تركيا: داوود أوغلو زعيماً لـ"العدالة والتنمية" ورئيساً للحكومة

27 اغسطس 2014
خاطب أوغلو في كلمته أردوغان قائلاً: "رئيسي"(آدم آلطان/Getty)
+ الخط -
عقد حزب "العدالة والتنمية"، اليوم الأربعاء، مؤتمراً استثنائياً في العاصمة أنقرة، لاختيار خلف لزعيمه، رجب طيب أردوغان، بعد انتخابه رئيساً للجمهورية في العاشر من أغسطس/ آب الماضي، مع إعلان سابق، وغير رسمي، عن وجود مرشح وحيد هو وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو.

وحفّزت حالة انعدام المنافسة، حزب "العدالة والتنمية" على الاعتزاز بوحدته، وقدرته على التجهيز لانتقال تاريخي، من دون أي خلافات ولا انشقاقات تهزّ كيانه، ليبدو المؤتمر وكأنه احتفال بتنصيب داوود أوغلو رئيساً للحزب ليس إلا.

وكان لافتاً تزيين قاعة المؤتمر بصورة كبيرة، يظهر فيها كل من الرئيس المنتخب وإلى جانبه الزعيم الجديد، كتب عليها: "طريقكم هو طريقنا". وأعرب محللون عن اعتقادهم بأن الحزب لا يبحث عن قائد جديد، بل عن مدير يستطيع إدارة الحزب والحكومة وفق رؤية أردوغان. ولم يتردّد الأخير في الإعلان عن ذلك صراحة، بقوله في خطابه، إنّ "ما يحصل ليس تغييراً في المهمة أو الأهداف، بل إنه تغيير في الأسماء فحسب، وليس الوداع بل إنها البداية، بداية جديدة".

وأوضح أردوغان أن انتقاله للرئاسة لا يعني تخليه عن قيادة الساحة السياسية في البلاد، مشيراً إلى أنه سيكلّف داوود أوغلو تشكيل حكومة جديدة، يوم غد الخميس، أي بعد حفل تنصيبه رئيساً للجمهورية رسمياً.

وبرغم الحرارة المرتفعة في استاد انقرة، حيث انعقد المؤتمر، شارك الآلاف من مناصري "العدالة والتنمية" فيه. وكان نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، علي باباجان، الوحيد الموجود من بين المرشحين للحكومة الجديدة، الأمر الذي اعتبره مراقبون إشارة واضحة على استمرار الإدارة الاقتصادية الحالية في الحكومة المقبلة، وهو ما سيتضح عند إعلان داوود أوغلو عن أعضاء حكومته الجديدة يوم الجمعة المقبل.

وكما جرت العادة، دافع أردوغان عن سجلّ حزبه وإنجازاته على كافة المستويات، منذ تسلّمه للسلطة قبل 12 عاماً، مشيراً إلى أن "حزبه ليس حزب تركيا فقط، بل إنه حزب العالم". وينظر مراقبون إلى هذه الجملة بوصفها "غير اعتباطيّة"، إنّما تشير إلى الدور السياسي الذي يحاول "العدالة والتنمية" لعبه كـ"قائد للعالم الإسلامي السني"، ووريثاً للسلطنة العثمانيّة، وداعياً إلى نشر فكره ونموذجه في مختلف الدول الإسلاميّة.

وهاجم أردوغان السلك القضائي، ممثلاً بالمحكمة الدستورية العليا، واتهمها بالانحياز إلى جانب ما يُطلق عليه "الكيان الموازي"، في إشارة إلى جماعة "الخدمة"، بقيادة فتح الله غولن. وأكّد أنّ المعركة مع البيروقراطيين التابعين للحركة ستستمر حتى النهاية.

وأنهى أردوغان خطابه بحزن، وعيناه مملوءتان بالدموع، قائلاً: "أترك حزب العدالة والتنمية، الحزب الذي أحببت وناضلت لأجله، لله ومن ثم لكم".

وبعد إعلانه مرشحاً وحيداً لرئاسة الحزب، مدعوماً بأصوات جميع قياداته البالغ عددهم 1245، استهلّ داوود أوغلو خطبته بالتوجّه لأردوغان قائلاً: "رئيسي"، جازماً بانّه "لن يكون هناك أي خلاف بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المنتخبين من قبل الشعب".

وحدّد أوغلو الكثير من النقاط ضمن خطبته والتي كان على رأسها التزامه بعمليّة تسوية القضيّة الكرديّة الجارية الآن، وإيجاد حل للنزاع القائم بين الحكومة وحزب "العمال الكردستاني". وأبدى رفضه الاتهامات بالطائفية، مشدداً على أنّ العلويين هم سكان أصليون في هذه البلاد.

وسائراً على خطى أردوغان، هاجم أوغلو متظاهري حديقة غيزي العام الماضي، واصفاً ما جرى بـ"محاولة فاشلة للانقلاب على الحكومة"، ورأى أنّ فترة حكم "العدالة والتنمية" هي فترة الإصلاحات.

ولم تقتصر النبرة العالية في خطبة أوغلو على الناحيتين الإيديولوجية والتاريخية، بل شملت البلاغة اللغويّة أيضاً، لناحية استخدام رموز دينيّة وتاريخيّة، والاستشهاد والإشارة الى كل من النبي محمد والسلطان العثماني محمد الفاتح، ومؤسّس الجمهوريّة التركيّة مصطفى كمال أتاتورك، وكذلك سلفه في إدارة الحزب رجب طيب أردوغان.

من جهة أخرى، شدّد أوغلو على أنّ الانضمام للاتحاد الأوروبي سيبقى هدفاً استراتيجيّاً، مشيراً إلى أن تركيا ستواصل في الوقت ذاته، استخدام قوتها الاستراتيجية في المنطقة، مستخدماً مثال إلغاء تركيا تأشيرات الدخول لأكثر من 74 دولة حول العالم. وردّ على الاتهامات حول فشل سياسته الخارجية تجاه الشرق الأوسط، بالقول: "يمكن تسمية سياستنا الخارجية بالدبلوماسية الإنسانيّة أو الضميريّة".

يُذكر أنّ الرئيس المنتهية ولايته، عبد الله غول، وجّه رسالة تهنئة إلى حزب "العدالة والتنمية"، متمنياً النجاح لكل من أوغلو وأردوغان.

المساهمون