تفويض كرتوني

08 فبراير 2015
+ الخط -

لم تكن القوات المسلحة لتدير ظهرها لنداءات الشعب المصري العظيم، كان هذا المبرر الرئيسي لانقلاب الثالث من يوليو على الشرعية الدستورية، وعلى إرادة المصريين المتمثلة في رئيس منتخب، بعد ثورة يناير، أياً كان اسمه.
المليونية الكبيرة التي صورها خالد يوسف جعلت القوات المسلحة لا تستطيع أن تدير ظهرها للشعب. ولكن، في حقيقة الأمر، لن تستطيع أن تدير ظهرها ما دام الأمر في صالحها، فيمكنك أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، لكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت. هذا باختصار ما يمكن أن نصف به قادة الانقلاب بمخابراتها وبأذرعها الإعلامية.
إذا كانت كل هذه الملايين التي خرجت في الثلاثين من يونيو 2013، فما الذي تغير منذ التفويض الأول؟
ما تغير أيضاً بين التفويضين مذابح لم تتوقف، معتقلات لم يعد فيها مكان، جيش سلاحه موجه إلى صدور المصريين، وزارة داخلية أصبحت ترتكب كل أساليب القمع، من دون أن تفرق بين إخواني أو غيره، فالجميع يكتوي بنارها، قضاء يوزع الأحكام على المصريين، كما توزع الحلوى في المناسبات، فهذا أحمد دومة، من أهم أعمدة الثلاثين من يونيو، حُكم عليه بـ 25 عاماً (مؤبد) و17 مليون جنيه غرامة بتهمة التظاهر.
يمكن القول إن فشل مليونية التفويض الأخيرة هو فشل الثورة المضادة، هو فشل السلطة الحالية. وفي المقابل، لا تزال الثورة مستمرة، على الرغم من القتل والقمع والاعتقال والاغتصاب والإعدامات.

avata
avata
إسماعيل أبوزيد (مصر)
إسماعيل أبوزيد (مصر)