بين اليوفي وكونتي.. "وراء الأكمة ما وراءها"

بين اليوفي وكونتي.. "وراء الأكمة ما وراءها"

29 مارس 2015
+ الخط -

عندما قرّر أنطونيو كونتي التنحّي عن منصب تدريب يوفنتوس "فجأة"، وقع حينها الخبر كالصاعقة على جماهير اليوفي. أولاً، لأن ذلك القرار جاء بعد أول يوم تدريبٍ له مع الفريق في فينوفو، وثانياً، بعد إجماع الجماهير وندائهم له بالبقاء من المدرّجات في المباراة التي توّج فيها اليوفي الموسم الماضي باللقب. وهو وقتها وعدهم بذلك.. لكن..

بعد الصدمة، بدأ الجميع بالتحليل والغوص في خبايا تلك القصة وما قد يكون وراءها.. أي استقالة كونتي المفاجئة. وبالفعل، ما إن مرّت بضعة أيام حتى تفسّر الكثير من الأسباب، أهمّها وعلى رأسها قرار اليوفي ببيع بعض اللاعبين الذين يريدهم أنطونيو، مثل فيدال وبوغبا، ورفض الإدارة التعاقد مع أسماء جديدة يحتاجها لتدعيم الفريق، على رأس تلك الأسماء كوادرادو من فيورنتينا، ألكسيز سانشيز من برشلونة وإيتوربي الذي سرقه روما في اللحظات الأخيرة، إضافة إلى آخرين..

لكن، بعد هذه الحرب الشعواء التي وقعت بين اليوفي وكونتي بسبب قصة إصابة كلاوديو ماركيزيو، أصبح من الضروري البحث والكشف عن الأسباب الأهم وراء هذا "الاحتقان" بين الطرفين. خاصة أن جون إلكان لا يظهر في الصورة كل يوم ويتدخّل في الأمور الرياضية للفريق!

هناك بعض الأمور في عالم كرة القدم وإيطاليا تحديداً تندرج تحت خانة "ليس للنشر". يعرفها عدد قليل من الصحافيين المقرّبين من إدارات الأندية والمدرّبين. ومن هذه الأمور، أن أنطونيو كونتي كان قد تلقّى عرضاً جديّاً و"كبيراً" من نادي ميلان نهاية الموسم الأخير له مع اليوفي، معاش مرتفع جداً، ووعد من برلسكوني بالسماح له بالتعاقد مع أي لاعب يريده، وتعهّد، بعدم الاعتراض على طريقة إدارته للفريق. لكن ما فعله آندريا آنييلي حينها كان أن وعد كونتي بالسماح له بالتعاقد مع اللاعب الذي يريد في الموسم المقبل، حتى من دون الزيادة على معاشه، وعلى الرغم من الفرق الشاسع بين العرضين، إلا أن أنطونيو رفض عرض ميلان وبرلسكوني، و"صدّق" آندريا آنييلي.

مع بداية هذا الموسم، وبعد الحصّة التدريبيّة الأولى له مع اليوفي، اجتمع كونتي بالإدارة، وتمّ إعلامه أنه لن يتمّ التعاقد مع الأسماء التي طرحها، وفوق هذا، أن النادي ينوي بيع فيدال، وربما بول بوغبا. أي أنه لا يكفي أنهم لن يستقدموا لاعبين لتقوية الفريق في الموسم المقبل فقط، بل سيبيعون أحد أفضل الأسماء فيه أيضاً. الأمر الذي جعل مدرّباً بشخصية أنطونيو كونتي يعترض ويرفض هذا التصرف ويستقيل من منصبه الذي كان متمسّكاً به بكل وضوح!

وما لا يعرفه الجميع أيضاً، أن أرتورو فيدال لم يكن معروضاً للبيع كما ادعى الفريق لفترةٍ طويلة، كان هناك عدّة عروض في فترة من الفترات، لكنّها تلاشت جميعها بعد إصابة أرتورو، وأصبح اليوفي بعدها "يُدلّل" على من يشتري اللاعب التشيلي منه. ربما هذا، يفسّر قليلاً تراجع مستوى فيدال هذا الموسم، إضافة إلى رحيل كونتي بالطبع.. فهو كان من أخرج ذلك اللاعب الخطير منه.

مثل هذه الأخبار لا يتم نشرها عادة في الصحف والمجلات، لكن بعدما تبيّن أن هناك "بركاناً" هامداً بين كونتي واليوفي، جاهزاً للانفجار بين لحظة وأخرى، أصبح لا بد من كشف بعض الأمور التي تفسّر للجمهور ما لا يستطيع فهمه من تلقاء نفسه.

من الأمور التي لا تنشر ولا يعرفها كثيرون أيضاً، أن أنطونيو كونتي بعد كل مباراة ليوفنتوس، يقوم بالاتصال بأحد أصدقائه الصحافيين الذين يرافقون اليوفي في كل مبارياته، ليسأله كيف كانت المباراة وكيف كان الفريق.

ربما، هذا يوضّح قليلاً لماذا هناك من يحب ويحترم هذا الرجل حتى من جماهير اليوفي، لأن هناك الكثير من القصص والخبايا التي لا يعرفها الجميع، ولأنّ "ليس كل ما يُعرف يُقال".

لمتابعة الكاتبة... https://twitter.com/ShifaaMrad

المساهمون