تونس: جمعة يدافع عن حكومته ويرفض مقايضة الدبلوماسيين المختطفين

أكد رئيس الوزراء التونسي، مهدي جمعة، يوم الأربعاء، أن أولوية الحكومة النّجاح في إنجاز انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، مشيراً إلى أن الحكومة ستقدم كل الدعم اللازم لهيئة الانتخابات حتى تنجز مهمتها في ظروف جيدة.

وأضاف في ندوة صحافية بمناسبة مرور 100 يوم على توليه الحكومة، أن"ذلك يستوجب وضعاً أمنياً سليماً".

ووجّه جمعة رسالة واضحة للمسلحين قائلاً "لا مكان لكم في تونس"، مشيراً إلى أن الحكومة سَتُحدث خلية متخصصة لمكافحة الإرهاب تجمع كل الاختصاصات، أسوة بتجارب ناجحة في دول أخرى". وأكد "أن التنسيق يومي مع الأشقاء الجزائريين في هذا الموضوع، ونحن نعمل معاً كأننا دولة واحدة" .

وفي موضوع الديبلوماسيين التونسيين المختطفين في ليبيا، قال جمعة إن الحكومة تتابع يومياً من خلال خلية الأزمة حالتهما وأنها على اتصال يومي بالوسطاء في هذه القضية، إلا أنه شدد على أنه  "لا يمكن أن يقدم أي تفصيل في الموضوع، ولكن تونس لن ترضخ للضغوط ولا للمقايضة".

وفي سؤال حول إمكان استمرار حكومته بعد الانتخابات، رأى جمعة "ان هذا الموضوع غير مطروح بتاتاً بالنسبة اليه وإلى أعضاء الحكومة في الوقت الحالي، فهم لا يهتمون حالياً إلا بإنجاح هذه المرحلة وصولاً إلى الانتخابات".

وأوضح أنه لم يتحدث في هذا الموضوع مع أحد، مؤكداً أن لا أحد من الحكومة سيترشح للانتخابات المقبلة وفق اتفاق الحوار الوطني.

وعرض جمعة مطولاً الملف الاقتصادي وطرق إصلاحه. وأشار إلى أن "تونس تحتاج شهرياً حوالي مليار دينار، وإننا نقترض لنستهلك". وفيما اعتبر أن "هذا لا يمكن أن يستمر، ولا بد من الشروع في إصلاحات للنظام المالي ولنظام دعم السلع وللقطاع الجبائي"، وأكد أنه "لا بد من ترشيد النفقات العمومية والحد من عجز الميزان التجاري".

وعن التعيينات الإدارية الجديدة، قال رئيس الحكومة التونسية إن "الكفاءة ونظافة اليد والحياد هي معايير التعيينات الجديدة التي شرعت فيها الحكومة"، لافتاً إلى أن "بعد تعيين المستشارين في الوزارات والمحافظين الجدد سيتم تعيين نوابهم وتعيين المعتمدين في مختلف المدن التونسية (المعتمد هو المسؤول الاداري في المدينة) بما يضمن حياد الإدارة للانتخابات المقبلة".

وعن تأخر التعيينات في الإعلام العمومي، أكد جمعة أن الحكومة ليس لها أي نية في التدخل في قطاع الإعلام، لافتاً إلى أن كل التعيينات تتم بالتشاور مع الهيئة "العليا للسمعي البصري"، وإنها تتم بالتوافق بين الطرفين.

وخلص جمعة إلى التأكيد أن تونس قادرة على النجاح في التحديات التي تواجهها، لإيمانه بقدرة وكفاءة التونسيين، لكنه أوضح أن "هذا يستوجب مزيداً من العمل والجهد والإيمان بضرورة مساهمة الجميع في هذا الجهد الوطني".