توتر في شرق سورية على خلفية اعتقالات "قسد"

توتر في شرق سورية على خلفية اعتقالات "قسد"

04 يوليو 2019
+ الخط -
يسود التوتر مناطق شمالي شرق سورية بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة، وبعض الأهالي وعناصر قوات النظام من جهة أخرى، على خلفية الاعتقالات التي تقوم بها "قسد" في المنطقة، والتي أعلنت عن تشكيل مجلس عسكري لمدينة الحسكة.

وقالت مصادر محلية إن قوات "قسد" شنّت حملة دهم واعتقال، طاولت عشرات النازحين من قرية خشام في منطقة العزبة بريف دير الزور الشرقي، دون معرفة الأسباب. وأوضحت المصادر أن قوة عسكرية تابعة لـ"قسد" قامت بعمليات دهم واعتقال في قرى عضمان ومعيزيلة والعزبة شمال غرب مدينة دير الزور. وعادة ما تكون الاعتقالات بذريعة الانتماء أو العمل سابقاً مع تنظيم "داعش" الإرهابي.  

من جهتها، ذكرت مصادر موالية للنظام أن مليشيا "قسد" خطفت عناصر من "قوات الدفاع الوطني" في مدينة القامشلي، في حين استولى مسلحو "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي على مبنى حكومي جنوب مدينة الحسكة.

وقالت جريدة "الوطن" المملوكة لقريب رئيس النظام رامي مخلوف، إن "المليشيات الأمنية التابعة لـ"قسد" تحتجز مسلحين من الدفاع الوطني ورفضت الإفراج عنهم فردّ عناصر من الدفاع الوطني باعتقال أربعة من مسلحيها للضغط عليها". وأضافت أن "قسد" ردّت باعتقال عنصر آخر من الدفاع الوطني، ما زاد التوتر بين الطرفين، وأدى إلى قطع الطرقات وانتشار القناصة، مشيرة إلى أن "قسد" تضيق على عائلات عناصر الدفاع الوطني في المدينة، وهدّدت باعتقالهم في حال عدم الإفراج عن مسلحيها.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من اعتقال عناصر "قسد" لمراسل قناة "الإخبارية" السورية في المدينة، موجهة إليه تهماً بالمشاركة في الحرائق التي تشهدها المحافظة، ومصدرة حكماً بحقه قضى بسجنه لمدة عامين.

وأضافت الصحيفة، أن مسلحي الحزب الديمقراطي الكردي استولوا خلال اليومين الماضيين على أحد مباني شركة الكهرباء في حي النشوة جنوب مدينة الحسكة، وحولوه إلى مركز صحي بعد أن رموا الأثاث المدمر في ممرات البناء ووضعوا مكانه مستلزمات طبية، مشيرة الى أن عناصر الحزب استولوا على "جميع مؤسسات الدولة بين حيي غويران والنشوة في الجزء الجنوبي من مدينة الحسكة، منها المدينة الرياضية والمرور ومستشفى الأطفال والنفوس والسجن المركزي والبيئة والجيولوجيا باستثناء مديرية الكهرباء بسبب الحاجة إلى خدماتها، إلى جانب مبنى المياه في حي العزيزية شرق المدينة الذي فيه موظفون حكوميون".

إلى ذلك، أعلنت قوى الأمن الداخلي "أسايش" فرض حظر للتجوال في مخيم الهول بريف الحسكة، بعدما طعن أحد عناصرها يد إحدى النازحات، وفق وكالة "هاوار" التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، التي أوضحت أن الحادثة حصلت بعدما طلبت إحدى النساء المحتجزات في مخيم الهول، إذنًا للخروج إلى السوق، فتم السماح لها بالخروج برفقة عنصر من الأمن، لتقوم بطعنه بالسكين من الخلف في أثناء سيره أمامها، بحسب رواية الوكالة.

وعلى خلفية، ذلك ذكرت "هاوار" أن المنظمات الإنسانية العاملة في الهول بدأت تتهيأ لإجلاء موظفيها من المخيم، في ظل البحث عن المتهمة بعملية الطعن، والتي توارت في المنطقة، بحسب المصدر. ويأتي ذلك وسط جهود حثيثة لإفراغ المخيم وإعادة سكانه إلى مناطقهم في أقاليم شرق الفرات، إلى جانب الضغط على الدول الأجنبية لاستعادة مواطنيها التابعين لتنظيم "داعش" من نساء وأطفال.

ويضم مخيم الهول أكثر من 30 ألف شخص من النازحين السوريين بينهم عوائل تابعة لعناصر من تنظيم "داعش". وكان تم افتتاحه في نيسان/ إبريل 2016، لاستقبال النازحين الفارين من مناطق خاضعة لتنظيم "داعش" واللاجئين من مناطق العراق الحدودية القريبة من بلدة الهول شرقي الحسكة.

من جهة أخرى، أعلنت "قسد" يوم أمس عن تشكيل المجلس العسكري لمدينة الحسكة، عبر مراسيم عسكرية في مدينة الحسكة بحضور قيادات عسكرية وسياسية من قسد و بعض وجهاء العشائر.

وقالت شبكات محلية إن الإعلان يأتي في إطار تشكيل مجالس عسكرية جديدة ضمن مناطق "قسد" الرئيسية، حيث يجري إعادة تشكيل المجالس العسكرية في مناطق رئيسية خاضعة لسيطرة المليشيا الكردية بطلب من "التحالف الدولي"، لتكون أكثر تمثيلية لمجموع السكان.