تراجع الخبر السوري في الإعلام اللبناني: اختلف الممانعون؟

تراجع الخبر السوري في الإعلام اللبناني: اختلف الممانعون؟

08 ابريل 2014
قصف على حلب..معاناة لا يريدون للعالم ان يراها (جيتي)
+ الخط -
 

 تدور أخيراً رحى أزمة بين وزارة الإعلام السورية، وبعض القنوات اللبنانية المؤيدة للنظام السوري، تجلت حتى الآن في تقليص تلك القنوات مساحة تغطيتها للأحداث في سوريا، وتوجيه بعض الصحف اللبنانية الموالية للنظام انتقادات شديدة لوزارة الإعلام السورية، ولإعلام النظام، "الذي لم يرتقِ لمستوى المعركة التاريخية التي تخوضها سوريا"، بحسب ابراهيم الامين، رئيس تحرير جريدة "الاخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله، في مقالة أخيرة له. والقصة بدأت مع اتخاذ وزارة الإعلام السورية قرارا بمنع قناتي المنار والميادين من البث المباشر لبعض معارك الجيش النظامي، كما حدث أخيرا عند اقتحام الجيش لقلعة الحصن في حمص، وقبلها معارك يبرود والقصير.

ظن البعض أن هذا الموقف يعود إلى تذمّر القنوات السورية الرسمية والخاصة التي فقدت العديد من كوادرها خلال التغطيات، من دون ان تتمكن من التفرد بنقل أية وقائع هامة، بسبب خضوعها لقيود ادارية وامنية محكمة، بينما تتسم التعاملات مع القنوات اللبنانية بالمرونة والتساهل، وتتحلى بدور أسرع وأكبر في التحرك والوصول إلى موقع الحدث. ولكن من جهة اخرى، فان للمنع بعدا أكبر من ترضية القنوات المحلية، وهو البعد الامني، اذ يتعذر اخضاع مشاهد النقل المباشر للقيود التي يفرضها الرقيب الامني، فلا يستطيع حذف اللقطات غير المناسبة، التي تخدش الصورة النمطية لدعاية النظام، ومثال تلك اللقطات، التدمير الهائل لمباني المواطنين بفعل قصف قوات النظام أو مشهد رفع راية الحسين على أحد مساجد القصير.

الخبر السوري ما عاد أولاً

 هذه التطورات كان لها تداعيات على تغطية الخبر السوري في القنوات اللبنانية المعنية، فتراجع ترتيب الخبر السوري في نشرات "الميادين"، وحُصرت التغطية بتقارير من غرفة الأخبار في "بئر حسن"، فيما غاب برنامج "حديث دمشق" عن موعده السبت الماضي.

من جهة اخرى، اتسم أداء قناة "المنار" بالحذر، تفاديا لاستغلال القضيّة سياسيا،ً وفق ما اشارت له جريدة "السفير" اللبنانية المقربة من النظام السوري، والتي نقلت عن مصادر في وزارة الاعلام السورية نفيها اتخاذ قرار بالمنع، معتبرة أنّ الأمر يتعلّق باستحداث "طلب تصريح"، من أجل وقف الفوضى القائمة، وتحقيق المساواة بين القنوات الإخبارية في تغطية الاحداث داخل سوريا.

 ابراهيم الامين، وبعد أن يبدي في افتتاحيته استياءه الشديد من أداء اعلام النظام السوري، الذي لا ينقل اليوم ولم ينقل تاريخيا الوقائع لجمهوره، وبات أخيرا يمنع الاعلام المؤيد له، وتحديدا اللبناني، من سدّ الفراغ الذي تركه هذا التقصير، يقول "ان السوريين اليوم، موالين ومعارضين، يلجأون بغالبيتهم الى اعلام آخر. اعلام يرون فيه ما يروي قصتهم، يشكون ويقبلون ويسبّون ويتفهمون، لكنهم لا يشعرون بالحاجة، او بالحافز، للعودة الى الاعلام الممسوك، لأن ذاكرة عمرها بلغ عقوداً من الزمن، جعلت هذا الاعلام بلا صدقية، وفي احسن الاحوال، اعلاماً ناقصاً، لا يقدم الا بعض الصورة، ولو كانت بقية الصورة في مصلحة سوريا والحكم ايضاً". ويضيف الامين، مطالبا صراحة الاعلام الرسمي السوري ان يخلي الساحة لنظيره اللبناني في تغطية الاحداث السورية :"ومن ليست لديه خبرة ومعرفة بهذا العمل، فليترك لاصحاب المهنة ان يقوموا بدورهم. ومثلما هناك تسليم، طوعاً او غصباً، برغبة او من دونها، بأن هناك آليات للقتال يجيدها آخرون، فليجر التسليم، طوعا لا غصبا، وبرغبة لا من دونها، بأن هناك من هو اقدر، واكثر من ذلك، بأن هناك من هو اكثر حداثة، واكثر جرأة، واكثر خبرة، وأكثر صدقية لقيادة هذا الجانب الاعلامي من المعركة".

 

أزمة بين الإعلام الممانع.. والخندق واحد

رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السورية الخاصة، وضاح عبد ربه، حاول رد هذا الهجوم متعكزا على ما قدمه الاعلام السوري من تضحيات و" شهداء" في ارض المعركة. ويقول انه وان كان لا يوافق على منع البث المباشر لقناتي "الميادين" و"المنار" وأية قناة اخرى "نتقاسم معها المسار والمصير" بحسب قوله، لكنه يرفض اتهام كل الاعلام السوري بالتقصير وارتكاب الاخطاء. ويضيف :"وفي جميع الأحوال لا يجوز انتقاد إعلام قدم شهداء وحُرم حقه في استيراد ورق للطباعة أو امتلاك تقنيات البث الحديثة، لأن هناك من أزعجه هذا الإعلام، فقرر الانتقام منه".

وقد تردد أن شظايا هذه الازمة طالت وزير الاعلام السوري، عمران الزعبي، اذ نشرت بعض المواقع الاخبارية انه تلقى توبيخا شديدا من جهات أمنية، ومن المرجح ان يتم احتواؤها بطريقة ما، لأن كلا الطرفين لا يزالان يعتبران نفسيهما في خندق واحد، ومن غير المفيد لهما نشر غسيلهما الوسخ أمام الملأ.

 

 

 

 

دلالات

المساهمون