تجريف وهدم شرق القدس.. واعتقالات وقطع أشجار في الضفة

اقتحمت جرافات الاحتلال، اليوم الإثنين، عدداً من التجمعات البدوية الفلسطينية في منطقة الكسارات، شمال شرقي القدس المحتلة. وشرعت في عمليات تجريف وهدم واسعة لعشرات بركسات (مساكن من التوتياء) البدو في المنطقة، في وقت صعّدت فيه قوات الجيش الإسرائيلي، حملات الاعتقال والمداهمات الليلية، التي تشنها في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.

وأفاد المواطن سند عراعرة، وهو أحد أصحاب البركسات المدمرة شمال شرقي القدس، لـ"العربي الجديد"، بأن جنود الاحتلال جرفوا مسكناً ضخماً، ما أدى إلى إتلاف سائر محتوياته، ثم توجهت الجرافات إلى أربعة تجمعات أخرى في المنطقة، ويضم التجمع الواحد نحو 20 عائلة، مشيراً إلى أنه يعيل عائلة مكونة من 25 شخصاً.

وقال مواطن آخر يدعى عبد الله مزارعة، إن المرحلة الأولى من عملية الهدم طالت بركسات ثلاث عائلات من العراعرة وأبو غالية، ثم اتجهت بعد ذلك إلى منطقة جبل البابا في بلدة العيزرية لتواصل عمليات الهدم والتخريب.

في هذه الأثناء، أقدمت جرافات الاحتلال على تجريف أكثر من 12 دونماً من أراضي الفلسطينيين في بلدة نحالين، جنوبي بيت لحم، واقتلعت أكثر من 500 شجرة مثمرة.

وقال ماجد غياضة، من مجلس قروي نحالين، لـ"العربي الجديد"، إنه في الساعة السابعة والنصف صباحاً قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام منطقة "وادي سالم" في البلدة، برفقة عدد من الجرافات وقاموا بقلع مئات الأشجار المثمرة وسرقتها ودفن ما تبقى منها في التراب لإخفاء معالم الجريمة.

ولفت إلى تصاعد اعتداءات الاحتلال على البلدة في الآونة الأخيرة، إذ قام، قبل عدة أيام، بضخ المياه العادمة باتجاه نبعة "عين فارس"، ما أدى إلى تدمير المزروعات حولها تدميراً كلياً. وكانت قوات الاحتلال قد صادرت، في الأشهر الماضية، أكثر من 984 دونماً من أراضي البلدة.

في هذه الأثناء، أصيب، صباح اليوم الإثنين، العشرات من المواطنين الفلسطينيين اختناقاً بالغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال باتجاه منازل المواطنين في بلدة كفر عقب شمالي القدس.

وأفاد شهود عيان من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد"، أن مواجهات عنيفة اندلعت بالقرب من جدار الفصل العنصري المحيط بالبلدة، مع مئات من المواطنين، بعدما حاولت تلك القوات إقامة مسار آخر من الجدار بموازاة الجدار القائم.

وتصدى الشباب الفلسطيني لمحاولة الاحتلال، عبر وضع تلال من الأتربة والصخور وتسلق الجدار، ثم رمي جنود الاحتلال بالحجارة. وأضاف الشهود، أن الجنود أتوا برفقة جرافات ضخمة، وبادروا الى إطلاق الرصاص المطاطي والغاز بكثافة، ما أوقع العديد من الإصابات. وتعرضت سيدة فلسطينية في المكان للدهس من سيارة، بعد حدوث تدافع بين المواطنين وجنود الاحتلال.

كذلك، صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من حملات الاعتقال والمداهمات الليلية، شبه اليومية، التي تشنها في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة.

ففي مدينة الخليل، جنوبي الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال كلاً من لطفي عواد، من بلدة اذنا (شمالاً)، وذياب أبو قبيطة من بلدة يطا (جنوباً)، فيما داهمت قوات الاحتلال عدداً من القرى والبلدات المحيطة بالمدينة. ونصبت عدداً من الحواجز العسكرية وأعاقت حركة تنقل الفلسطينيين، حسب ما أفادت بعض المصادر المحلية.

واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين من مخيم عايدة، شمالي بيت لحم. وقالت مصادر من داخل المخيم، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين معتصم أبو خضور، وعلي أبو سرور بعد تفتيش منزليهما.

كذلك، اقتحم نحو 30 مستوطناً متطرفاً باحات المسجد الأقصى اليوم، في ظل حماية شرطة الاحتلال، في وقت أبعدت فيه الأخيرة ثلاثة مواطنين فلسطينيين إلى خارج باحات الأقصى، بعد إطلاقهم هتافات تكبير لدى اقتحام المتطرفين الأقصى.