ترميم أقدم المساجد العثمانية في القاهرة

ترميم أقدم المساجد العثمانية في القاهرة

22 سبتمبر 2018
المسجد العثماني الأقدم داخل قلعة صلاح الدين (ديفيد سيلفرمان/Getty)
+ الخط -
دخل ترميم "مسجد سليمان باشا الخادم" في القاهرة، داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي في المقطم، مرحلة متقدمة، إذ أوشكت كافة أعمال الصيانة والترميم على الانتهاء قبل نهاية العام الحالي.

ولهذا المسجد الذي يعرف أيضاً بـ "جامع سارية الجبل" ميزة تاريخية، فهو أقدم المساجد التي بنيت على الطراز العثماني في مصر. إذ بُني عام 1528 بأمر الوالي العثماني سليمان باشا الخادم الذي اختار موقعه الحالي على أنقاض مسجد قديم بناه والي الإسكندرية الفاطمي، أبو منصور قسطة، عام 1141، فوق جبل المقطم، أي قبل بناء قلعة صلاح الدين الأيوبي التي تضمه الآن، ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1183، وتضم الآن بداخلها ثلاثة مساجد أثرية أخرى هي مسجد ومدرسة الناصر قلاوون، ومسجد أحمد كتخدا عزبان، ومسجد محمد علي باشا.

ويتكون المسجد من قسمين، أحدهما مغطى والآخر مكشوف. القسم المغطى تتوسطه قبة كبيرة تحيط بها أنصاف قباب محمولة على عقود، وأنصاف القباب هذه ملونة ومزينة بنقوش تتخللها كتابات متنوعة، وتنتهي بطراز (شريط) مكتوب عليه آيات قرآنية بالخط الكوفي. ويوجد المحراب في الجدار الشرقي من الركن المغطى، بينما يوجد مقابل الجدار الغربي باب يؤدي إلى الصحن المكشوف، وإلى جوار المحراب يوجد منبر من الرخام الأبيض مُحلى بزخارف محفورة.


أما الصحن المكشوف فأرضيته مفروشة بالرخام الملون، وتحيط به أربعة أروقة عليها قباب محمولة على عقود ترتكز على أكتاف، وتوجد بالجهة الغربية من الصحن قبة صغيرة بها عدة أضرحة رخامية. وأبرز ما يميز الجامع من الخارج هو منارته الأسطوانية التي تنتمي إلى النموذج المعماري العثماني.

وكان رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم قد صرح بأن أعمال الصيانة بالجامع شملت الترميم المعماري الدقيق، حيث أزيلت طبقات الملاط الحديثة والمتهالكة في واجهة المبنى والموجودة منذ أعوام سابقة، تمهيداً لإعادتها بنفس المواصفات الأثرية وطبقا لمحددات المواثيق الدولية.

كما تم الانتهاء من تنظيف التكسيات الرخامية ببيت الصلاة، وجار استكمال باقي الأعمال في جدران المسجد وأرضياته وذلك بالتعاون مع معهد الحرف الأثرية، بالإضافة إلى إزالة الدهانات التي تعلو زخارف سقف المسجد والمتراكمة منذ عهود سابقة.

كما أنه خلال فك الثريا الموجودة في القبة الرئيسيّة للمسجد وبعد إزالة طبقات الصدأ الموجودة عليها ظهرت الزخارف النحاسية المكفتة بالفضة وهي تحمل كتابات تقرأ باسم السلطان حسن، بالإضافة إلى الكشف عن زخارف هندسية في أماكن متفرقة في الثريا، ونقش باسم النبي محمد و12 عموداً مشكلة على هيئة الصليب.

دلالات

المساهمون