بيروت: حركات جامعية ضد الأحزاب

بيروت: حركات جامعية ضد الأحزاب

25 فبراير 2014
أرشيفية
+ الخط -

 

 

قهوتي اليومية في كافيه يونس بشارع الحمرا محاطة بالكلمات والأصوات. شباب من جامعات مختلفة يجتمعون على طاولة واحدة للاتفاق على موقف واحد وهو: "لا بديل عن النضال".

تبدأ المسيرة على "فايس بوك" الذي تحوّل من موقع للتواصل الاجتماعي إلى مركز لاجتماع رغبات التغيير الشبابية والتظاهر السلمي. صفحتي على الموقع مكتظة بالمقالات والقصائد والمشاريع والخطوات للتغيير. صفحات مثل "الحركة الطلابية البديلة" و"النادي العلماني" في جامعة القديس يوسف، والنادي العلماني في الجامعة الأميركية ببيروت، وبعض المقالات والمواقف اليومية من طلاب في الجامعة اللبنانية، تُعرّف بمستوى القمع الفكري داخلها، والذي تمارسه أطراف سياسية لبنانية.

من الحراك الإلكتروني إلى التعبير الكتابي، "مش جريدة" هو منشور شهري من صفحتين، ينشره طلاب من الجامعة اللبنانية الأميركية، شعاره "الحرية الفكرية والتحرر السياسي"، ويخلو من الإعلانات وأدوات "البروباغاندا" الحزبية. مضمونه شعريّ ونقديّ كوسيلة للتعبير عن غضب الطلاب من التعصّب الطائفي. وهو محاولة لتسليط الضوء على موضوع حرية التعبير ولرفض طغيان الأحزاب اللبنانية على إدارة الجامعة.

 

أما "النادي العلماني" في جامعة القديس يوسف فشعاره "مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة" ويصف نفسه بالتالي: "أمام الخطر المحدق الذي تشكّله الطائفية من تشرذم وتفتت في المجتمع اللبناني، تجمّع عدد من طلاب الجامعة تحت عنوان واحد: العلمانية. والنادي العلماني يؤمن بالعلمانية كنظرة إنسانية إلى عالم يقيم اﻹنسان فيه لشخصه لا لانتمائه الطائفي أو العرقي. ويسعى إلى تحفيز الطلاب على المطالبة بحقوقهم كمواطنين عبر تنظيم نشاطات متعدّدة ومتنوّعة لها علاقة بالعلمانية".

"النادي العلماني" هدفه تعزيز الوعي بشأن ضرورة تقييم الناس، والأفكار في المجتمع، وفقا لتوافق مدني، ومعايير محايدة بدلا من تلك الطائفية. تأسّس هذا النادي على يد العديد من الناشطين الاجتماعيين الشباب. وهو يتألّف اليوم من مجموعة طلاب وتقبل بعمله إدارة الجامعة الأميركية منذ سنوات عدّة.

تواجه هذه المجموعات الكثير من الضغوط السياسية والاجتماعية. ويظهر ذلك كلّ سنة خلال الانتخابات الجامعية، حين تجتمع تلك الحركات كدرعٍ بشري واحد أمام الطلاب المدعومين من أحزاب وأطراف سياسية، في محاولة لإنقاذ الجامعة من السرطان الطائفي والجهل المفروض على المؤمنين بالحرية ونظرية "الرأي والرأي الآخر".

 

هؤلاء الطلاب معظمهم تحت العشرين، أي ممن ولدوا بعد العام 1994، وممن كانوا أطفالا حين اندلعت المواجهات السياسية في وسط بيروت العام 2005. وبالتالي يمكن القول إنّهم "دم جديد" في بيروت. جيل ما بعد الحرب، وليس الجيل الذي يحمل ذكريات الحرب وخلافاتها. وأيضا جيل يحمل، إلى تجربة السياسة اللبنانية، الانكفاء عن 8 و14 مارس/ آذار.

المساهمون