تهاوي النفط..الخسائر تغمر الخليج

06 يناير 2015
تهاوي الأسهم السعودية (أرشيف/getty)
+ الخط -

تراجع سوق الأسهم السعودية على نحو حاد، خلال تعاملات أمس، متأثرا بمواصلة أسعار النفط تهاويها، لتجر السوق السعودية، أكبر أسواق المال العربية، نحو "القاع"، حسب محللين ماليين، مقللين من تأثير الأخبار المتداولة عن صحة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وحادث مقتل اثنين من حرس الحدود في هجوم على الحدود مع العراق، على التعاملات.

وفقد المؤشر العام للسوق السعودية نحو 250.1 نقطة، متراجعا بنسبة 2.99%، ليغلق عند 8106.8 نقاط، وهو أدنى إغلاق له في 13 جلسة، فيما خسرت الأسهم حوالى 54.4 مليار ريال (14.5 مليار دولار) من قيمتها السوقية.

وقال محمد الشميمري، المحلل في السوق المالية، لـ"العربي الجديد"، إن تراجع أسعار النفط هو السبب الرئيسي وراء هبوط السوق، وكذلك التوقعات السائدة بتراجع أرباح قطاع البتروكيماويات خلال الربع الأخير من عام 2014، خاصة شركة "سابك".

واعتبر الشميمري أن: "الحادث الذي وقع أمس عند الحدود السعودية مع العراق لم يكن مؤثرا بالدرجة الكبيرة في السوق، فالهبوط لم يكن بشكل كبير، ومشابها للتراجع المستمر منذ أسابيع".
وقال "السوق سيواصل هبوطه بسبب استمرار أسعار النفط في الانخفاض .. هناك ضغوط كبيرة على السوق، بسبب نتائج شركات البتروكيماويات، فالنفط يسجل قاعا جديدا كل يوم، ووصل إلى 54 دولاراً للبرميل".

وتابع الشميمري: "صحيح أن الأخبار السياسية المتعلقة بصحة الملك قد تؤثر على السوق، ولكن ساهم التوضيح الذي ظهر من الديوان الملكي، والذي يؤكد استقرار صحة العاهل السعودي، في تلاشي هذا التأثير، لكن السوق سيظل متأثراً بالأخبار السياسية والاقتصادية".
 
وكانت وكالة الأنباء السعودية، ذكرت أمس، أن ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود طمأن الحكومة خلال اجتماع يوم الاثنين على صحة الملك عبدالله، الذي نقل إلى المستشفى الأسبوع الماضي. وتراقب الأسواق عن كثب صحة حاكم أكبر بلد مصدر للنفط في العالم.
وقال طارق الماضي، خبير سوق المال، لـ"العربي الجديد" إن النفط هو العامل الأكثر تأثيراً في سوق الأسهم، مقللاً من تأثير أية أحداث أخرى.

وأضاف: "السوق لم يسجل هبوطاً كبيراً، رغم حادث الهجوم على الحدود الشمالية.. المتابع لسوق الأسهم السعودية والخليجية عليه أن يتابع أسعار النفط، لأنها هي ما ستحدد مسار الأسهم".

وأشار إلى أن السيولة، أمس، كانت منخفضة جداً، وحققت أدنى مستوياتها منذ فترة طويلة، ولم تتجاوز الخمسة مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، في وقت وصلت فيه قبل يومين إلى 11 مليار ريال (2.9 مليار دولار). مضيفا: "هذا دليل على أن المضاربين قلقون جداً مما يحدث من السوق، لأن المضاربة فيه أصبحت خطرة جداً وغير مأمونة".

ولم تقتصر الخسائر على السوق السعودية، وإنما غمر لون الهبوط الأحمر شاشات التداول في جميع البورصات الخليجية، لتغلق على تراجع تباينت نسبته.

وهبط مؤشر سوق دبي المالي بنسبة 3.35%، كما انخفض مؤشر قطر بنحو 1.91%، والكويت بنسبة 0.76%، ومسقط بنسبة 0.66%، والبحرين بنسبة 0.31%.

وتراجعت أسعار النفط، أمس، إلى مستوى منخفض جديد في خمس سنوات ونصف، بفعل المخاوف من تخمة الإمدادات العالمية والطلب الضعيف.

وأظهرت بيانات من وزارة الطاقة الروسية ارتفاع إنتاج موسكو العام الماضي إلى ذروة جديدة، حيث سجل 10.58 ملايين برميل يوميا في المتوسط، بزيادة 0.7%، بفضل صغار المنتجين غير التابعين للدولة.

كما سجلت الصادرات العراقية أعلى مستوى لها منذ 1980 في ديسمبر/كانون الأول 2014، حسبما ذكر متحدث باسم وزارة النفط، وذلك بفضل مبيعات قياسية من مرافئ الجنوب.

المساهمون