جدل العنصرية في موريتانيا ينتقل إلى مواقع التواصل

جدل العنصرية في موريتانيا ينتقل إلى مواقع التواصل

11 مارس 2017
أثارت النائبة سودة وان جدلاً في البرلمان (فيسبوك)
+ الخط -



لم تشهد جلسة البرلمان الموريتاني نقاشاً حاداً مثلما حدث أمس، حين هاجمت نائبة برلمانية من شريحة الزنوج نواباً من العرب، متهمة إياهم بالعنصرية وإقصاء السود الموريتانيين من القطاعات السياسية والتشريعية والعسكرية.

وقالت النائبة سودة وَانْ في مداخلتها إن بعض القوى السياسية في موريتانيا تحارب السود، وتسعى جاهدة لإقصائهم، مؤكدة أن السود لن يدعوا الدولة الموريتانية للعرب، واعتبرت أن حديث بعض النواب عن الوحدة الوطنية مجرد نفاق، متسائلة "أي معنى لمثل هذه التصرفات التي نشاهدها والتصريحات التي نسمعها في حق السود".

وشهدت الجلسة فوضى كبيرة وارتفع مستوى الخطاب العنصري بشكل غير مسبوق في البرلمان الموريتاني، وتواصلت المشاداة بين النائبة سودة وان والنائبين محفوظ ولد الجيد وفاطمة بنت اعل محمود، ما دفع رئيس مجلس النواب محمد ولد أبيليل إلى رفع الجلسة، فتحول الجدل إلى مواقع التواصل الاجتماعي التي اشتعلت بسبب هذه الجلسة، حيث تناقل المدونون فيديو النائبة سودة وان وهي تهاجم "عنصرية البيض"، وفتحوا نقاشاً حول العنصرية والتعريب والتراتبية الاجتماعية السائدة في موريتانيا.

وحظيت مسألة التعريب باهتمام أغلب المدونين، إذ اعتبر المدون والإعلامي أحمدو ولد الوديعة في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" "أنه في ظل الأجواء الحالية يكون طرح اللغة العربية كلغة وطنية جامعة حق يؤدي إلى باطل"، وأضاف أن "طرح اللغة العربية بشكل مستفز يجعل منها لغة قوم لا لغة جامعة".


بينما هاجم الناشط والصحافي أبي ولد زيدان دعاة اللغة الفرنسية وقال في تدوينة له "الفرنسية مفروضة علي في بلدي قهراً وظلماً، بلا حول مني ولا قوة"، واعتبر أن فرض اللغة، أي لغة، على غير الناطق بها في بلده لأنه أقلية أو أغلبية هو عنصرية ووقاحة.

وتساءل المدون والشاعر المختار السالم "هل يمكن لنائب فرنسي أن يقول: لن تفرض علينا الفرنسية؟"، في إشارة إلى النائبة سودة وان التي قالت إنه لا يمكن فرض العربية في موريتانيا.


بالمقابل كتب المدون المصطفى ولد اديودا أن "الزنوج الموريتانيين ظلوا يتجشمون عناء دراسة اللغة العربية يوم كانت تصنع القيمة"، مشيراً إلى أنهم سيعودون لدراستها حين تعود العربية إلى مكانتها. واستغرب المدون إهمال دعاة التعريب للغة العربية وتفضيل الفرنسية عليها ثم محاسبة الزنوج على ذلك.

وقال المدون الشيخ عبد الله "ما دام المكون العربي في موريتانيا هو الأغلبية فلماذا يرفض الأخوة الزنوج لغة القرآن كلغة رسمية بدل الفرنسية التي يجب استبدالها بلغة العالم الإنكليزية".

ويأتي هذا النقاش بعد أيام من احتفالات كبيرة عاشتها موريتانيا احتفاء بـ"يوم الأمم المتحدة للغة العربية"، حيث تجدد السؤال "لماذا تبقى اللغة الرسمية للبلاد لغة ثانيّة بلْ ثانوية في موطنها".





المساهمون