تصعيد يسبق الهدنة: جريمة للتحالف في صنعاء ومقتل الشدادي

تصعيد يسبق الهدنة: جريمة للتحالف في صنعاء ومقتل الشدادي

08 أكتوبر 2016
قتلى باستهداف صالة عزاء في صنعاء (فيسبوك)
+ الخط -

بالتزامن مع ترقب إعلان هدنة مؤقتة، شهد اليمن تصعيداً عسكرياً خلال الساعات الماضية، كان أبرزه مقتل قائد المنطقة العسكرية الثالثة، اللواء عبدالرب الشدادي، أحد أبرز قادة الجيش اليمني الموالي للشرعية، فيما صعّد التحالف العربي غاراته وسجل جريمة في قاعة عزاء أقامها وزير الداخلية، الموالي للانقلابيين، جلال الرويشان، وحضره مسؤولون موالون لجماعة أنصار الله (الحوثيين) والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأفادت الأنباء الأولية عن سقوط عشرات الضحايا.

ومثل مقتل الشدادي، الذي يقود المنطقة العسكرية الثالثة، وتشمل محافظتي مأرب والجوف، خسارة كبيرة لقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية، إذ يعد قائداً عملياً للمعارك الدائرة في أطراف محافظة مأرب الغربية، وقتل بينما كان يقود العملية العسكرية التي بدأتها قوات الشرعية منذ أسابيع، وهدفت لاستكمال السيطرة على منطقة صرواح، غرب مأرب، وهي آخر أهم المناطق التي يسيطر الحوثيون على أجزاء منها، وتشهد معارك ترتفع وتيرتها بين الحين والآخر منذ أكثر من عام.

ويعتبر الشدادي بمثابة أرفع قائد عسكري قتل من قوات الشرعية، منذ مقتل قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء علي ناصر هادي، في عدن في مايو/أيار 2015، وتتمتع مأرب، التي يقع فيها مقر المنطقة العسكرية الثالثة بقيادة الشدادي، أهمية مضاعفة، بوصفها مركزاً عملياً لقوات الشرعية ومنها تنطلق عملياتها باتجاه محافظات أخرى، وأبرزها الجوف والأطراف الشرقية لصنعاء.

وأفادت مصادر محلية في مأرب لـ"العربي الجديد"، بأن مقتله، أمس الجمعة، جاء على أثر قذيفة استهدفت سيارة كان الشدادي على متنها، وقد قتل في اليوم نفسه قيادي آخر في المقاومة، وهو مسؤول بحزب التجمع اليمني للإصلاح بمديرية صرواح، خالد مقري.

ويسلط مقتل الشدادي الضوء على طبيعة المعركة الدائرة في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب بمحاذاة محافظة صنعاء، إذ بدأت قوات الشرعية عملية منذ أسابيع تهدف لاستكمال السيطرة على ما تبقى من المناطق في أيدي الحوثيين وفتح طريق لجبهة جديدة شرق صنعاء، الأمر الذي يحاول الحوثيون والموالون لصالح إعاقته أكبر قدر ممكن.

في سياق التصعيد، شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، مساء اليوم السبت، غارات جوية للتحالف العربي استهدفت صالة عزاء، كانت تُقام لأسرة وزير الداخلية الموالي للحوثيين، اللواء جلال الرويشان، والذي كان حاضراً في "القاعة الكبرى" بمنطقة "الخمسين"، جنوب العاصمة، يستقبل المعزين بوفاة والده. وأفادت الأنباء عن سقوط العشرات من القتلى والجرحى من الحاضرين في العزاء، ولم يتسن على الفور التأكد من مصير الرويشان، وما إذا كان هناك مسؤولون حوثيون من بين الضحايا.

وجاءت هذه التطورات في ظل ترقب لإعلان "هدنة" جديدة، قالت مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد"، إنها قد تُعلن الاثنين، ما لم تطرأ تطورات تؤدي إلى تأجليها، في ظل تواجد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في السعودية، للتباحث مع الجانب الحكومي اليمني حول تفاصيل الهدنة المزمع الإعلان عنها.