تفجيرات القاهرة: اعتقالات عشوائية وتبادل اتهامات بين الطلاب والأمن

تفجيرات القاهرة: اعتقالات عشوائية وتبادل اتهامات بين الطلاب والأمن

02 ابريل 2014
أثارت الانفجارات حالة من الهلع بين الطلاب (محمد الشاهد،Getty)
+ الخط -

شكّل النائب العام المصري، المستشار هشام بركات، ثلاثة فرق تحقيق من النيابة العامة، لإجراء تحقيقات فورية في التفجيرات الثلاثة التي ضربت محيط جامعة القاهرة، في الجيزة اليوم الأربعاء، وسط تعزيز السلطات المصرية للاجراءات الأمنية.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن الانفجارات الثلاثة ناجمة عن زرع 3عبوات ناسفة في محيط جامعة القاهرة في الأماكن التي تتمركز فيها قوات الشرطة عادة.
وكان سُمع دوي انفجار ثالث أمام جامعة القاهرة، بعد وقت قصير من اعلان وزارة الداخلية المصرية، اليوم الأربعاء، أن قنبلتين مزروعتين إلى جانب الطريق استهدفتا شرطة مكافحة الشغب أمام كلية الهندسة في جامعة القاهرة، ما أسفر عن مقتل رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، العميد طارق المرجاوي، وإصابة خمسة من الضباط من قوة مديرية أمن الجيزة".
وأعلنت وزارة الداخلية أن الانفجارين اللذين وقعا بالتزامن في شارع مواجه للباب الرئيس للجامعة، "أسفرا عن استشهاد رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، العميد طارق المرجاوي، وإصابة خمسة من الضباط من قوة مديرية أمن الجيزة". وذكرت الوزارة أن الانفجارين نجما عن "زرع العبوتين (الناسفتين) بإحدى الأشجار بالمنطقة".

بدورها، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن من بين الجرحى العميد عادل عطا الله هيكل، والعقيد مصطفى بكري.

واستهدفت القنبلتان شرطة مكافحة الشغب التي تنتشر يومياً في المنطقة تحسباً لاحتجاجات وتظاهرات الطلاب المعارضين لانقلاب الثالث من يوليو/تموز الماضي.

وفور وقوع أول انفجارين، أغلقت قوات الأمن ميدان النهضة القريب من المبنى، موقع تمركز قوات الأمن المركزي وقوات فض الشغب أمام الجامعة المكلفة مواجهة تظاهرات الطلاب ضد الانقلاب العسكري. وقامت بتمشيط محيط موقع الانفجار.


اعتقالات وتبادل اتهامات

وقال عضو جبهة "جامعة مستقلة" في جامعة القاهرة، أحمد عبد الباسط، لـ"العربي الجديد"، إن السلطات الأمنية اعتقلت ثلاثة طلاب على خلفية الحادث. ورأى أن "أصابع الاتهام قد تشير إلى تورط أجهزة أمنية في تنفيذ الحادث". حتى أن قوات الأمن شنّت حملة اعتقالات عشوائية ضد طلاب جامعة القاهرة. وقال شهود عيان إنه "عقب الانفجارين الأول والثاني، سادت حملة اعتقال عشوائية طالت العديد من الطلاب لدى خروجهم من البوابات الرئيسية". وأضاف الطلاب أنه عقب سماع دوي الانفجار الأول والثاني، سيطرت حالة من الهلع داخل الجامعة، فيما كانت عناصر أمنية تلقي القبض على الطلاب والطالبات بشكل عشوائي، وتم اقتيادهم لسيارات الأمن المركزي.

واتهم المتحدث باسم "حركة شباب ضد الانقلاب"، ضياء الصاوي، مخابرات المصرية بتدبير الانفجارات الثلاثة، واصفاً ما حدث بـ"السيناريو الفاشل الذي سبق تكراره مرات عدة".

وقال الصاوي لـ"العربي الجديد" إنه تم اختيار هذه المرة جامعة القاهرة لتحدث فيها الانفجارات، "لأن الحراك الطلابي كان الأقوى فيها خلال الفترة الماضية، وليجدوا مبرراً لما يقولونه إن مصر في حاجة لرجل أمن".

أما "اتحاد طلاب كلية الهندسة" ــ جامعة القاهرة، فقد رفض "محاولة بعض وسائل الإعلام توريط الطلاب في أعمال التفجيرات"، عبر إبراز صورة لأحد بيانات الاتحاد الذي نُشر على موقعه على صفحته على "الفيسبوك"، يحذر فيها الطلاب من الحضور إلى الجامعة اليوم.

وأكد نائب رئيس اتحاد طلبة كلية الهندسة جامعة القاهرة حسام صفوت أنه ليس للاتحاد علاقة بتفجيرات اليوم في محيط جامعة القاهرة، مشيراً إلى أن هذا بيان متكرر للطلاب، يتم نشره بشكل دائم بالتزامن مع تظاهرات "طلاب ضد الانقلاب"، "حرصاً على حياة الطلاب من أعمال العنف بسبب تدخل الشرطة في فض تلك التظاهرات".

وكانت صفحة الشرطة المصرية قد نشرت نص البيان مجدداً اليوم على "الفيسبوك"، في اتهام مبطّن للطلاب في التفجيرات.

وأدت حالة الهلع إلى حالة من الزحام الشديد والتدافع على الباب الرئيس للجامعة. واعتبر المتحدث الرسمي لحركة "طلاب ضد الانقلاب" في جامعة القاهرة، أحمد غنيم، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الانفجار "حادث مدبَّر من قبل قوات الأمن لتتخذه ذريعة لاقتحام الحرم الجامعي وتقويض الحراك الطلابي". كما توقع أن يكون "الحادث مقدمة لمجزرة سيرتكبها الأمن بحق الطلاب".

وأكد غنيم لـ"العربي الجديد" أن "الحراك الطلابي ينتهج السلمية دائماً، ويدين أي عمل تُراق فيه الدماء". وأضاف "لن ينجرّ الطلاب لأي محاولات تجاه ممارسة العنف".

من جهته، أشار عضو جبهة "جامعيون ضد الانقلاب"، أحمد عبد الباسط، إلى أن طلاب جامعة القاهرة قرروا إلغاء كل فعاليتهم الثورية اليوم، تجنباً لما قد يحدث من توجيه تهم إليهم بالتورط في الحادث.

"الأخوان" و"شباب 6 أبريل" و"الجبهة الديموقراطية" يندّدون

ودانت جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر تفجيرات ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة. وشدّدت الجماعة، في بيان لها، على "حرمة كافة الدماء سواء كانوا مدنيين أو شرطيين أو عسكريين"، مطالبةً بألا تكون الخلافات السياسية "ذريعة للقتل وسفك الدماء المعصومة".

وطالبت الجماعة بسرعة التحقيق العادل، و"الامتناع عن إلقاء التهم جزافاً من دون دليل، وتقديم المدبرين والمنفذين الحقيقيين لهذه الجريمة وغيرها من الجرائم للعدالة، للقصاص للشهداء والمصابين".

وأكدت الجماعة "الاستمرار في مسيرتنا السلمية لتحقيق أهداف ثورتنا المشروعة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية".

موقف مشابه أطلقته حركة "شباب 6 إبريل"، عندما نددت بـ"التفجيرات الإجرامية التي شهدها محيط جامعة القاهرة".

وقال منسق الحركة أحمد ماهر، عمرو علي، "يدين شباب 6 إبريل هذه التفجيرات الإجرامية، وننعي شهداء الواجب من قوات الأمن في كل مكان في مصر الذين يعملون مخلصين على تطبيق القانون وحماية الوطن والمواطنين".

إلغاء نشاطات

بدوره، توقع المتحدث الإعلامي باسك "الجبهة الديمقراطية"، محمد فؤاد، أن "تؤثر تفجيرات اليوم على الفعاليات التي تعتزم الحركة تنظيمها لإحياء الذكرى السنوية لتأسيسها في 6 إبريل/نيسان المقبل.

وقال فؤاد لـ"العربي الجديد"، "نبحث بإلغاء التظاهرات الطلابية التي كنا ننوي تنظيمها الأحد المقبل في جامعة القاهرة"، كاشفاً أن "الجبهة" ألغت الدعوة إلى مسيرة منددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية كان من المقرر تنظيمها في حي إمبابة بمحافظة الجيزة مساء اليوم الأربعاء.