توقف حركة الطيران وتفجيرات نفطية في اليمن

07 نوفمبر 2014
تفجير خطوط أنابيب النفط يعمق الأزمة الاقتصادية في اليمن(أرشيف/Getty)
+ الخط -
تصاعدت الهجمات على المرافق الحيوية وأنابيب النفط في اليمن، خلال اليومين الماضيين، ما ينذر بتأزم الوضع الاقتصادي للبلاد، التي تعاني ترديا في مواردها وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، لا سيما بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومناطق عدة من اليمن منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
وفجر مسلحون قبليون، في وقت متأخر من ليل الأربعاء، أنبوباً رئيسياً لتصدير النفط الخام في محافظة مأرب شرق اليمن، بحسب مصدر قبلي.
وأوضح المصدر في تصريح لرويترز أن "مسلحين ينتمون إلى قبيلة الحماجرة، فجّروا أنبوب النفط الذي يمر من منطقتهم في مديرية صرواح، غرب محافظة مأرب".
وقبل أيام، أعلن المصرف المركزي اليمني، تراجع إيرادات اليمن من صادرات النفط الخام 32.9% في أغسطس/آب لتصل إلى 1.2 مليار دولار، مقارنة بـ1.8 مليار في الفترة المقابلة من عام 2013.
وأرجع المصرف في تقرير له هذا التراجع، إلى أعمال التخريب والتفجيرات التي تعرض لها أنبوب التصدير الرئيسي في محافظتي حضرموت ومأرب.
وأشار إلى أن ذلك أدى إلى تناقص حصة الحكومة من الصادرات وإجمالي إنتاج النفط بين يناير/كانون الثاني وأغسطس/آب إلى 11.15 مليون برميل، في مقابل 16.65 مليون في الفترة نفسها من العام السابق.
وتعتمد الدولة في تمويل خزينتها العامة على عائدات النفط الذي يقدّر إنتاج البلاد منه بحوالى 250 ألف برميل يومياً، بحسب تقديرات سابقة.
وتتكرر عمليات تفجير أنبوب النفط في مناطق قبلية شمال وشرق اليمن، للضغط على السلطات للمطالبة بالإفراج عن مسجونين أو وظائف حكومية أو مبالغ مالية، في ظل عجز السلطات الأمنية عن توفير الحماية للأنبوب الذي يصدر النفط الخام إلى ميناء "رأس عيسى" على ساحل البحر الأحمر.
وتزامن هذا التفجير مع توقف حركة الطيران في مطار صنعاء الدولي بشكل مؤقت، إثر اشتباكات مسلحة في محيط المطار.
وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد"، إن قذائف هاون سقطت على مدرج المطار وأدت إلى أضرار به وتوقف حركة الطيران.
وأشارت مصادر ملاحية إلى أن الرحلات المغادرة تأجلت، بينما تم تحويل الرحلات القادمة إلى مطار عدن الدولي.
وسيطرت جماعة الحوثي على مطار صنعاء عقب سقوط المدينة بيد مسلحيها يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث أقامت نقاطا أمنية في كل المنافذ المؤدية إلى المطار، كما نشرت مسلحيها داخل صالات المطار وقامت بإخضاع الطائرات المغادرة للتفتيش.
وأعلنت 3 شركات طيران عالمية منذ ذلك الحين، حظر السفر إلى اليمن إلى أجل غير مسمى، قد يستمر حتى نهاية العام، بحسب مصدر ملاحي يمني، نتيجة استمرار سيطرة المسلحين الحوثيين على المطار وتفتيشهم للطائرات.
وأكد محللون اقتصاديون لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات المسلحة في محيط المطار وتوقف الرحلات ستؤدي الى أضرار بالغة على قطاع الطيران وعلى الاقتصاد اليمني بشكل عام، موضحين أن هذا الوضع سيخلق إرباكاً كبيراً، وسيؤدي إلى خسائر بملايين الدولارات لشركات ووكالات السفر. وإذا استمر الأمر فقد يؤدي إلى انهيار السوق وفقدان مئات العاملين لوظائفهم.
ويواجه اليمن عجزاً كبيراً في موازنته العامة للعام الجاري، بنحو 3.15 مليار دولار، كما يعاني ارتفاعاً في الدين العام، وتراجعاً في الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى المصرف المركزي، إضافة إلى انخفاض الإيرادات العامة للدولة.
ويحتاج اليمن 11.9 مليار دولار لمعالجة المشاكل التي تعصف به، حسب تقارير حكومية. ويعيش ثلث سكان البلاد، البالغ عددهم 25 مليون نسمة، على أقل من دولارين في اليوم، وتقدّر البطالة بنحو 35%، في حين تصل هذه النسبة بين الشباب إلى 60%.
المساهمون