده، يُضيف غوردن ـ ليفيت شيئاً جديداً، بمنحه الشخصية كلّ طاقة ممكنة في صراعها بين إنقاذ أرواح ومواجهة إرهاب، والعثور على إجابات عن أسئلة الحياة والذات والعلاقات والواقع.

دلالات

المساهمون