بلّومي: برشلونة فضلني على مارادونا.. ولا أمانع زيارة مصر

بلّومي: برشلونة فضلني على مارادونا.. ولا أمانع زيارة مصر

الجزائر

يونس رزيق

avata
يونس رزيق
05 يونيو 2014
+ الخط -

استعادت الكرة الجزائرية هيمنتها بعد الحصول على ميدالية ذهبية في الألعاب الإفريقية سنة 1978 وأخرى في ألعاب البحر الأبيض المتوسط ثم جاء التأهل إلى نهائيات كأس العالم عامي 1982 في إسبانيا و1986 في المكسيك، بفضل مجموعة من اللاعبين المتميزين، منهم: رابح ماجر، لخضر بلّومي، صالح عصاد، مصطفى دحلب، نور الدين قريشي وغيرهم من اللاعبين الذين رفعوا راية الجزائر عالياً في تلك السنوات.

ويتذكر العالم بأسره سيناريو مباراة الجزائر أمام المنتخب الألماني بأبرز نجومه في كأس العالم 1982 حيث كان المرشح البارز للفوز باللقب.. لكن كان لعصاد ورفاقه رأي مغاير وحققوا الفوز بهدفين لهدف.

 

فاز الخُضر على أحد المرشحين للتتويج بالكأس 2-1 وحقق المفاجأة المدوية في إسبانيا، لكن المنتخب تعثر بعد ذلك أمام النمسا 0-2 ثم تفوق على الشيلي 3-2 وجمع في رصيده 4 نقاط لم تكن كافية لمحاربي الصحراء بالتأهل إلى الدور الثاني عندما كان الفائز في المسابقة يتحصل على نقطتين فقط.

وذهب المنتخب الجزائري ضحية تلاعب في مباراة ألمانيا أمام النمسا، وسميت الحادثة بفضيحة "خيخون"، وهي وصمة العار التي دفعت الاتحاد الدولي إلى تغيير قوانين البرمجة واتخاذ قرار إجراء المباريات الأخيرة في كل مجموعة في التوقيت نفسه.

1986 الخضر ثانية ولكن ...

انتقل الخضر بعد أربع سنوات من "فضيحة خيخون" إلى المكسيك بقيادة "الشيخ" رابح سعدان للمشاركة إلى دورة كأس العالم 1986 وكانت المشاكل داخل المجموعة أثرت بشكل كبير على التفاهم بين اللاعبين داخل الملعب وخارجه وجعلت المنتخب يغادر الدور الأول محملا بخيبة أمل كبرى للجماهير الجزائرية، فتعادل المنتخب مع إيرلندا الشمالية 1- 1 في المباراة الأولى، ثم قدّم مباراة تاريخية أمام البرازيل انهزم خلالها بصعوبة بنتيجة هدف لصفر، وجاءت الهزيمة في المباراة الأخيرة أمام إسبانيا لتعجّل بخروج الخضر من مونديال كان خلاله زملاء البلّومي قادرين على تحقيق ما هو أفضل.

لخضر بلومي لـ"لعربي الجديد":


تحدث نجم المنتخب الوطني السابق لخضر بلومي لموقع "العربي الجديد" عن تاريخ الكرة الجزائرية في مرحلتها الثالثة، وتحديداً في سنوات الثمانينات التي عرفت تألقاً كبيراً على الساحة العالمية، مؤكدا أن بداية التألق كان في دورة العاب البحر الأبيض المتوسط في دورة سبليت في يوغوسلافيا والتي وصل فيها محاربو الصحراء إلى الدور قبل النهائي أمام منظم الدورة.

ويواصل اللاعب السابق لنادي غالي معسكر الجزائري الحديث عن ثمار الإصلاح الرياضي والتي نتج منها الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا 1980 بنيجيريا والهزيمة بصعوبة امام البلد المنظم، بعد الفوز على منتخبات غانا، المغرب وغينيا، مشيداً بإرادة اللاعبين التي كانت حاسمة في ظهور مواهب تبشر بكل الخير لكرة القدم الجزائرية.

أفضل لاعب في أفريقيا

ساهم اللاعب لخضر بلّومي بشكل كبير في تأهل المنتخب الجزائري لنهائيات كأس العالم 1982، حيث كان وراء تسجيل 10 أهداف كاملة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم امام كل من نيجيريا، سيراليون، النيجر، ليتم اختياره أفضل لاعب أفريقي في ذلك الموسم، وليتحصل على جائز الكرة الذهبية التي تمنحها الصحيفة الفرنسية فرانس فوتبول، إضافة إلى تتويجه كأحسن رياضي في كل المجالات في الموسم نفسه.

استفزّنا الألمان بالتصريحات فجاء ردّنا في الملعب

ويتذكر بلومي أحداث 1982 مجدداً، ويقول :حاول لاعبو المنتخب الألماني آنذاك استفزاز لاعبي المنتخب الوطني من خلال تصريحات منشورة على صفحات الجرائد العالمية، واعتبروا نتيجة المباراة مضمونة، بعضهم تكهن بسباعية والبعض الآخر أهدى الفوز قبل المباراة لزوجاتهم وأطفالهم، وهذا الأمر أزعجنا ودفعنا لتقديم أفضل ما لدينا، ولنؤكد لكل العالم بأن الكرة الجزائرية بخير وتستحق اهتماما أكبر.


سجلت الهدف الثاني أمام دهشة الألمان

وتحدث لخضر عن تطورات المباراة فقال: "بعد هدف رابح ماجر في مرمى الحارس الألماني شوماخر، تمكن الفريق الخصم من تعديل النتيجة في شوط المباراة الثاني، ولكنني تمكنت من اختطاف هدف الفوز التاريخي، بعد تسع تمريرات فقط بيننا من دون أن يلمس الكرة أي لاعب من الفريق المنافس، وعلمت بعد ذلك أن الجزائر عاشت ليلة تاريخية لم تعرفها ولن تنسى من ذاكرة الجماهير التي خرجت إلى الشوارع لتحتفل بهذا الفوز.

فزنا ولم نتأهل

وتطرق بلّومي محدثنا للحديث عن تلاعب المنتخب الألمان بنتيجة المباراة الأخيرة أمام منتخب النمسا، فبالرغم من تحقيق رفقاء بلّومي الفوز في مباراتين أمام ألمانيا، والتشيلي إلا أنها حرمت من التأهل إلى الدور الثاني بسبب تلاعب في نتيجة المباراة الأخيرة ليتم تغيير قانون الفيفا بوجوب لعب كل المباريات الأخيرة في التوقيت نفسه لتجنب أي تلاعبات.

مشاكل بين المحترفين والمحليين

تمكن المنتخب الجزائري من التأهل لكأس العالم مجدداً في 1986. وقال بلومي: "دورة مكسيكو سيتي لم تكن ناجحة بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي فشل في تحقيق الفوز في أي مباراة من الدور الأول، فكان التعادل أمام ايرلندا الشمالية 1-1، وتلقينا هزيمتين متتاليتين أمام البرازيل ثم إسبانيا، ومقارنة بالمشاركة الأولى لم نقدم مردوداً متميزاً لكن مباراتنا أمام المنتخب البرازيلي لا تزال حديث الناس".


هذا سبب فشلنا في المكسيك

وفي السياق نفسه، تحدث اللاعب السابق للمنتخب الجزائري عن القائمة التي استدعاها مدرب المنتخب الوطني رابح سعدان في ذلك الوقت، والتي تم تغييرها في آخر لحظة وإبعاد 7 لاعبين أساسيين من الذين شاركوا في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1982، وهو الشيء الذي أثار فتنة داخل التشكيلة الوطنية التي عرفت حضور لاعبين محترفين رفضوا المغامرة في أدغال إفريقيا ولعب التصفيات أمام منتخبات تعتمد على الخشونة بالدرجة الأولى، وقال بلومي "لقد استغل بعض المسؤولين طيبة المدرب رابح سعدان في ذلك الوقت، ومارسوا عليه ضغطاً رهيباً لإدخال تعديلات على مستوى القائمة فدفعنا الثمن وحصدنا نتائج مخيبة لآمال الجماهير الجزائرية".

 

برشلونة فضّلني على مارادونا

ربما لن يصدق الكثير من القراء أن العملاق الكتالوني برشلونة الإسباني كان مهتماً بخدمات اللاعب الجزائري لخضر بلومي سنة 1985 وفضّله حتى على اللاعب الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا في ذلك العام حيث أصر المدير العام للفريق، هيريرا، في ذلك الوقت على خطف لاعب غالي معسكر بعد معاينته في مباراة المنتخب الجزائري أمام منتخب نيجيريا بملعب قسنطينة 1985، إلا أن قانون الجزائر في ذلك الوقت كان يمنع احتراف اللاعبين أقل من 27 سنة لتتحطم آمال بلومي الذي ضيع فرصة الالتحاق بفريق برشلونة.

ابتسم بلومي عندما سألناه عن عرض برشلونة الذي فضله على مارادونا فقال: "لا، الأمر ليس بهذه الصورة، لقد فضّلني برشلونة في ذلك الوقت على دييغو مارادونا على اعتبار كونه مازال شاباً وفي بداية مشواره ولم تتجاوز سنه 18 سنة، ولكن لم يكتب للصفقة أن تتم بسبب القوانين، وحتى فريق يوفنتوس طلبني رسمياً، ورغب في انتدابي لكني تعرضت لإصابة لعينة أبعدتني عن الملاعب لمدة سنة".

 

لا أحمل ضغينة للمصريين

بدا لخضر بلومي متحسراً على اتهامات المصريين له بالاعتداء على طبيب منتخب الفراعنة، أحمد عبد المنعم، سنة 1989 وقال: "سامح الله من تفنن في حبك هذه المؤامرة وابتداع سيناريو غريب والذي أصبحت على إثره مطلوباً من "الإنتربول" وممنوعاً من مغادرة أرض الوطن لغاية 2008، وهو ما أثر سلباً على مشواري الرياضي وحرمني من عدة عروض تلقيتها للاحتراف، بتهمة الاعتداء على طبيب المنتخب المصري، الذي أكد بنفسه بعد مواسم أنه لم يسبق له أن التقى بي إطلاقاً".

وسألنا بلّومي عن إمكانية زيارته لمصر بعدما طوى الزمن هذه القضية فقال: "لا أحمل كرهاً ولا ضغينة للمصريين، وإذا دعيت لمناسبة رسمية فلن أمانع، ولكن تجنباً لأي مشاكل فإني فضلت عدم زيارة هذا البلد".

 

كرمالي منعني من التتويج

اختتم قاهر الألمان لخضر بلومي حديثه الشيق بالترحم على مدربه السابق عبد الحميد كرمالي الذي استبعده من نهائيات كأس أمم إفريقيا 1990 التي نظمتها وفازت بها الجزائر، قائلا: "الله يسامح كرمالي، الذي استبعدني بعد المشاركة في كل التصفيات، لكنني أعتبر الفوز بالكرة الذهبية في نفس المقام مع كأس أمم إفريقيا".

ذات صلة

الصورة
جولي من أساطير برشلونة (العربي الجديد/Getty)

رياضة

يُعتبر النجم الفرنسي لودوفيك جيولي من أبرز اللاعبين في تاريخ نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم، وقد حل اللاعب السابق لمنتخب الديوك ضيفا على "العربي الجديد".

الصورة
منتخب لبنان يبحث عن التعويض (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكد نجم منتخب لبنان لكرة القدم، حسن معتوق، أن التعادل الذي حسم المواجهة مع منتخب فلسطين في بداية تصفيات كأس العالم، كان منصفاً لمنتخب بلاده الذي واجه منافساً قوياً.

الصورة
Michael Regan/G/  James Gill

رياضة

حلّ لاعب مانشستر يونايتد السابق دوايت يورك ضيفاً على "العربي الجديد" حيث تحدّث عن استضافة الأحداث الكبرى بالمنطقة العربية ومواضيع أخرى، على غرار تجربته التدريبية، واللاعبين العربيين في نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي، حنبعل المجبري وسفيان أمرابط

الصورة
الحداوي واثق من نجاح المغرب في تنظيم المونديال (العربي الجديد/Getty)

رياضة

كشف مصطفى الحداوي، نجم منتخب المغرب في ثمانينيات القرن الماضي، عن سعادة الشعب المغربي بكامله والعرب والأفارقة بعد الفوز بشرف تنظيم كأس العالم 2030 بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال.

المساهمون