جنود مجهولون يغامرون بأرواحهم في غزّة

جنود مجهولون يغامرون بأرواحهم في غزّة

غزة

محمد عثمان

avata
محمد عثمان
12 يوليو 2014
+ الخط -


تتناثر أشلاء الضحايا المدنيّين عند كل سقوط لصاروخ إسرائيلي على منزل للمدنيّين الآمنين. يهرب الجميع، أما هؤلاء فيتقدّمون. أولهم يحمل خرطوم مياه، وثانيهم يضع حول عنقه سماعة طبيّة، وثالثهم يحمي رأسه بخوذة.

هم جنود مجهولون في معركة غزّة.. عامل إطفاء ومسعف وموظف في شركة الكهرباء. لولاهم لتعاظمت الحرائق ومات الجرحى وعاش المواطنون في ظلام دامس.

خالد صبح هو أحد ضباط الإسعاف في مدينة غزّة. يمارس واجبه في إسعاف الجرحى وانتشال جثث الشهداء ليلاً ونهاراً، على الرغم من أنه وزملاءه يتعرّضون للخطر بشكل دائم ومستمرّ نظراً للاستهداف الإسرائيلي العشوائي للفلسطينيّين.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف في الأيام الماضية محيط مستشفى غزّة الأوروبي جنوب القطاع، وبشكل مباشر مقراً للإسعاف والطوارئ تابعاً للهلال الأحمر الفلسطيني شمال القطاع.

ويروي صبح الثلاثيني لـ"العربي الجديد" عن إحدى المهمات التي كاد يفقد فيها حياته مع زملائه. فيقول "توجهنا لإنقاذ جرحى في شمال القطاع عقب قصف منزلهم للمرّة الأولى. وعند وصولنا إلى المكان أغار الطيران الحربي مجدداً على المنزل ونحن قبالته".

ولا يخشى صبح وزملاؤه الآخرون من المسعفين، شيئاً. في الليل والنهار وتحت أزيز الطيران وصواريخه، يهرعون إلى كل مكان تمّ استهدافه. يقومون بواجباتهم الوطنيّة والأخلاقيّة قبل التفكير بما قد يجري لهم في خلال هذا العمل.
نبيل بهلول هو أحد عناصر الدفاع المدني العاملين في القطاع. يشدّد على أنه وزملاءه، وعلى الرغم من إنجاز عملهم تحت القصف ووسط خطورة كبيرة، إلا أنه لا مكان للخوف في قلوبهم. ولا يستبعد بهلول في حديث إلى "العربي الجديد" تعرّض الطواقم الطبيّة وطواقم الإنقاذ للخطر، "فالاحتلال لا يلتزم بأي قانون يحمينا".

ويتذكر بهلول الصواريخ الإسرائيليّة في حرب الثمانية أيام في العام 2012 التي استهدفت بعض زملائه وأدت إلى استشهاد ثلاثة منهم وأصابت آخرين. ويقول "على الرغم من أننا قد نكون الشهداء المقبلين، إلا أن هذا واجبنا وهو التزام أخلاقي وليس وظيفياً".

من جهته، يلفت مدير الدفاع المدني في مدينة غزّة رائد الدهشان إلى أن الاحتلال تعمّد مرّات عدّة قصف مواقع محدّدة في خلال وجود طواقم الدفاع المدني فيها، الأمر الذي أدّى إلى إصابات في صفوف الطواقم ونجاة آخرين بأعجوبة.

ويروي الدهشان أنه في ليل الخميس - الجمعة (10-11 يوليو/تموز الجاري)، تعرّض طاقم للدفاع المدني في ميناء غزة إلى الاستهداف المباشر من قبل الزوارق الحربيّة الإسرائيليّة، "لكن إرادة الله تدخلت ومنعت استشهاد كل من كان يعمل على إخماد النيران في قوارب الصيادين".

ويوضح الدهشان أن رجال الدفاع المدني، على الرغم مما يُشكّله خروجهم من بيوتهم للوصول إلى العمل من خطورة، سواء كان ذلك مشياً على الأقدام أو في السيارات، إلا أنهم يصرّون على الحضور. يضيف "بل إن معظمهم يطلبون القيام بمهمات إضافيّة لإنقاذ المواطنين وإخماد الحرائق، على الرغم من انتهاء دوامات عملهم الرسميّة".
وفي السياق نفسه، يأتي عمل موظفي شركة الكهرباء في القطاع خطيراً جداً. ويعتبر موظفو الشركة والعاملون الميدانيّون فيها جزءاً من الجنود المجهولين الذين يسارعون إلى خدمة المواطنين تحت القصف والعدوان وتدمير محوّلات الكهرباء وخطوطها.

فادي نجم هو أحد العاملين في شركة الكهرباء. يودّع يومياً أطفاله وزوجته قبل ذهابه إلى العمل. ويقول "نضع أرواحنا على أكفّنا، ونقوم بما هو مطلوب من إجراءات السلامة. لكن الأمر بيد الله أولاً وأخيراً".

ويوضح لـ"العربي الجديد" أن "العمل الذي نقوم به تعتريه مخاطر كثيرة. فالكل مستهدف في العدوان الإسرائيلي، لكننا نعمل على الرغم من كل شيء لضمان إصلاح شبكات الكهرباء التي تتعرّض للقصف الإسرائيلي في أسرع وقت". 

دلالات

ذات صلة

الصورة
ذكرى النكبة حاضرة في فعاليات نصرة الأسرى الفلسطينيين (العربي الجديد)

سياسة

لم تغب معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي في مناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية الـ76،
التي تحل اليوم الثلاثاء في ظل الحرب على غزة.
الصورة
من أجواء المؤتمر الصحفي لقيادات من فلسطين في تونس (العربي الجديد)

سياسة

أكد قادة من فصائل المقاومة الفلسطينية في مؤتمر صحافي أنّ فلسطين تقود ربيعاً عالمياً جديداً ستمتدّ آثاره إلى العالم مضيفين أنّ على الجميع مواصلة دعم فلسطين
الصورة

سياسة

كشفت صحيفة هآرتس العبرية، في عددها الصادر اليوم الأحد، عن انتحار عشرة جنود وضباط في الجيش الإسرائيلي بطرق مختلفة منذ بداية الحرب على غزة.
الصورة

سياسة

حصل "العربي الجديد" على نص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي أبلغت حركة حماس قطر ومصر موافقتها عليه مساء اليوم الاثنين.