تزايد استهداف الصحافيّين في سوريا وإفلات من العقاب

تزايد استهداف الصحافيّين في سوريا وإفلات من العقاب

17 ابريل 2014
عبد الكريم العقدة احترق بيته بحماه وقُتل مع زملائه
+ الخط -

أدرجت "لجنة حماية الصحافيين" سوريا، لأول مرة، في تقريرها السنوي عن مؤشر الإفلات من العقاب بعد زيادة عمليات القتل التي تستهدف الصحافيين في هذا البلد الذي تمزقه الحرب.

وقالت المنظمة الدولية، التي تراقب نشاط الصحافيين، إن عمليات القتل تضيف تهديداً جديداً إلى مجموعة التهديدات في سوريا، التي تعتبر بالفعل واحدة من أكثر الأماكن خطورة في العالم لأداء الصحافيين عملهم، حيث شهدت البلاد عدداً غير مسبوق من عمليات الخطف ومعدلاتٍ مرتفعة من قتل الصحافيين خلال عمليات القتال وتبادل إطلاق النار.

وما زال العراق، الذي تمسك بتلابيبه اضطرابات وأعمال عنف طائفية، من أسوأ المناطق لعمل الصحافيين الى جانب الصومال والفيلبين في مؤشر عام 2014. وقالت اللجنة إن 100 صحافي قتلوا في العراق على مدار العقد الماضي من دون أن يُعاقَب أحد على مقتل أيّ منهم. وبعد تراجع في عام 2012، قتل تسعة صحافيين في العراق العام الماضي.

وتنضمّ سوريا، لأول مرة، إلى القائمة هذا العام. وتسببت زيادة تدفق الجماعات المتشددة التي تعمل في البلاد في تفاقم خطورة عمل الصحافيين المحليين والدوليين في تغطية الصراع، ما دفع الكثير من المنظمات الإعلامية البارزة إلى التوقف عن الدخول إلى مناطق شرق سوريا وشمالها التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة لتغطيتها صحافياً بعدما رأت أن الأمر لم يعد يستحق المخاطرة بأرواح الصحافيين.

وقالت اللجنة إن أكثر من 60 صحافياً قتلوا في تبادل لإطلاق النار واثناء أداء مهمات خطيرة في السنوات الثلاث الماضية. بالاضافة إلى هذا، خطف 61 شخصاً على الأقل في عام 2013 معظمهم على أيدي قوات المعارضة. وبعض الصحافيين فرّوا أو أفرج عنهم.

مقتل سبعة صحافيين

وجاء في التقرير، الذي نشر الأربعاء تحت عنوان: "الإفلات بالقتل" (إفلات القَتَلة من العقاب)، أن القتل العمد يضيف تهديداً مرعباً جديداً إلى المخاطر الأخرى.

وذكر التقرير أن سبعة صحافيين على الأقل استهدفوا بالقتل في سوريا منذ عام 2012 ومرتكبو الجرائم أفلتوا جميعاً في كل الحالات. والجُناة من جميع الأطراف، من المتطرفين الاسلاميين الأجانب ومقاتلي المعارضة وقوات الرئيس السوري بشار الاسد.

ومن بين الضحايا صحافيون يعملون لمنافذ إعلامية تطوعية مثل عبد الكريم العقدة، وهو مساهم في "شبكة شام الإخبارية"، وهي منظمة إخبارية تطوعية نشرت عشرات الآلاف من المقاطع المسجلة التي وثّقت الاضطرابات منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد في مارس/ آذار 2011.

وقالت اللجنة إن العقدة لقي حتفه (في مدينة حماه) عندما أضرمت قوات الأمن السوري النار في منزله. وقال جويل سايمون، المدير التنفيذي للجنة: "في الكثير جداً من الدول يولّد مناخ الإفلات من العقاب المزيد من العنف، ويحرم المواطنين الدوليين وأيضاً المحليين من حقهم الأساسي في الحصول على المعلومات".

وأطلق مسلحون في سوريا النار على ثلاثة لبنانيين، من فريق عمل قناة المنار المملوكة لحزب الله، فلقوا حتفهم هذا الأسبوع أثناء تغطيتهم الصحافية لاستيلاء الجيش السوري على بلدة مسيحية شمال دمشق.

وقالت قناة المنار إنه لم يتضح ما إذا كان الثلاثة تم استهدافهم، وأضافت أنهم كانوا مسافرين ضمن قافلة عليها لافتة تشير بوضوح إلى أنها قافلة صحافية.

المساهمون