بوابة الاعتدال في العراق

04 مارس 2017
+ الخط -
في وقتٍ ارتفعت فيه أصوات النشاز الطائفي، منذ اليوم الأول لاحتلال العراق في عام 2003، لم يظهر في الساحة العربية عامة، والعراقية خاصة، أصوات تنادي باعتدال التوّجه السياسي ونبذ الطائفية المقيتة التي انتشر بسببها القتل والتهجير، إلا أشخاص قلائل اتهمهم من زرع الفتنة الطائفية بأنّهم علمانيون، وبقي الشعب في حيرةٍ من أمره بين الاستماع لأصوات النشاز التي تدعو إلى القتل والتهجير وإلغاء وجود مكوّن من مكونات العراق الرئيسية التي عرفت بالعربية والكردية والتركمانية بالنسبة للقوميات، أو السنة والشيعة والمسيحية والإيزيدية وغيرها... بالنسبة للطوائف.
لم يكن هناك توّجه سياسي آنذاك للوحدة بين أطياف الشعب العراقي، حيث بقيت الصراعات تتوّسع، حتى شملت كلّ البيوتات العراقية، فأصبح كلّ بيت يحمل صفة بيت الشهيد أو المغدور أو المعتقل، وخلّفت هذه الصراعات السياسية موجة من القتل والتهجير والنزوح والمخيمات، إلى أن لاح بالأفق فكرةٌ عابرةٌ لكلّ توّجهٍ طائفي، سعت إلى توحيد صفوف العراقيين ولم شملهم، فكان المُسمّى أشمل من عناوين الأحزاب والمؤسسات، فأُطلق عليه اسم المشروع العربي، لكي يُلجم الأصوات التي كان لها دور بارز في دمار العراق، وتقاسم خيراته وثرواته، بينما كان ساسة المصلحة الشخصية يتسارعون إلى إقناع جماهيرهم بمشروعهم الطائفي، مستخدمين أسوأ عبارات التخويف بأنّ المكوّن (ش) سيأتيكم بالقتل والتهجير ويحذرهم من المكون الآخر! وفي المقابل، هناك من يخوّف جماهيره من المكوّن (س)، ويُرعبهم بأنّهم سيقتلونكم ويذبحونكم باسم الدين.
عندها، كان المشروع العربي الذي أرسى دعائمه الشيخ خميس فرحان الخنجر، واستطاع إقناع المجتمع العربي الخارجي بأنّ الحل الوحيد للخروج من المأزق السياسي في العراق لا بدّ أن يكون من خلال الأفكار العابرة للطائفية والشوفينية، فعمل المشروع العربي بفكرة الاعتدال التي غابت سنوات طوال عن الساحة العراقية.
المشروع العربي بزعامة السياسي العراقي المستقل، الشيخ خميس الخنجر سعى دائماً إلى نبذ الطائفية والتطرّف والإرهاب، وكان صوته الأعلى في شجب الاحتلال الداعشي للأراضي العراقية وممارساته ورفض ووجوده في بعض محافظات العراق، واستطاع إيصال صوت تلك المحافظات إلى الاتحاد الأوروبي والشعوب العربية والحكومة العراقية إنّ سكان هذه المحافظات هم من أشدّ الخصوم للتنظيمات الإرهابية المسلّحة.
كان صوت المشروع العربي عالٍيا بوجه ساسة الفساد الذين وصفوا أبناء تلك المحافظات بأنّهم حواضن الإرهاب، كما أنّ صوت المشروع العربي كان عاليا أيضاً في كلّ المحافل الإقليمية والدولية، والداخل بالدفاع عن أبناء محافظات الوسط والجنوب، وتبرئتهم من كلّ ممارسات المليشيات التي كانت تنتشر في بغداد والمناطق الجنوبية، حيث كانت لغة المشروع العربي واضحةٌ تجاه الإرهاب بأنّه لا يمثل الشعب العراقي بكلّ أطيافه، وإنّما هناك أياد خفية من خارج الحدود هي من تسعى إلى التفرقة والقتل والتهجير من كلّ المكونات .
أعاد وجود المشروع العربي اليوم في الساحة العراقية إلى العراقيين المكانة في المجتمع العربي الذي تسبّب بإضاعتها بعض السياسيين، فاليوم رؤية المشروع العربي تكاد تكون رؤية كلّ المكونات السياسية في العراق، فورقة التسوية التي أطلقها عمار الحكيم ما أتت ثمارها، لولا وجود المشروع العربي الداعي إلى هذه التسوية منذ سنوات عديدة، لأنّ أسس المشروع عابرة للطائفية والمذهبية، وتسعى دائماً إلى لم شمل العراقيين جميعاً، وتقديمهم للعالم الخارجي بأجمل صورةٍ لا يشوبها فتن ولا كدر ولا طائفية.
كان المشروع العربي حاضراً في معارك العزة والكرامة للعراقيين أمام الاحتلال الداعشي، في أغلب محافظات العراق، وإن وجد زعيم المشروع العربي، الشيخ خميس الخنجر، في الصفوف الأولى لخط الصد في الموصل، مع القوات الأمنية البطلة المتمثلة بالجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة العراقية ما هو إلا رسائل اطمئنان لكلّ المكونات بأنّ المشروع العربي كان وسيبقى مع أجهزة الدولة الرسمية داعماً لها ومسانداً من أجل بسط سيطرة القانون العراقي على كل شبر من أرض العراق، وإنّ المشروع العربي لن يكون إلا مع وحدة العراق وفرض القانون العراقي الذي يؤمن بالتعايش السلمي بين مكوّنات الشعب العراقي الواحد، وإنّ الجيش العراقي وباقي قوات الأمن العراقية صمام آمان للدفاع عن وحدة العراق وأرضه ومائه وسمائه، كما هي رسالة لكلّ متطرّف وفاسد يحاول أن يُلبس المشروع العربي غير الثوب الحقيقي له، العابر للطائفية والنابذ للإرهاب والتطرّف، وسيبقى المشروع العربي داعماً كلّ الجهود السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية للارتقاء بالعراق العظيم وازدهاره ومواكبة التطوّر العلمي والتكنولوجي والإسراع بعجلة التنمية والتعليم من خلال مشاريعه التنموية والتربوية بإنشاء المدارس الخاصة والعامة التي تمتاز بالتفوّق العلمي في كلّ أنحاء العراق، إضافة إلى جهود المشروع العربي ومؤسسة الخنجر في إغاثة وإيواء النازحين الهاربين من مناطق العمليات العسكريه وبطش داعش.
0AE7E430-2987-4C95-A309-E0E242C88D92
0AE7E430-2987-4C95-A309-E0E242C88D92
أحمد العلواني (العراق)
أحمد العلواني (العراق)