تسابق دولي على إنتاج الكينوا الخالي من الجلوتين

26 فبراير 2015
الكينوا مناسب لمن لديهم حساسية على الجلوتين(GETTY)
+ الخط -



تتسابق أستراليا والولايات المتحدة - وهما من أكبر بلدان العالم المصدرة للقمح- كي تصبحا من الدول المنتجة بالجملة لمحصول الكينوا، الذي يزرع أصلاً في أميركا الجنوبية، للاستثمار في سوق محصول خال من الجلوتين، من المتوقع أن يصل حجمها لأكثر من ستة مليارات دولار بحلول عام 2018.

ويمثل محصول الكينوا أهمية، خصوصاً بالنسبة لمزارعي القمح الأستراليين ممن يكافحون عادة موجات الجفاف التي تهلك محاصيلهم، إذ إن بوسع هذه الحبوب الغذائية الصمود في وجه الظروف المناخية المتطرفة.

ويباع الكينوا بسعر نحو ثلاثة آلاف دولار للطن، فيما يباع طن القمح دون 300 دولار للطن.

وقالت المزارعة آشلي وايز في منطقة ناروجين إلى الجنوب الغربي من بيرث بولاية أستراليا الغربية: "نزرع الكينوا منذ نحو خمس سنوات ومع زيادة حجم السوق فإن أعداداً أكبر من المزارعين الآخرين تقبل على الكينوا".

وقد استحوذ الكينوا -وهو المحصول الأساسي لمزارعي منطقة جبال الأنديز منذ آلاف السنين- على اهتمام الدول الغربية التي يحرص مواطنوها على صحتهم.

وأفادت بيانات من منظمة الأغذية والزراعة بأن الطلب على الكينوا قفز بنسبة 300 في المئة بين عامي 2007 و2012، فيما تبذل الدول التقليدية الموردة لهذا المحصول -وهي بوليفيا وبيرو وشيلي والإكوادور- جهوداً مضنية لتلبية الطلب من جانب مستهلكين غربيين يعتنون بصحتهم.


وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أسعار الكينوا تضاعفت بين عامي 2007 و2009 وانطلقت كالصاروخ حتى بلغت ذروتها عام 2014، ولم تظهر أي بوادر على أن الطلب على المحصول ذي النكهة الشبيهة بالبندق قد تأثر.

وأشار تقرير لمؤسسة (ريسيرش آند ماركتس) إلى أن حجم السوق العالمية للمحاصيل الخالية من الجلوتين مرشح للزيادة بنسبة عشرة في المئة سنوياً ليتجاوز 6.2 مليارات دولار بحلول عام 2018 . ويسبب الجلوتين حساسية لبعض الأشخاص في الأمعاء الدقيقة نتيجة اضطراب خلقي وراثي المنشأ، مما يتسبب في عدم القدرة على امتصاص العناصر الغذائية.

ويشتد الإقبال على محصول الكينوا لمحتواه العالي من البروتين وخلوه من الجلوتين، فضلاً عن كونه المحصول الغذائي الوحيد الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية والعناصر النادرة والفيتامينات.

واختيار طرق الزراعة الملائمة لإنتاج محصول الكينوا -الذي يزرع عادة في مساحات صغيرة في جبال الانديز- بكميات كبيرة، هو الطريقة المثلى لدخول سوق بدأ الطلب العالمي فيها يلفظ الإمدادات التقليدية من المحاصيل.

ويقول العلماء في أستراليا، إنه لا يزال أمامهم ليس أقل من ثلاث سنوات قبل استنباط أصناف من الكينوا تتناسب ومناخ البلاد الحار الجاف.

ويقوم المزارعون الأميركيون بإنتاج الكينوا في كولورادو في جبال روكي منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلا أنهم لم يصلوا بعد إلى مستوى الإنتاج الضخم.

واستعداداً لمرحلة بيع الكينوا على نطاق واسع، فيما بعد تسعى بوليفيا إلى استنباط أصناف فريدة من الوجهة الوراثية تباع بأعلى الأسعار.

كما يجري المزارعون من أقصى شمال غربي أستراليا وحتى جزيرة تسمانيا الجنوبية تجارب على إنتاج الكينوا. لكن إحدى العقبات الكبرى بالنسبة لمزارعي أستراليا، هي ضرورة زراعة الكينوا على المرتفعات صيفاً، لكن في حالة عدم وجود الجبال فإنهم يحاولون زراعتها عند مستوى سطح البحر شتاء.

اقرأ أيضاً:صحة طفلك تبدأ من غذائه 
اقرأ أيضاً:فول الصويا يقي النساء أمراض القلب وتصلب الشرايين

دلالات
المساهمون