تشيلسي مورينيو...الملل وحده لا يكفي للفوز بالدوري الإنجليزي

تشيلسي مورينيو...الملل وحده لا يكفي للفوز بالدوري الإنجليزي

02 مايو 2015
مورينيو وتأسيس فريق إنجليزي كبير (العربي الجديد)
+ الخط -

جوزيه مورينيو، اتفقنا أم اختلفنا عليه، يبقى واحداً من أعظم المدربين في السنوات الأخيرة في عالم كرة القدم، بل نستطيع تصنيفه كأحد عظماء الساحرة المستديرة على مر تاريخها، إنه رجل يعرف كيف ينتصر وبارع جداً في الخروج من الأزمات بأقل الخسائر الممكنة.

يقول عنه مساعده السابق، فيلاس بواش،" قبل مورينيو كانت اللعبة داخل المستطيل الأخضر ولكن بعده، أصبح هناك اهتمام مبالغ بالمدربين وتصرفاتهم خارج الملعب".

يجيد البرتغالي تحويل لاعبه المجتهد إلى لاعب آخر قادر على حفظ واجبات ومهمات مركزه، وتكمن براعته في هذه النقطة الفنية، الخاصة بتوصيل أبجديات وأسس التمركز التكتيكي للاعبيه، لذلك أجادت فرقه التمركز والدفاع المثالي، ونقل الهجمة من الدفاع الى الهجوم في لحظات معدودة، وعلى الرغم من كل دعاوي الملل واتهامات باللعب غير المثالي، إلا أن جوزيه في طريقه إلى تحقيق بطولة الدوري الإنجليزي مع تشيلسي هذا العام.

الفوز هو الأهم
يتعامل تشيلسي مورينيو مع الفوز، وكأنه غاية غير قابلة، أبداً، للنقاش، وهنا يأتي الفارق بين هذا الفريق وبقية المنافسين في "البريميرليج"، فأرسنال، مثلاً، لا يعرف أبداً طريق الانتصار إذا لم يكن في يومه، عكس "البلوز" خصمه وغريمه في لندن، لأن كتيبة البرتغالي تستطيع حصد الثلاث نقاط حتى وإنْ كانت في حالة سيئة للغاية، والسر يعود إلى أسباب عدة، من بينها أهداف الدفاع بكل تأكيد.

يملك تشيلسي مدافعين بدرجة هدافين، ويعتبر الفريق الأزرق ضعيفاً بعض الشيء في عملية اللعب المباشر، ويعاني كثيراً في حالة مواجهة خصم يدافع بشكل متأخر، لذلك يكون الحل عن طريق الضربات الثابتة أو الركنيات، نظراً لتواجد خط دفاع يستطيع تسجيل الأهداف وصناعتها في الأوقات الحاسمة من المباريات.

رقمياً، سجل إيفانوفيتش أربعة أهداف وصنع خمسة في الدوري المحلي، كذلك نجح القائد، جون تيري، في تسجيل أربعة أهداف هو الآخر، مع هدف وحيد لزميله كاهيل، وبالتالي يكمل الخط الأخير نواقص عديدة في طريقة لعب تشيلسي، التي تعتمد أكثر على استراتيجية رد الفعل وعدم اللجوء أبداً للفكر الاستباقي، وفي حالة فشل الوصول إلى هجمة مرتدة سريعة، يكون الحل الفوري من الأسماء المنسية بالخط الأخير.

اللاعب الأفضل
يحاول تشيلسي، دائماً، تسجيل الهدف الأول في المباراة، ومنذ الهزيمة أمام توتنهام، يوم 1 يناير 2015، لم يتأخر تشيلسي، أبداً، في النتيجة خلال منافسات الدوري الإنجليزي، حتى مباراة ليستر سيتي الأخيرة، والتي انتهت بفوز الفريق "اللندني" بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف. ويهدف مورينيو من هذه اللعبة إلى وضع فريقه على أهبة الاستعداد للمرتدات، لأن التقدم في النتيجة سيجبر الخصم، حتماً، على الخروج إلى الأمام وفتح مساحات خلفه، ليتألق لاعبو تشيلسي سريعاً.

يضمُ تشيلسي نجوم التحولات، ويليان وأوسكار ثنائي لا يحصل على حقه الإعلامي، فالأول مميز جداً في قلب الهجمة من الخلف إلى الأمام، ونقل الكرات سريعاً إلى الثلث الهجومي الأخير، مع قدرات دفاعية غير عادية، تساعده على إغلاق مناطق أسفل الأطراف بالتعاون مع الأظهرة، بينما اللاعب الثاني يمتاز بالقطع في عمق الهجوم، ولعب دور المهاجم الثاني من أجل الفوضى التكتيكية داخل منطقة الجزاء، للسماح بظهور النجم الأول للفريق، هازارد لاعب العام!

يعتبر البلجيكي نجماً حاسماً، يجيد ببراعة تسجيل الأهداف في المباريات الفاصلة، وسجل إيدين، حتى الآن، ثلاثة عشر هدفاً مع صناعته ثمانية، وهازارد هو اللاعب الأهم في تشكيلة مورينيو، لأنه لا يخذله حينما يحتاجه، بتحركاته في المباراة وبين الخطوط، وتوغله بين الأطراف والعمق، لذلك يعتبر النجم الكبير، لاعبَ جناح ومهاجماً متأخراً، ولاعب الكل في الكل في المطلق.

وفرة البدائل
تعاقد تشيلسي، خلال الصيف الماضي، مع ثلاثة مهاجمين دفعة واحدة، دييجو كوستا، ودروجبا، وريمي، ليسجل الثلاثي حتى الآن 28 هدفاً في الدوري المحلي، أي نسبة 41% تقريباً من إجمالي أهداف تشيلسي 68 هدفاً، حتى الجولة 34، وهذا ما راهن عليه مورينيو بعد الفشل الكبير لكل من توريس، ديمبا با، صامويل ايتو في الموسم الماضي.

"الفريق الممل هو ثاني أكثر الفرق إحرازاً للأهداف في الدوري الإنجليزي، ولديه أفضل فارق أهداف. أعتقد أن الفرق الكبيرة هي فقط من تكون في صدارة الدوري منذ اليوم الأول"، هكذا صرح مورينيو بعد مباراة آرسنال في الدوري، ليؤكد أن مفهومه حول الملل يتم إدراجه في قائمة النجاعة التهديفية.

ومع الدفاع الهدّاف، والوسط المحوري أثناء التحولات، والهجوم الفعّال داخل مناطق الجزاء، اقترب فريق تشيلسي بشدة من بطولة الدوري الإنجليزي، الخامسة في تاريخ النادي والثالثة لمورينيو في إنجلترا، لكن يبقى الفشل الأوروبي حاضراً بقوة في علاقة الثنائي، والدليل الخروج الأخير أمام باريس سان جيرمان في ثمن نهائي الأبطال، لأن مورينيو ورفاقه يستطيعون خطف مواجهات الدوري، لكن في حالات الذهاب والإياب، هناك فرصة أمام الخصم للتعويض، لذلك الموسم المقبل سيكون تحديّاً حقيقيّاً أمام البطل الأقرب للدوري الإنجليزي.

المساهمون