صحافية بريطانية وسط العاصفة بعد تسريب رسائل بحوزتها تكشف الدور الروسي بالبريكست

12 يونيو 2018
الصحافية إيزابيل أوكشوت (فيسبوك)
+ الخط -


كانت إحدى الصحافيات البريطانيات تمتلك معلومات مهمة عن علاقة مشبوهة تربط بين روسيا وأحد أكبر ممولي حملة انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي (بريكست)، في الوقت الذي كانت فيه قضية التدخل الروسي بالتصويت لصالح ترامب في الانتخابات الأميركية عام 2016، وباستفتاء بريكست، الشغل الشاغل لوكالات الاستخبارات الأميركية.

فقد كشفت مصادر صحافية بريطانية يوم أمس الأحد، عن مجموعة رسائل إلكترونية سرية، كانت ترسل بشكل منتظم منذ عام 2015 حتى عام 2017 بين عدد من المسؤولين الروس، ورجل الأعمال البريطاني آرون بانكس، الشهير بدعمه لحملة انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، وبأنه من أوائل الشخصيات الأجنبية التي زارت ترامب بعد فترة قصيرة من انتخابات عام 2016، رفقة نايغل فراج، موضع اهتمام مكتب التحقيقات الفيدرالي بما يخص قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأميركية، وفقًا لموقع "ديلي بيست".

وأتاح آرون بانكس للصحافية إيزابيل أوكشوت، إمكانية الاطلاع على رسائله الإلكترونية السرية في صيف عام 2016، لتساعده في تدوين مذكراته في كتاب "رجال بريكست السيئين" الذي أشار فيه لأحد الاجتماعات التي حضرها في السفارة الروسية، مما أثار العديد من التساؤلات حول علاقة رجل الأعمال البريطاني بالروس، ومصدر الأموال الضخمة التي مول بها حملة بريكست، على الرغم من إنكار حصوله على أية أموال من روسيا.

وادعت أوكشوت، التي كانت تعمل سابقًا في مجلة "صاندي تايمز" أنها لم تكتشف مدى توطد علاقة آرون بروسيا حتى العام الماضي، عندما أعادت النظر في بعض الرسائل التي احتفظت بها جانبًا من دون الاطلاع عليها، وأشارت إلى أنها كانت حريصة على الاحتفاظ بهذه التفاصيل المهمة لحين نشر كتابها الجديد "الراية البيضاء؟" في شهر آب/ أغسطس، ومن غير الواضح ما إذا كانت تحقيقات اللجنة الانتخابية حول تمويل بانكس لحملة بريكست ستكون انتهت بحلول ذلك الوقت.

واشتهرت أوكشوت بدفاعها الشرس عن شرعية حملة بريكست ولم تتراجع عن الأمر في الفترة الأخيرة على الرغم من اكتشافها الخطير الذي لاتزال تصر حتى اليوم على أنها كانت ستفصح عنه بالتزامن مع نشر كتابها، إلا أن موقفها تغير على ما يبدو يوم الجمعة، عندما علمت أن الصحافية كارول كادوالادر، الشهيرة بتحقيقاتها حول التدخل الروسي في صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية، كانت تعد سبقًا صحافيًا حول رسائل بانكس السرية، لنشرها يوم الأحد.

وأرسلت الصحافية كادوالادر رسالة إلكترونية لآرون بانكس في الساعة 11:57 صباح يوم الجمعة، تخبره فيها أنها حصلت على نسخة من رسائله الإلكترونية السرية، التي توضح علاقته هو وزميله أندي ويغمور بروسيا، ولقاءاته مع عدة مسؤولين روس رفيعي المستوى، وزيارته موسكو في شهر فبراير/ شباط عام 2016 وتقديمه لرجل أعمال روسي من قبل السفير الروسي لعقد اتفاق حول استثماره بقيمة مليارات الدولارات في مناجم الذهب الروسية.

ولم يرد بانكس على رسالة كادوالادر حتى الساعة 10:30 مساء من يوم الجمعة، ليخبرها أنه كان خارج مكتبه وأنه لن يستطيع التواصل معها حتى يوم الإثنين، في حين تواصلت أوكشوت معها بعد عدة ساعات فقط، متهمة صحيفة "الأوبزرفر" بقرصنة جهاز الكمبيوتر الخاص بها وسرقة الرسائل الإلكترونية التي كانت تخزنها، الأمر الذي أنكرته مؤسسة Guardian News and Media التي تمتلك صحيفة "الأوبزرفر" وصحيفة "الغارديان"، ثم توصلت الصحافيتان إلى اتفاق يقتضي تعاون أوكشوت، مقابل تأجيل نشر القصة حتى يوم الإثنين.

وقال متحدث باسم المؤسسة الإعلامية: "حصل مراسلونا على الرسائل الإلكترونية بما يتماشى مع الممارسات الصحافية القانونية، بذلنا الكثير من الجهد من أجل ذلك ولدينا أدلة موثقة وشفوية تدعم تقريرنا" في حين أشارت صحيفة "ذا غارديان" إلى أن أوكشوت نفسها لم تتوان عن إقامة علاقات مع أجهزة الأمن الروسية في الماضي، وأنها ذكرت في كتابها Call Me Dave (يدور حول حياة رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون) أنها تواصلت مع أفراد مهمين في الكرملين ولجنة أمن الدولة الروسية، للحصول على معلومات عن كاميرون، ثم استدعيت إلى فندق 5 نجوم في منتجع سوتشي على البحر الأسود، للقاء مصدر روسي رفيع المستوى بالإضافة إلى أعضاء في البرلمان الروسي.

 

دلالات