بلدة الزاب العراقية بعد "داعش": إعادة إعمار واحتفالات بالتحرير

كركوك

علي الحسيني

avata
علي الحسيني
27 سبتمبر 2017
FEE3D0E5-C502-42B6-A588-61DD3E41708D
+ الخط -
على بُعد 70 كيلومترا فقط إلى الجنوب من مدينة كركوك، تقع بلدة الزاب، التي حررتها القوات العراقية، مطلع الأسبوع الجاري، من قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي، بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام، تمكّن على إثرها الجيش من دخولها بدعم من المقاتلات الأميركية، ضمن جهود التحالف الدولي للحرب على الإرهاب.

الداخل إلى البلدة التي يشق نهر الزاب طريقه من بين منازلها يجدها أقل ضرراً بفعل المعارك، مقارنة بالمدن الأخرى، حيث إن الدمار لا يتجاوز أكثر من 30 في المائة في المدينة،
فالسوق ما زال عامراً بدكاكينه، إلا أن الأحياء السكنية القريبة منه تبدو وكأن زلزالا قد ضربها وهي الأكثر تضرراً.

"خلافة على منهاج النبوة"، شعارات "داعش" ويافطاته وقوانين الحسبة التي يصدرها معلقة على الجدران والمباني ما زالت شاخصة، بينما يسعى الجيش إلى إزالتها من كل مكان، إلا أنها كثيرة إلى درجة أن إزالتها تتطلب أياما عدة. بينما بدأ السكان في داخل المدينة بالاحتفال بتحررهم من خلال حلقٍ جماعي للّحى في الشوارع، تعبيراً منهم عن رفض أحكام "داعش".

وأكد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد جودت، أن "الشرطة الاتحادية والقوات المتجحفلة معها تمكنت من الدخول إلى بلدة الزاب، وعثر على مركز لتدريب عناصر داعش، ومبنى المكتب الإعلامي للتنظيم، وأكملنا مهام تحرير البلدة".

سكان البلدة لم يخرجوا وما زالوا فيها بعد إصدار الحكومة قراراً بإبقائهم في منازلهم وتقديم مساعدات لهم.

من جهته، قال المقدم في الجيش العراقي، أحمد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الأمنية عثرت على الموقع الرئيسي لتنظيم داعش، وفيه جميع الإصدارات الإعلامية له ورسائل ووثائق مهمة تركها التنظيم"، مبيناً أن "الأضرار قليلة في البنى التحتية، وأن الأهالي لم يخرجوا وأبقيناهم ولم نسجل نزوحا كبيرا حسب تعليمات القيادة العسكرية، التي طالبت بإبقاء الأهالي في المناطق المحررة، والتي تستوجب الإخلاء نقوم بإخلائهم إلى مواقع أخرى".

وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة للجيش العراقي، أمس الأول، عن تحرير بلدة الزاب بشكل كامل، مؤكدة أيضاً مقتل أكثر من 500 عنصر من التنظيم خلال المعارك ذاتها مع 63 قرية مجاورة لها.

وتحدث المواطن حامد عبيد، من سكان المدينة، لـ"العربي الجديد"، قائلاً "إننا لم نغادر منازلنا، فالوضع أفضل الآن، لكن ينقصنا الماء والكهرباء، وهو أفضل من الخيام بالتأكيد"، مضيفاً "الحمد لله مدينتنا أقل تضرراً".

ويعود تاريخ المدينة لأكثر من ألف عام، ووردت في كتب حضارات العراق القديمة على أنها محطة استراحة لأحد الملوك الآشوريين.

ويبلغ عدد سكان البلدة حالياً 56 ألف نسمة، ويعمل غالبية سكانها بمهنة الزراعة وتربية الماشية وصيد الأسماك، والبعض الآخر يعمل في المهن الحكومية، كالتعليم والمهن العسكرية كالجيش والشرطة والصحوات، وغالبية سكانها من العشائر العربية (الجبور – الجنابين - الجميلة – السبعاويين)، وفيها العديد من العشائر والمكونات التي اندمجت مع سكان المنطقة.

ذات صلة

الصورة
زعيم مليشيا "أنصار الله الأوفياء" حيدر الغراوي (إكس)

سياسة

أدرجت وزارة الخارجية الأميركية حركة "أنصار الله الأوفياء" العراقية وزعيمها حيدر الغراوي، على قائمة المنظمات والشخصيات الإرهابية.
الصورة
تواصل الاحتجاجات ضد "هيئة تحرير الشام"، 31/5/2024 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدن وبلدات في أرياف محافظتي إدلب وحلب الواقعة ضمن مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام احتجاجات ضد زعيمها أبو محمد الجولاني وجهازها الأمني
الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.