تقديرات إسرائيلية: حزب الله لم ينس ثأره لمغنية واللقيس

20 سبتمبر 2014
الحزب ينتظر الزمان والمكان المناسبين للثأر (سكوت بيترسون/getty)
+ الخط -

أفاد تقرير إسرائيلي نشره موقع "والا" الإسرائيلي، أمس الجمعة، بأنّ ما يقلق قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الإسرائيلي هو "وقوع خطأ" على الحدود مع لبنان من قبل أحد الطرفين؛ الإسرائيلي أو حزب الله، يقود إلى تدهور أمني شامل في ظل التقديرات الإسرائيلية التي تشير إلى أن حزب الله سيقدم في المواجهة المقبلة على اختراق الحدود الفلسطينية و"احتلال بعض المناطق لبعض الوقت".

ونقل الموقع عن ضابط رفيع المستوى قوله في شأن الردّ الإسرائيلي على هذا السيناريو بالقول "إذا استبقنا الحزب وقمنا باحتلال مناطق من لبنان، فلن يتحقق هذا السيناريو، أما إذا انتظرنا أن يجتازوا هم الحدود أولاً، فإننا نملك عندها خطة مبدئية لإخلاء البلدات الحدودية. ورغم أن الحزب، وخلافاً للوضع في الحرب الثانية على لبنان، يبني اليوم قوات هجومية، غير أننا أيضاً قمنا بتغيير خططنا".

ولفت الضابط الإسرائيلي إلى أنّ هذا السيناريو يتطلب، خلافاً لحال العدوان على غزة، سرعة في اتخاذ القرارات عند المستوى السياسي، إذ كان قد تأخر صدور قرار الحرب البرّية ضدّ غزة.

وأشار موقع "والا" في تقريره إلى أن حزب الله اللبناني لم ينس ثأره من إسرائيل وتعهده بالانتقام من اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية، وأنّه على الرغم من انشغاله في الجبهة السورية وفي البقاع اللبناني وعرسال ضدّ تنظيمات "القاعدة" و"الدولة الإسلامية" (داعش)، غير أنه يواصل الاستعداد للمواجهة المقبلة مع إسرائيل.

واستعرض التقرير محاولات مختلفة لحزب الله للقيام بعمليات داخل الأراضي المحتلة، ومحاولات تجنيد ونقل عبوات ناسفة من الشطر الغربي لقرية الغجر إلى الشطر المحتل منها في يونيو/حزيران من العام 2012، وانتقاله إلى كسر حاجز الصمت في مسألة الاعتراف بتلقيه ضربات من إسرائيل وردّه عليها، وظهر ذلك خصوصاً في مارس/ آذار الماضي، بعد تفجير عبوات في الجولان المحتل، والردّ الإسرائيلي بقصف شاحنة أسلحة كانت معدّة لحزب الله في طريقها من سورية إلى لبنان، وفي اغتيال القيادي في الحزب حسان اللقيس في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وبحسب التقرير، فإن أمين عام حزب الله حسن نصرالله أعلن في 14 أغسطس/أب أن هناك حسابًا مع إسرائيل، قديم وجديد ومتجدّد؛ الأول هو الانتقام لاغتيال مغنية والجديد هو اغتيال اللقيس، أما المتواصل فهو مسألة مزارع شبعا.

ورأى تقرير الموقع الإسرائيلي أن حزب الله غيّر في العامين الماضيين من نمط تعامله وردّه على الاعتداءات الإسرائيلية خاصة، بعد استهداف قافلة الأسلحة التي كانت معدة للوصول إلى الحزب في لبنان. وأشار إلى أنّ العقيدة الإسرائيلية القائلة بإن الحزب "تعلم الدرس" من الحرب الثانية على لبنان، ولن يجرؤ على ضرب إسرائيل، قد تلقت بدورها ضربة قاضية. واعتبر أنّ الحزب ينتظر المكان والزمان المناسبين له للثأر، خاصة بعدما استعاد بعض شرعيته من خلال القتال المشترك مع قوات الجيش اللبناني ضدّ تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" في عرسال.

وبحسب التقرير نفسه، فإنّ هذا القتال أعاد للحزب في نظر اللبنانيين صورته الأصلية كمدافع عن لبنان بعدما كانت تضررت، وتراجعت شعبيته بسبب قتاله إلى جانب النظام في سورية.

ورصد التقرير في هذا السياق أن حزب الله، الذي اعتاد في العامين الماضيين على دفن قتلاه في الحرب إلى جانب النظام السوري بشكل سرّي وتحت جنح الظلام، قد نظم أخيراً مواكب تشييع شعبية لقتلاه الذين سقطوا في القتال ضدّ "داعش".

لكن اللافت في التقرير، هو إشارته إلى أنّ الجهات الأمنية الإسرائيلية ترصد عودة حزب الله لبسط وفرض سيطرته على مسارات تهريب المخدرات جنوبي لبنان، كجزء من استعدادات الحزب للتخطيط لعمليات ضدّ إسرائيل، وهو ما يؤكد عدم صحة العقيدة الإسرائيلية الأمنية بأن الحزب يخشى منذ الحرب الثانية على لبنان شنّ معركة ضدّ إسرائيل.

وبحسب التقديرات الأخيرة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، فإن حزب الله لم يهمل أمر المواجهة مع إسرائيل، بل قام في العام الماضي بعدّة عمليات هدفها ترسيم ميزان رعب وردع ضدّ إسرائيل كي لا تقدم الأخيرة على شنّ حرب ضدّه في الوقت الذي ينشغل فيه في القتال بسورية. وبحسب ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية لجيش الاحتلال، فأنه "يتعين الحذر من تعظيم قوة الحزب التكتيكية وتقليل خطره الاستراتيجي"، مضيفاً "أنهم يتطلعون إلى الأمام لمائة عام؛ ومرور ستة سنوات منذ تصفية عماد مغنية هو وقت طويل بالنسبة لنا لكنه قليل جداً بالنسبة لهم".

وفي هذا السياق، يشير التقرير إلى أنّ حزب الله بدأ أخيراً إعادة نشر عناصره علناً على الحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعضهم متنكر وبزي مدني والبعض الآخر بالزيّ العسكري للحزب وهم يحملون بنادقهم. ويقوم عناصر حزب الله، بحسب التقرير الإسرائيلي، بجمع المعلومات، وبسط سيطرتهم على المنطقة من جديد، وبجرأة أكبر، مما يدل على أن وجهة الحزب هي المواجهة. ويضيف "بل أن عناصر يتجولون وهم مسلحون على مسافة عشرات الأمتار من السياج الحدودي مما قد يؤدي إلى عمليات تبادل إطلاق نار مع الجنود الإسرائيليين أو حتى جنود الجيش اللبناني".

ورصد الاحتلال خروج الحزب من مناطق إطلاق الصواريخ الحرجية، والتي أطلقت عليها إسرائيل اسم "المحمية الطبيعية "، وانتقاله للتجول داخل القرى اللبنانية، حيث حفر الأنفاق والخنادق للقتال ضدّ جيش الاحتلال، في حال توغل الأخير في العمق اللبناني.

استخلاص العبر من غزّة

ويلفت التقرير إلى أن الحزب الذي راقب الحرب على غزة خرج باستنتاجات لا تعزز الأمن الإسرائيلي، مشيرا إلى تصريحات حسن نصر الله في أغسطس/آب الماضي، في شأن ضعف الجبهة الداخلية الإسرائيلية وعدم قدرتها على مواجهة حرب استنزاف طويلة، مما يعني، بحسب حزب الله، واجب إطالة أمد المعركة المقبلة مع إسرائيل، والسعي لاحتلال والسيطرة على مناطق وراء الحدود لإحباط نوايا إسرائيل بحرب خاطفة.

والأهم في هذا السياق، أن ضباطاً في قيادة المنطقة الشمالية للجيش الإسرائيلي أبلغوا موقع "والا" أن بمقدور حزب الله تحقيق إنجاز كهذا لكن الجيش الإسرائيلي سيكون جاهزاً لاستعادة سيطرته على هذه المناطق خلال ساعات معدودة.

ويقرّ التقرير الإسرائيلي أنّ أحد مصادر القلق الإسرائيلية من المواجهة المقبلة مع حزب الله تكمن في حيازته على قذائف "برقان" الروسية الصنع والتي طورت لاحقاً في إيران؛ فهي قادرة على حمل رؤوس متفجرة بزنة 250 كيلو جراماً، ويمكن لبعضها حمل رؤوس بزنة نصف طن، وهي قادرة على الوصول لمدى سبعة كيلومترات وتخلف دماراً هائلاً وتوقع ضحايا كثيرين في حال سقوطها في منطقة سكنية .