تشييد أضخم ساتر لمنع إشعاعات كارثة تشرنوبيل النووية

تشييد أضخم ساتر لمنع إشعاعات كارثة تشرنوبيل النووية

24 مارس 2016
يتوقع أن يكتمل الساتر أواخر العام الجاري (Getty)
+ الخط -
يجري تشييد أضخم ساتر متحرك في العالم، وسط منطقة محظورة واسعة في شمال أوكرانيا، لمنع انتشار الإشعاعات القاتلة، الناشئة عن كارثة تشرنوبيل النووية، خلال المائة سنة القادمة.

وتتواصل أشغال البناء الخرساني الضخم على قدم وساق، على موقع المحطة النووية المعطوبة، الذي شهد أكبر حادثة تلوث إشعاعي، لكن لم يشرع أحد في إيجاد حل مستديم إلا في الآونة الأخيرة.

صُمم الساتر الخرساني على شكل قوس، ويمكن رؤيته بسهولة من على بعد عدة كيلومترات، ويزن 30 ألف طن، ويتوقع أن يكتمل في أواخر العام الجاري، ليمثل حاجزا صلبا يمنع الإشعاعات، مع إتاحة الوقت للتخلص من بقايا الكارثة بأمان.

ويتولى البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، تمويل المشروع الذي تصل تكلفته إلى 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار) ويتضمن معونات من 40 حكومة.

وتصل مساحة الساتر الجديد والمنطقة المحيطة به، إلى مساحة 2600 كيلومتر مربع، أي ما يقرب من مساحة لوكسمبورغ، ولن يقطن سكان في هذه المنطقة ولن يدخلها سوى من يصرح له بذلك.

وفي 26 أبريل/نيسان من عام 1986، أدت محاولة تجربة فاشلة بالمحطة النووية السوفييتية، إلى نشر سحب كثيفة من المواد النووية الإشعاعية على مساحات واسعة من أوروبا، ما أدى إلى إجلاء أكثر من 50 ألف شخص، مع إصابة أعداد غير معروفة من العمال بالتسمم أثناء عمليات التطهير.

وتشير الإحصاءات الرسمية الأولية، إلى مقتل 31 شخصا في الكارثة النووية، لكن الكثيرين توفوا جراء أمراض تتعلق بالإشعاعات مثل السرطان، فيما لا تزال مسألة العدد الإجمالي للقتلى والآثار الصحية طويلة المدى مثارا للجدل.

وأمس الأربعاء، نظم الأوكرانيون المشاركون في جهود التطهير في منطقة تشرنوبيل، احتجاجات في وسط العاصمة كييف، لمطالبة الحكومة بالاعتراف بتضحياتهم من خلال زيادة الإعانات الاجتماعية.

وقال أحد المحتجين "منذ ثلاثين عاما عندما كنا أصغر سنا، ونحن ننقذ العالم بأسره من انفجار نووي، والآن لا يحتاجنا أحد".

وأكد علماء في الآونة الأخيرة، أنه بعد مرور نحو ثلاثين عاما على حادثة تشرنوبيل، بُعِثَت منطقة الكوارث من جديد، إذ صارت محمية طبيعية تحفل بالأيائل والوعول والذئاب.

وتشير هذه الطفرة المشهودة في المنطقة، التي أعلنت جهة محظورة على البشر عقب الحادث، إلى أن التلوث بالإشعاع لا يمنع الحياة البرية من التكاثر والازدهار.

 
اقرأ أيضا:"غرينبيس": عشرات الآلاف يأكلون أغذية ملوثة بإشعاعات تشرنوبل