بين مارادونا والآخرين "اليد الخالدة وهدف القرن"

بين مارادونا والآخرين "اليد الخالدة وهدف القرن"

22 يونيو 2017
مارادونا توج بكأس العالم 1986 مع الأرجنتين (Getty)
+ الخط -
في شوارع المدينة العتيقة، وعلى جدران المنازل وأعمدة الطرقات والشوارع، يروي تاريخ العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس حكاياتٍ كثيرة عن عالم كرة القدم، وبين "العشق والجنون" اسم واحد فقط: دييغو أرماندو مارادونا.

بلاد الفضة أنجبت الكثير من النجوم الكبار على مرّ التاريخ قبل وبعد مارادونا، من ألفريدو دي ستيفانو إلى عمر سيفوري ودانييلي باساريلا وماريو كيمبيس إلى غابريال باتيستوتا وخافيير زانيتي ومؤخراً ليونيل ميسي.

مارادونا صاحب القامة القصيرة كان حالة خاصة، امتلك نكهة غريبة دفعت الملايين حول العالم إلى تصنيفه في خانة الأعظم، كل من شاهده لم يقو على وضعه إلى جانب لاعب آخر حتى لو كان ميسي، ولن يكون إثبات ذلك صعباً أبداً، فرغم حب الأرجنتينيين لليو وقيمته بالنسبة لهم، تبقى دائماً صور مارادونا تزيّن المدرجات وتُلهب قلوب وعقول أولئك المتيّمين.

مارادونا بألقابه في مدينة نابولي صنع لنفسه قصراً عاجياً وبات حالة خاصة في الجنوب الإيطالي، وما حصل في الأرجنتين كان مشابهاً بالفعل وربما أكثر. في عام 1978 وقبل وصول دييغو إلى المنتخب، رفعت الأرجنتين أول لقب لها في كأس العالم بفضل كيمبيس وباساريلا وليبودلو لوكي ودانيل بيرتوني، لكن ما حصل في عام 1986 كان مختلفاً وهنا كُتبت القصة الملحمية، التي تناقلها جيل وراء جيل، وستبقى مستمرة حتى الأبد.

في كأس العالم التي جرت في المكسيك 1986 حصدت الأرجنتين اللقب على حساب المنتخب الألماني في النهائي والذي كان يضم خيرة اللاعبين، أمثال كارل هاينز رومينيغه ولوثر ماتيوس ورودي فولر والحارس شوماخر وآخرين، حينها انتهى اللقاء بنتيجة 3-2 ولم يسجل مارادونا أي هدف.

خلال تلك النسخة تصدر الإنكليزي غاري لينيكر قائمة الهدافين بتسجيله ستة أهداف، وجاء خلفه مارادونا والبرازيلي كاريكا والإسباني إيمليو بوتراغينيو بخمسة، لكن للهدفين اللذين أحرزهما دييغو في شباك منتخب الأسود الثلاثة وحارس مرماه بيتر شيلتون أمام أعين الحكم التونسي علي بن ناصر قصة أخرى.

إذاً عدنا بذلك إلى مباراة حصلت يوم 22 يونيو/ حزيران 1986، أي قبل 31 عاماً بالتمام والكمال، حينها انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وعند الدقيقة 51 كُتبت أولى لحظات الظاهرة التي تحولت إلى أيقونة تاريخية، حينها تقدم مارادونا بالكرة في محاولة لاختراق الدفاع، لكن الأخير قدم له هدية ذهبية، كرة ارتطمت بقدم لاعب وسقطت من السماء، يد اللاعب الخادعة هزت الشباك بشكل مفاجئ، وما هي إلا دقائق حتى قال دييغو للجميع إن كرة القدم بين قدميه مختلفة، تجاوز لاعبي إنكلترا من وسط الملعب ثم أحرز الهدف الثاني، ليصبح بعدها هدف لينيكر في الدقيقة 81 هامشياً.

في تلك اللحظة تحديداً دخل مارادونا قلوب وعقول الجميع وسيطر عليهم، قد يتذكر بعضهم مواجهته مع ميشيل بلاتيني أو ماركو فان باستن وفرانكو باريزي حين كان في نابولي، أو حتى دموع الخسارة في عام 1990 أمام ألمانيا في النهائي، أو ربما لحظة الاعتزال في البومبونيرا أمام جماهير بوكا جونيورز، حتى المخدرات والنكسات التي تلت ذلك والتصريحات المثيرة للجدل لم تغيّر في قصة الحب أي شيء، فبين دييغو والآخرين "يد الرب وهدف القرن".