بومبي.. إعادة بناء آثار المدينة رقمياً

بومبي.. إعادة بناء آثار المدينة رقمياً

13 ابريل 2020
(من المعرض)
+ الخط -

لا تزال مدينة بومبي التي أسّسها الرومان في القرن السادس قبل الميلاد، تستحوذ على اهتمام الباحثين الذين يحاولون رسم صورة دقيقة عن مدينة عاشت ازدهاراً وحياة رغيدة قبل أن يدمرّها بركان فيزوف عام 79م، ويعاد اكتشافها سنة 1748.

كان من المفترض أن يُفتتح معرض جديد حول المدينة في متحف "القصر الكبير" بباريس، في الخامس والعشرين من الشهر الماصي، ويتواصل حتى الثامن من حزيران/ يونيو المقبل، لكن المنظّمين قرروا إطلاقه افتراضياً على موقعهم الإلكتروني، بعد إغلاق المؤسسات الثقافية عقب تفشّي وباء كورونا المستجدّ.

يعيد المعرض اكتشاف قرابة ثلاثة قرون من الحفريات الأركيولوجية، حيث تُعرض العديد من المكتشفات التي تمثّل الحياة اليومية في الحاضرة الرومانية التي نسجت حولها شعوب البحر المتوسط العديد من الأساطير قديماً وحديثاً، ومنها مجوهرات ومنحوتات وقطع فخّارية.

من المعرضوسيتمكّن زوّار المعرض على الشبكة الاطلاع على نتائج بعثات التنقيب في السنوات الأخيرة، وما تمّ العثور عليه من منازل كبيرة ومزينّة بالنقوش والزخارف، وتضمّن لوحات جدارية وكتابة على جدرانها تصوّر طقوساً كان يمارسها سكّان بومبي، إلى جانب فسيفساء تصوّر حكايات حول النجوم.

ويعرض المنظّمون أيضاً تمثال ليفيا دروسيللا المصنوع من الرخام الذي يعود إلى القرن الأول الميلادي، ويجسّد زوجة الإمبراطور أغسطس، وتمّ اكتشافه في المكان الذي يطلق عليه "فيلا الألغاز" في بومبي، والذي تظهر فيه الإمبراطورة ترتدي عباءة خارجية ملفوفة فوق الرأس والكتفين، كما تمّ رسم حاجبيها ورموشها وشعرها الذي يطوّقه إكليل، ويبرز رأسها كأنه منحوت بشكل منفصل عن بقية جسدها.

وقد أعيد بناء بعض محتويات المعرض عبر مشاهد ثلاثية الأبعاد، ويتوفر دليل صوتي يعرّف بكلّ قطعة أثرية على حدة، وخريطة تتيح الانتقال من قسم إلى آخر بسهولة، ومعلومات تفصيلية تتضمّن بيانات الآثار التي تهمّ المتخصّصين بشكل أساسي.

تبرز الجداريات المعروضة تطوّر الفنون لدى الرومان في تلك الحقبة، واستخدامهم طلاء بألوان متعدّدة جداً تمنج جمالية مضافة إلى أعمالهم الفنية، التي صوّرت منازلهم وطبيعة حياتهم فيها وجلسات تناول الطعام والشراب، وحدائقهم التي كانوا يجلسون فيها على أرائكهم حتى انفجر البركان وجمّدهم على تلك الهيئة.

المساهمون