بين قارتين... عند الحدود المغربية - الإسبانية

بين قارتين... عند الحدود المغربية - الإسبانية

17 يوليو 2017
+ الخط -
لعلّ كثيرين لا يعرفون أنّ الأراضي الإسبانية تتجاوز القارة الأوروبية، وتمتد إلى شمال أفريقيا. هو تراث البلاد الاستعماري الذي يورثها أراضي مغربية تشكل حدودها مع المملكة المغربية، وتجعل من هذه المنطقة الحدودية الصغيرة فاصلاً ما بين قارتين، وما بين أغنياء الشمال المستقبلين للمهاجرين وفقراء الجنوب الساعين إلى الهجرة.

الحدود في جزيرة قميرة أو باديس إحدى أصغر المناطق الحدودية البرية في العالم، إذ لا يتجاوز طولها ستين متراً، يحددها شريط بلاستيكي باللون الأزرق على طول الشاطئ، وسط شباك وقوارب خشبية مرمية في مياه البحر. المنطقة يديرها الإسبان من مليلية القريبة.

"لا تقتربوا من الشريط" يصرخ جندي مغربي بخوذة غير مثبتة لدى خروجه من مركز مراقبة بعد رصده صحافياً من فرانس برس. يتابع محذراً بنبرة أقل حدة: "الإسبان في الجهة المقابلة قد يطلقون عليك عيارات مطاطية"، قبل أن يجلس مستظلاً كشك الحراسة الخشبي داخل الجبل المواجه للبحر المتوسط.

تشكل شبه جزيرة قميرة أحد الجيوب السبعة على طول الساحل المغربي، وأشهرها سبتة المطلة على مضيق جبل طارق ومليلية إلى الشرق منه، اللتان تشتهران بمحاولات المهاجرين الأفارقة تسلق السياج كلّ مرة باتجاه الأراضي الإسبانية ومنها إلى أوروبا.

يعمل أهالي الأجزاء التي تقع تحت الإدارة المغربية من تلك المناطق في صيد الأسماك وفي نقل البضائع مشياً عبر الحدود، كما ينشط بعض مهربي المخدرات عن طريق البحر.

دلالات