تسوية كيري للرئاسيات الأفغانية: إعادة فرز الأصوات وحكومة وحدة

تسوية كيري للرئاسيات الأفغانية: إعادة فرز الأصوات وحكومة وحدة

12 يوليو 2014
كيري: واشنطن قلقة ولكنها متفائلة (جيم بروغ/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يبدو أن جهود وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع الأطراف الأفغانية لاحتواء المعضلة الرئاسية قد نجحت، بعدما أعلن عن اتفاق المرشحين للرئاسة الأفغانية، عبد الله عبد الله وأشرف غني أحمد زاي، على عملية التدقيق واسعة النطاق للأصوات، تحت إشراف الأمم المتحدة، يليها قبول النتائج وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وجاء هذا الإعلان في مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية الأميركي والمرشحين للرئاسة ومندوب الأمم المتحدة جان كوبيس، بعد اجتماع عقده كيري مع الطرفين وبحث الاجتماع الحلول المطروحة للأزمة الراهنة.

وأكد مصدر حكومي، لـ"العربي الجديد"، فضل عدم الكشف عن هويته،  أن الولايات المتحدة تشدد على ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية، وتراها الحل الوسط والأمثل للمعضلة السياسية الأفغانية. ​

وكان كيري أكد، اليوم السبت، في العاصمة الأفغانية كابول، أن بلاده قلقة تجاه ما يحدث في أفغانستان، لكنها متفائلة بالوصول إلى حل وسط.

وشدد كيري على أن مصلحة بلاده ليست في إبقاء الجنود والقوة العسكرية في أفغانستان، بل في ترسيخ نظام ديمقراطي فيها.

وجاءت تصريحات كيري، الذي وصل أمس الجمعة إلى كابول، بعد مفاوضات مع الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي، ومندوب الأمم المتحدة، فضلاً عن المرشحين للرئاسية الأفغانية.

وتأتي زيارة كيري على خلفية الأزمة السياسية التي نتجت عن رفض المرشح الرئاسي، عبد الله عبد الله، الاعتراف بالنتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات، والتي أظهرت فوز منافسه أشرف غني أحمد زاي.

وفي وقت تحدث فيه نائب عبد الله، محمد محقق، عن تشكيل حكومة ائتلافية لمدة عام، وإلغاء نتائج الانتخابات، كان مسلم سعادت، وهو قيادي آخر في معسكر عبد الله، قد أشار إلى أن إلغاء النتائج أمر مستحيل. وشدد على أن الطرفين لم يتحدثا حتى الآن عن تشكيل حكومة ائتلافية.

وقبيل الاتفاق، أعرب معسكر أحمد زاي عن أمله أن يصل الطرفان إلى حل وسط اليوم السبت. وكان المتحدث باسم معسكر المرشح الفائز، عباس نويان غني، أكد أن المفاوضات مستمرة بين الطرفين في السفارة الأميركية في كابول، وأنهم يأملون بالوصول إلى حل دستوري لمعضلة الانتخابات.

وكانت لجنة الانتخابات الوطنية أعلنت فوز أحمد زاي، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، التي أجريت في 14 من شهر يونيو/حزيران الماضي، بنسبة 56.44 في المئة من أصوات الناخبين.

لكن المرشح المنافس، الذي حلّ في المرتبة الأولى في الجولة الأولى، رفض النتائج وأعلن فوزه، معتبراً أن النتائج الأولية للجولة الثانية "انقلاب على إرادة الشعب". وهو ما أثار القلق الأميركي على خلفية رغبة واشنطن توقيع اتفاقية أمنية مع الحكومة الأفغانية الجديدة، بعدما رفض الرئيس الأفغاني المنتهية ولايته التوقيع على الاتفاقية، وقرر أن توقع عليها الحكومة المقبلة.

ويحاول كيري، من خلال زيارته الحالية، وضع حد للصراع السياسي الحالي، كي تتولى الحكومة الجديدة زمام الحكم في البلاد في 2 من شهر أغسطس/آب المقبل، وتمهد الطريق إلى توقيع الاتفاقية التي سيبقى بموجبها نحو 15 ألف جندي أميركي في أفغانستان حتى نهاية عام 2016.

وفي حال فشل الولايات المتحدة بإقناع الحكومة الجديدة بتوقيع الاتفاقية، أو في حال انزلاق البلاد إلى انقسامات داخلية جديدة نتيجة الصراع السياسي الحالي، فحينها ستسحب الولايات المتحدة قواتها كاملة من أفغانستان نهاية العام الحالي.