جهاز لقراءة النصوص

جهاز لقراءة النصوص

31 مارس 2015
ثلاثة من المهندسين مع جهازهم (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
عزم أربعة طلاب فلسطينيين على أن يكون مشروع تخرجهم من كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية في غزة، بمثابة بصمة مميزة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من المكفوفين، وبعد سبعة أشهر من التحضير والعمل، طبعت بصمتهم على جهاز إلكتروني يختص بقراءة النصوص.
وتمكن المهندسون الأربعة، الذين أنهوا دراسة الهندسة الكهربائية، من تطوير جهاز لقراءة النصوص المطبوعة باللغتين العربية والإنجليزية في المرحلة الأولى، وترجمتها صوتيا من اللغة الإنجليزية إلى العربية، بما يحقق الفائدة للمكفوفين، والأميين الذين لا يجيدون الكتابة والقراءة.
ويقول الطالب يوسف السنوار (22 عاما) أنهم أردوا من وراء مشروع تخرجهم ترك بصمة وجهاز يخدم شريحة مهمة من المجتمع (المكفوفين)، لذا اجتهدوا في عمليات انتقاء الأفكار والبحث عنها، بمساعدة مشرف المشروع الدكتور باسل حمد، إلى أن وصلوا لفكرة قارئ النصوص.
وبيّن السنوار لـ "العربي الجديد" أن الجهاز يعد الأول من نوعه في قراءة النصوص العربية، فالمتوفر حاليا في الوطن العربي أجهزة تقتصر على قراءة اللغة الإنجليزية، مشيرا إلى أن الجهاز يفيد عدة شرائح أخرى، بجانب المكفوفين، كوسيلة سلسة لتعليم الأطفال، وأداة ترجمة.
ويتكون المشروع، من لوحة إلكترونية تسمى "الراسبيري باي"، وكاميرا رقمية صغيرة الحجم، إضافة إلى حامل بلاستيكي، ومصدر للطاقة، سواء المباشرة عبر منفذ الكهرباء أو بطارية داخلية قابلة للشحن.
أما الطالب ناجي الزطمة (23 عاما)، فأوضح لـ "العربي الجديد" أن الجهاز يباشر عمله عندما تلتقط الكاميرا صورة من النص المراد قراءته، ليعالجها ويحولها إلى ملف نصي يخزّن داخل ذاكرة صغيرة موجودة في الجهاز، ثم يتحول النص إلى صوت يخرج عبر سماعات صغيرة الحجم أو كبيرة.
ولفت الزطمة إلى أنه تم عرض الجهاز على عدد من المكفوفين لتجربته وأخذ التغذية الراجعة منهم، وقد أشادوا به، متمنين امتلاكه قريباً، مشدداً على أهمية احتواء مشاريع تخرج الطلبة خاصة الهندسية منها، على المسؤولية الاجتماعية، بجانب التمييز الداخلي والخارجي.
واصطدم الطلاب أثناء التحضير للجهاز بمعوّقات عدة، أبرزها صعوبة الحصول على العمود الفقري للمشروع (لوحة الراسبيري باي)، وكذلك الكاميرا، وعدم معرفتهم بلغة البرمجة المطلوبة في المشروع، إلى جانب العدوان الإسرائيلي ضد القطاع، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
ويقول الطالب أنيس الريس (22 عاماً) تأخرنا أشهراً عدّة عن إنجاز المشروع، بسبب عدم توفر القطع الإلكترونية داخل القطاع، إلى أن حصلنا عليها من الخارج بصعوبة بالغة، بعد نحو أربعة أشهر، وكذلك تأخرنا في تعلم لغة البرمجة بسبب اندلاع الحرب، التي استمرت 51 يوما.
وعزم المهندسون الأربعة على تحدي الصعوبات التي واجهتهم في فترة التحضير، إلى أن تمكنوا من إخراج جهاز قارئ النصوص، الذي حصل على درجة الامتياز أثناء المناقشة، إلى النور بعد أكثر من سبعة أشهر من العمل المستمر والجهد الدؤوب.
ويضيف الريس لـ "العربي الجديد"، يتميز الجهاز بإمكانية استخدامه السهل من جميع الأشخاص، إضافة إلى سهولة حمله، وتوفيره للطاقة، وقراءة النصوص باللغة العربية، غير المتوفرة في أي مشروع آخر، بجانب خاصية الترجمة بين اللغتين العربية والإنجليزية، التي أضيفت حديثا.
بدوره، لفت الطالب عدي أبو ريدة إلى أن المشروع سيخضع لعملية تطوير في المرحلة المقبلة، في جوانب عديدة، كتدعيم الجهاز بلغات غير الإنجليزية والعربية، والتحكم في سرعة القراءة، وأيضا تزويده بالقدرة على قراءة الكلام المكتوب بخط اليد، وكذلك تغيير حجم الجهاز.
ويبين أبو ريدة (23 عاما) لـ "العربي الجديد" أنه سيتم تسريع آلية عمل المشروع، وتقليل زمن عملية المعالجة وتحويل النص إلى صوت، بجانب التخلص من خدمة الإنترنت التي يشترط توفرها لقراءة النص باللغة العربية.
ويأمل المهندسون أن ينال مشروعهم النوعي الدعم اللازم من الجهات المختصة، بشكل يمكّنهم من تسويق الجهاز الذي صنع في نسخته الأولى بإمكانات وأدوات بسيطة، وتحت ظروف شاقة، محلياً وعربياً، بما يحقق الفائدة المرجوة منه، وتسويقه خاصة لفئة المكفوفين وبرامج محو الأمية.

المساهمون