جبهات ريف حماة: استنزاف النظام وثبات المعارضة

جبهات ريف حماة: استنزاف النظام وثبات المعارضة

27 يناير 2015
قوات تابعة للنظام السوري في محيط حماة (فرانس برس)
+ الخط -
تواصل قوات المعارضة السورية هجماتها المتقطعة على نقاط تمركز قوات النظام السوري الواقعة في محيط مدينة مورك، في ريف مدينة حماة الشمالي، فيما تحاول قوات النظام الدفاع عن نقاط سيطرتها في المنطقة بهدف حماية مدينة حماة من هجوم قوات المعارضة عليها، وعلى مطارها العسكري، الواقع على بعد كيلومترات قليلة إلى الغرب منها.

وأفاد المكتب الإعلامي لـ"اتحاد ثوار حماة" بأنّ قوات حركة "أحرار الشام" الإسلامية تمكّنت من تدمير صهريج وقود لقوات النظام في أحد نقاط تواجدها إلى الشرق من مدينة مورك، التي تسيطر عليها قوات النظام بعد تمكّن مقاتلي قوات المعارضة السورية من التسلل إلى النقطة مساء السبت، ومن ثم الاشتباك مع عناصر قوات النظام المتواجدين بالمنطقة، الأمر الذي أدى لمقتل عدد من عناصر قوات النظام وإصابة آخرين.

وردت قوات النظام السوري على هجوم قوات المعارضة بقصف مدينتي اللطامنة وكفرزيتا، اللتين تسيطر عليهما قوات المعارضة السورية في ريف حماة الشمالي، إذ أوضح الناشط مهند أبو العز لـ"العربي الجديد" أن "طائرات قوات النظام المروحية قامت بإلقاء عشرات البراميل المتفجرة على مدينتي اللطامنة وكفرزيتا في الأيام الأخيرة، الأمر الذي أدى لسقوط خمسة عشر شخصاً من سكان المدينتين بين قتيل وجريح".

وكانت قوات النظام السوري قد شنت خلال الأيام الأخيرة حملات قصف متكررة، مستخدمة الطيران الحربي والبراميل المتفجرة، على مناطق جبل شحشبو وسهل الغاب، التي تسيطر عليها قوات المعارضة في ريف حماة الشمالي الغربي، وعلى مدينتي اللطامنة وكفرزيتا في ريف حماة الشمالي.


كما شاركت حواجز قوات النظام المتواجدة في محيط مدينتي حلفايا وطيبة الإمام بعمليات القصف ضدّ مناطق سيطرة المعارضة. وتهدف قوات النظام، من وراء هجماتها، إلى زيادة الضغط على قوات المعارضة السورية، التي تنتشر في ريف حماة، بهدف منعها من مهاجمة مدينة مورك والسيطرة عليها، الأمر الذي سيفتح الباب في حال حصوله لتقدم قوات المعارضة السورية نحو مدينة حماة ومطارها العسكري مجددا، بعد أقل من ثلاثة أشهر من تمكن قوات النظام السوري من استعادة زمام المبادرة في محافظة حماة بعد استعادتها السيطرة على بلدة خطاب الاستراتيجية، التي تمكنت قوات المعارضة السورية من بسط سيطرتها عليها في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي لتهدد من خلال تواجدها بها مطار حماة العسكري، وتصبح على بعد أقل من ثمانية كيلومترات فقط من مدينة حماة.

وأصبحت قوات النظام السوري في وضع ميداني سيىء في المنطقة بعد اضطرارها للانسحاب من معسكراتها الواقعة في ريف إدلب الشرقي والجنوبي منتصف الشهر الماضي، حين تمكنت قوات المعارضة السورية وجبهة النصرة من السيطرة على معسكر وادي الضيف الواقع إلى الشرق من مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الشرقي، لتسيطر بعد ذلك على معسكري الحامدية الواقع في ريف إدلب الجنوبي بعد انسحاب ما تبقى من قوات النظام في المعسكرين نحو مدينة مورك في ريف حماة الشمالي، والتي تسيطر عليها قوات النظام.

وكان وضع قوات النظام السوري قد تدهور في المنطقة في وقت سابق مع عدم تمكّنها من السيطرة على مدينة خان شيخون، التي تتحصن بها قوات المعارضة السورية و"جبهة النصرة"، الأمر الذي حال دون تمكن النظام من إمداد قواته في معسكري وادي الضيف والحامدية التي كانت تخضع لحصار كامل من قوات المعارضة السورية.

لكن قوات النظام السوري لا تزال تحافظ على خطوطها الدفاعية في محيط مدينة مورك الاستراتيجية، والتي تعتبر خط المواجهة الأول بين قوات المعارضة، التي باتت تسيطر على ريفي إدلب الشرقي والجنوبي بالكامل، إضافة إلى مناطق ريف حماة الشمالي الواقعة إلى الغرب من مدينة مورك، والتي تشمل مناطق كفرزيتا واللطامنة وكفرنبودة وكرناز وأريافها، بالإضافة إلى معظم مناطق سهل الغاب وجبل شحشبو في ريف حماة الشمالي أيضاً.

في المقابل، تحتفظ قوات النظام السوري حتى الآن بالسيطرة على مدينة مورك والبلدات والمدن الواقعة بينها وبين مدينة حماة، في محيط الطريق الدولي السريع حلب ـ دمشق، ومنها مدينة صوران وبلدات قمحانة وحلفايا وطيبة الإمام، إضافة إلى مدن السقيلبية ومحردة ومصياف وأريافها في ريف حماة الغربي، ومدينة سلمية في ريف حماة الشرقي.
وبالنسبة لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، فإنه يسيطر على بلدتي السعن وعقيربات وأريافها والواقعتين إلى الشرق من مدينة سلمية التي تسيطر عليها قوات النظام، الأمر الذي يزيد الضغط على قوات النظام في محافظة حماة وسط البلاد، بسبب اضطرارها إلى القتال على جبهات قتال طويلة ومعقدة في ريفي حماة الشمالي (فصائل المعارضة) والشرقي (داعش).

المساهمون