بيان هزيل لخارجية مصر رداً على اعتداءات دير السلطان

بيان هزيل لخارجية مصر رداً على اعتداءات دير السلطان

24 أكتوبر 2018
+ الخط -
بعد ساعات طويلة من الصمت، اكتفت الخارجية المصرية بإصدار بيان وصف بـ"الهزيل" من  مراقبين مساء الأربعاء، تعرب فيه عن استنكارها لـ"تعرض الشرطة الإسرائيلية صباح اليوم، لعدد من آباء وشمامسة كنيسة دير السُلطان التابعة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية في مدينة القدس، واحتجاز أحدهم"، من دون الإشارة صراحة إلى حقيقة الاعتداء عليهم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ، إن "مصر ترفض بشكل قاطع التعرض لرجال الدين، مع تأكيد ضرورة احترام المقدسات الدينية"، مشيراً إلى أن "الوزارة تتابع عن كثب تطورات الموقف على الأرض على مدار الساعة، من خلال التواصل بين السفارة المصرية في تل أبيب، والقيادات الكنسية بدير السلطان في هذا الشأن".

ونوّهت الخارجية المصرية إلى "تواصلها مع السلطات الإسرائيلية، للوقوف على ملابسات ودوافع الحادث، واستمرارها في متابعة الموقف"، مختتمة بأن "الاتصالات التي أجرتها أسفرت عن سرعة إفراج الجانب الإسرائيلي عن الراهب المعتقل".

من جهته، تقدم عضو مجلس النواب هيثم الحريري، ببيان برلماني عاجل موجه إلى رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، ووزير الخارجية سامح شكري، بشأن اعتداءات قوات الشرطة والجيش التابعة للكيان الصهيوني المحتل على ثلاثة رهبان مصريين، وذلك عملاً بحكم المادة (134) من الدستور المصري، والمادة (215) من اللائحة الداخلية للبرلمان.

وقال الحريري: "إن المصريين تابعوا بكل الغضب ما قامت به قوات الكيان الصهيوني للأرض الفلسطينية العربية، أثناء اقتحام دير السلطان في مدينة القدس المحتلة"، مستشهداً بإعلان الكنيسة الأرثوذكسية المصرية إصابة 3 رهبان مصريين بعد تعرضهم للاعتداء الاحتلال، أثناء مشاركتهم في وقفة احتجاج، اعتراضاً على ترميم الدير دون موافقة الكنيسة الأرثوذكسية.

وأدان الحريري "احتجاز قوات الاحتلال 5 رهبان آخرين لأكثر من 8 ساعات، علاوة على سحل الراهب مكاريوس الأورشليمي أثناء وقفة الاحتجاج".

كان أحد الرهبان بعد إصابته برضوض مختلفة، اعتقلته شرطة الاحتلال الإسرائيلي، التي قمعت وقفة احتجاج للعشرات من رهبان كنيسة الأقباط، احتجاجاً على قيام طواقم من بلدية الاحتلال في القدس بأعمال ترميم داخل مبنى دير السلطان المحاذي لكنيسة القيامة بالقدس القديمة، لصالح كنيسة الأحباش، من دون موافقة الكنيسة القبطية.

ويمتد النزاع التاريخي بين الأقباط والأحباش على سطح الكنيسة، التي يطلق عليها الإثيوبيون (منزل السلطان سليمان) إلى عشرات السنين، إذ يعتقدون أن الملك سليمان المذكور في الكتاب المقدس أهداه إلى ملكة مملكة سبأ، فيما فقد الأحباش سيطرتهم على السطح خلال تفشي الوباء في القرن التاسع عشر، وتمكن الأقباط من الاستيلاء عليه، وعاد الأحباش ليحتلوه عام 1970 منذ ذلك الحين.

ويعود دير السلطان إلى عصر صلاح الدين الأيوبي، الذي أهداه للأقباط المصريين تقديراً لنضالهم معه ضد الاستعمار، وسمي الدير باسم السلطان نسبة إليه، وعمل على استضافة الرهبان الأحباش بعدما طردتهم الحكومة المحلية في القدس من أديرتهم وكنائسهم منذ ثلاثة قرون، لعجزهم عن دفع الضرائب المُقررة عليهم، فاستضافهم القبط حرصاً على عقيدتهم، وتوفير السبيل لهم للبقاء في القدس على أساس أنهم ضمن أولاد الكنيسة القبطية.