بوادر عودة التنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة لمواجهة "داعش"

بوادر عودة التنسيق بين الجيش العراقي والبيشمركة لمواجهة "داعش"

21 مايو 2020
استئناف الاتصالات الأمنية (Getty)
+ الخط -

قال متحدث عسكري عراقي في بغداد، إن اتصالات أمنية على مستوى عال استؤنفت مع القيادات الأمنية في إقليم كردستان العراق، بهدف تنسيق الجهود لمواجهة مخاطر تنظيم "داعش"، المتصاعدة في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل.

يأتي ذلك في أحدث مؤشر على تحقيق تقارب بين الجانبين فيما يتعلق بالملف الأمني داخل المناطق المتنازع على إدارتها بين الجانبين، والتي تقع في محافظات كركوك ونينوى وديالى وصلاح الدين، وأعادت بغداد السيطرة عليها قبل أكثر من عامين بحملة عسكرية واسعة ردا على قيام إقليم كردستان بتنظيم استفتاء شعبي للانفصال عن العراق، نهاية أيلول/ سبتمبر 2017.

ونفذ تنظيم "داعش"، سلسلة اعتداءات إرهابية في مناطق عدة من شمال وشمال شرقي العراق أسفرت عن مقتل وإصابة نحو 50 عراقيا منذ مطلع الشهر الحالي، فيما قال مسؤولون في أربيل إن التنظيم يستغل مناطق هشة غير متفق على إدارتها أمنيا بين بغداد وأربيل كملاذات له خاصة تلك التي تقع قرب زمار ومخمور ضمن محافظة نينوى ذات التضاريس الجبلية المعقدة.

ووفقا للمتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، فإن "تنسيقا مكثفا وعلى مستوى عال تم مؤخرا مع سلطات إقليم كردستان، التي أرسلت ضباطا برتب عالية جدا، يجري من خلالهم التنسيق لملء الفراغات الأمنية وملاحقة عناصر داعش في مناطق عدة من شمالي العراق".

وبين الخفاجي في تصريح صحافي، أن "هجمات داعش انخفضت بعد قتل أبو بكر البغدادي لكنها تصاعدت مرة أخرى بعد تعيين إبراهيم القريشي قائداً جديداً لداعش، حيث يحاول لملمة شمل الإرهابيين وزيادة الهجمات".

وأضاف أن "سبب زيادة الهجمات في العراق هو قيام القوات الأمنية بمختلف مسمياتها، بما فيها البيشمركة، بالضغط على تنظيم داعش الإرهابي والوصول إلى مناطق مهمة جداً كان التنظيم يستبعد وصول القوات الأمنية إليها، منها الصحاري والوديان والجبال والمناطق الوعرة والرخوة بين قيادات العمليات، والتي يستغلها داعش كما يستغل أيضاً المناطق الواقعة بيننا وبين قوات الإقليم، والمقسمة بواسطة الخط الأزرق".

من جهته، قال النائب عن "الاتحاد الوطني الكردستاني"، شيركو محمد، إن "اجتماعات ومباحثات بين الكرد وإدارة محافظة ديالى أثمرت عن اتفاقات عملية لإطلاق خطط أمنية مشتركة بين قوات الأمن والبيشمركة في المناطق المتنازع عليها، وخاصة في بلدة خانقين (في ديالى) والتي تشهد انحدارا أمنيا خطيرا".

وأضاف: "لمسنا قناعات من السلطات الإدارية والوزارات الأمنية لإشراك القوات الكردية في حفظ أمن البلدة، وإنهاء تهديدات داعش".


الحاجة لقرار سياسي

ويؤكد مسؤولون أمنيون في بغداد، أن التعاون الميداني بين الطرفين لم يدخل حيز التنفيذ بعد، وأنه متوقف على قرار سياسي، لكن هناك اتصالات ومباحثات واستشارات أمنية تجري حاليا بين الطرفين لبحث التطورات الأمنية.

وقال ضابط رفيع في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "التنسيق لم يتجاوز بعد مسألة الاستشارات المتبادلة والمباحثات ووضع الخطط لحماية المناطق، بالاستفادة من خبرات قادة البيشمركة"، مبينا أن "تنفيذ أي عملية مشتركة بين الجيش والبيشمركة، يتطلب قرارا سياسيا، وهذا يتوقف على الحوارات التي ستتم لاحقا بين وفد الإقليم والكاظمي".

وأكد الضابط أن "هناك تفاؤلا لدى الطرفين بحسم هذا الملف، وأن التعاون العسكري سيكون في عدد محدود من المناطق المتنازع عليها، والتي تشهد توترا أمنيا يتطلب عودة التعاون المشترك".

يشار الى أن الكرد ربطوا الملف الأمني بالسياسي، وضمنوا مباحثاتهم السياسية مع رئيس الحكومة ملف عودة البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها، فيما منحهم النشاط المتزايد لـ "داعش" بتلك المناطق فرصة لإعادة البيشمركة لتلك المناطق التي كانت تديرها هي قبل استفتاء انفصال كردستان، الذي جرى نهاية سبتمبر/أيلول 2017، والذي نتج عنه دخول القوات العراقية و"الحشد الشعبي" الى تلك المناطق وإخراج قوات البيشمركة منها".