جامعة الإيمان... الوسطية المنهوبة

24 مارس 2015
+ الخط -
نظرة واحدة إلى جامعة الإيمان، تجعلك تدرك حجم وهول الكارثة التي تحدث وراء تلك الأسوار والبوابات التي أوصدت في وجوه أكثر من خمسة آلاف طالب وطالبة من طلبة البكالوريوس والماجستير، والذين توقفت دراستهم، ليصبح مصيرهم مجهولاً، في ظل ضياع أوراق ثبوتهم الدراسية التي أحرقها الحوثيون، وقت دخولهم الجامعة. فضلاً عن أكثر من 400 أسرة كانت تسكن هناك، وهي الآن مشردة بلا مأوى، في انتهاك وتحدّ صارخ من المليشيات الحوثية لكل القوانين والأعراف الأرضية والسماوية التي يؤمن بها الجميع، وتعد قاسما مشتركا بين أهل الأرض جميعا. وفي تقرير أولي أصدره (تكتل طلاب وموظفي جامعة الإيمان)، كشف عن حجم وهول ما تتعرض له الجامعة من نهب واسع، وتطهير أتى على كل شيء داخل الجامعة، في تصرفات تنم عن حجم الحقد والكراهية لدى هذه الجماعة لكل من يعارضها، أو يتبنى آراء تخالف توجهاتها، كما يظهر الحالة الإقصائية التي تعيشها الجماعة لكل المخالفين لها، وصلت إلى حد إخفاء كل معالم الجامعة. ولم يسلم من نهبهم مسجد الجامعة، ولا مكتبتها التي تعد من أكبر المكتبات في اليمن، حيث تباع كتبها على أرصفة شوارع أمانة العاصمة.
الحديث عن جامعة الإيمان، اليوم، هو حديث عن مأساة ضحاياها الكبير والصغير والمرأة والطفل، إذ أغلقت المليشيات الحوثية المدرسة الأساسية الواقعة داخل الجامعة، ويدرس فيها أكثر من 900 طالب.
كثر الحديث وكثر الهرج حول طبيعة ما يدرس داخل الجامعة، وما يلقى من دروس ومحاضرات، وكان ذلك كله مسجلا وموثقا في مكتبة إعلامية واحدة داخل الجامعة، يمكن من خلالها لأي أحد أن يعود إلى التسجيلات ليعرف الحقيقة، وما إن وصلت المليشيات إلى الجامعة، حتى أحرقت ذلك، سعيا منها إلى طمس الحقيقة الناصعة البياض في ما يلقى ويدرس داخل الجامعة، ومنهجها المعروف للجميع، والمستمد من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وللذين كانوا، وبعضهم لا يزال يردد أن الجامعة لغز لا نعرفه، ولا يعرفه كثيرون، ها هي الحقيقة قد بانت وظهرت للجميع، تم اقتحام الجامعة ونهبت، وسلب كل شيء فيها، ولم تجد تلك الأبواق شيئا تتحدث عنه مما كانت تردده وتقوله، فلجأت إلى التزوير والتلفيق والكذب في مشهد فاضح، أدرك الجميع، من خلاله، مدى براءة الجامعة من كل التهم الباطلة والكيدية التي وجهت إليها، وستظل جامعة الإيمان، على الرغم من ذلك كله منارة تشع نوراً وعلماً وفكراً وسطياً، كما كانت عليه، وسيظل منهجها ذلك المنهج الذي يرفض الغلو والتطرف والعصبية للمذهب أو الحزب أو الفئة.
avata
avata
محمد قائد الحسيني
محمد قائد الحسيني