بيان مواز لإعلان بروكسل من القاهرة يضم يساريين وليبراليين

24 مايو 2014
تظاهرات منددة بالانقلاب (الأناضول/getty)
+ الخط -

أصدرت قوى وشخصيات سياسية وقانونية مصرية "من خارج تحالف دعم الشرعية"، بياناً تأسيسياً لكيان جديد في إطار مشروع وطني جامع لقوى الثورة، مواز لإعلان بروكسل.

وعقد اجتماع صباحي ضم عدداً من الشخصيات، بينهم سيف الدين عبد الفتاح، والناشط السياسي الشاعر عبد الرحمن يوسف، وانتهى بالاتفاق على بيان يدعو "قوى ثورة يناير إلى ضرورة الاصطفاف صفاً واحداً لاستعادة ثورة 25 يناير والمسار الديمقراطي، في مواجهة منظومة الثورة المضادة والاستبداد والقمع، والعمل لتجديد روح وقوة ثورة يناير المباركة التي تعدّ عملاً مفصلياً، ونقطة تحول كبرى في تاريخنا المعاصر".

وأضاف أن "لهذا الحراك، ونقوم به وله، في إطار يتسم بالإضافة إلى الشفافية التي لا سرية فيها، بالسلمية مبدأ ورؤية وأداء؛ سلمية لا عنف فيها؛ إيماناً بأن في أشكال الاحتجاج السلمية سعة للتعامل مع منظومة الاستبداد، ومواجهة كل محاولات الإحباط والمحاصرة والالتفاف على ثورة يناير وقواها ومكتسباتها".

وأهاب مصدرو البيان (السفير إبراهيم يسري، وسيف الدين عبد الفتاح، وعبدالرحمن يوسف) "بكافة هذه القوى أن تقوم بكل ما من شأنه أن يحقق هذا الاصطفاف الواجب والتنسيق اللازم، والمقاومة المفروضة". وبناءً عليه اقترح المؤسسون "أولاً، تأسيس أمانة وطنية للحوار والتنسيق؛ تعمل على التواصل بين القوى الوطنية والثورية والمجتمعية، يتم فيها تمثيل كافة التيارات والشخصيات المستقلة".

وثانياً "تأسيس هيئة للقيام بصياغة "مشروع ميثاق شرف وطني وأخلاقي"؛ لضبط العلاقات بين القوى الوطنية وبعضها البعض، وكذلك في علاقاتها وخطاباتها مع عموم الشعب المصري العظيم".

ثالثاً "قيام (مجموعة صياغة مشروع إعلان مبادئ جامع) يكون محل اتفاق جميع القوى السياسية والثورية الوطنية، ويقوم على دراسة وافية لكل البيانات وإعلانات المبادئ التي صدرت عن مختلف القوى، والوقوف على مساحات الاتفاق في إطار حوار ممتد ومتجدد بين هذه القوى".

رابعاً "أن يتم كل ذلك في إطار مبدأ أساسي هو (ضرورة العمل الجاد على استعادة شبكتي العلاقات والتواصل)؛ بين قوى الثورة وبعضها البعض، وفيما بينها جميعاً وبين قطاعات الشعب المخلصة لثورتها والواثقة في انتصارها في نهاية المطاف".

وقال السفير إبراهيم يسري، أحد الموقعين على بيان القاهرة، إن أكثر من 20 شخصية عامة وقعت على البيان الذي يستهدف توحيد الصف الثوري لكسر الانقلاب الذي شهدته البلاد في 3 يوليو/تموز الماضي.

ورفض يسري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، الإفصاح عن هوية الموقعين بناء على رغبتهم، لكنه أكد أن من بينهم "ليبراليين ويساريين رافضين للانقلاب".

وأوضح يسري أن "البيان يسعى لتأسيس كيان داخل مصر يجمع معارضي الانقلاب العسكري من كافة التيارات"، مشيراً إلى أنهم "تواصلوا بالفعل مع حركة "شباب 6 إبريل" وعدد من المجموعات الشبابية، التي فضّل عدم الكشف عنها، التي أبدت استجابة غير متوقعة وقبولاً كبيراً"، على حد تعبيره.

وأضاف "أرجأ هؤلاء الإعلان عن قرارهم النهائي من التوقيع على البيان والانضمام للكيان المزمع تأسيسه لما بعد استطلاع رأي أعضاء هذه الحركات".

ونفى يسري وجود أي تعارض بين بيان القاهرة ومبادرة بروكسل، التي تم الإعلان عنها مطلع الشهر الحالي، وقال: "نسير على نفس الخطى ونعمل وفق استراتيجيات مرحلية نتفق عليها جميعًا، فنحن منهم وهم منا".

وأردف "تأسيس كيان لمناهضة الانقلاب داخل مصر لا يتعارض مع الكيان الذي يسعى الموقعون على مبادرة بروكسل تأسيسه في الخارج، فلكل منا دوره لكسر الانقلاب وتحقيق أهداف الثورة".

وفيما يتعلق بموقفهم من مطلب عودة الرئيس المنتخب، محمد مرسي، الذي ترفضه بعض الحركات الشبابية المناوئة للانقلاب، قال يسري: "هذه مسألة تفصيلية.. نسعى الآن لتوحيد الصف الثوري وجمع توقيعات الحركات السياسية على البيان".

من جهته، قال سيف الدين عبد الفتاح، إن "السلطة الحالية جعلت قوى الثورة تصطف داخل السجون"، مضيفاً "أولى بهذه القوى أن تصطف خارج السجون".

وأشار عبد الفتاح عقب الاجتماع إلى أن "هذه الدعوة ينبثق عنها لجنة للحوار مع قوى ثورة يناير"، لافتاً إلى أن "تلك اللجنة سيتم الإعلان عن تشكيلها خلال أسبوع ".

وحول مطلب عودة محمد مرسي الى الرئاسة، الذي أثار جدلاً عقب "إعلان بروكسل"، قال السياسيون الثلاثة عبد الفتاح ويسري ويوسف، إن "هذه الدعوة التي أطلقوها لا تحمل أي أفكار مسبقة، وإنما كافة الأمور ستكون مطروحة للنقاش بين القوى التي تريد الانضمام لتلك الدعوة"، مشددين على أن الشباب هم من سيحددون الخطوط التي يتجمعون عليها.

وأكدوا أنهم لا يمثلون جماعة وغير محسوبين على أي دولة، مشددين على أن دعوتهم لا تمثل دعوة لكيان منبثق عن "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، وإنما هو دعوة مفتوحة للاتفاق على تشكيل كيان موحد يجمع كافة الوثائق المطروحة بما فيها بروكسل. وقال عبد الفتاح إن بروكسل كان بمثابة بيان تشاوري محل دراسة حتى الآن.

في هذه الأثناء، رأى القيادي في جبهة "طريق الثورة"، محمد القصاص، أن بيان القاهرة، الصادر يوم السبت، محاولة لإصلاح الأثر السلبي الذي خلفته "وثيقة بروكسل"، التي تم الإعلان عنها خارج البلاد في الفترة الأخيرة.
وانتقد القصاص، في حديث لـ"العربي الجديد"، "تسرع الموقعين على البيان في الإعلان عنه قبل الحصول على تأييد قطاع واسع من الحركات السياسية على الرغم من أن ما تضمنه من مبادئ جيد من الناحية النظرية".

وانتقد القصاص كذلك تأخر الإعلان عن البيان، مشيراً إلى إن "كان من الممكن أن يؤتي ثماره إذا تم الإعلان عنه قبل ثلاثة أشهر، أما الآن تنشغل القوى السياسية كافة بانتخابات الرئاسة، المقرر إجراؤها يومي 26 و27 مايو/أيار الجاري".

وأوضح القصاص، أنهم "لن يعلنوا عن موقفهم من البيان إلا بعد تشكيل لجنة التنسيق والحوار وانتظار ما ستسفر عنه الأمور". ولفت إلى أنهم لا يعترضون على البنود التي تضمنها البيان التي وصفها بـ"العامة والتوافقية". لكنه استبعد أن ينجح البيان في تأسيس تحالف سياسي مع "الإخوان المسلمين" والقوى الممثلة في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب".