بلاغا "بحث وتحر" بحق صحافي وناشط في لبنان

بلاغا "بحث وتحر" بحق صحافي وناشط في لبنان

30 يونيو 2020
الناشط شربل الخوري (فيسبوك)
+ الخط -

تتنوّع أساليب الاعتداء على الصحافيين والناشطين في لبنان، وترتفع وتيرته في الفترة الأخيرة، حتى بات صارخاً. وبعد الاستدعاءات الأمنية والقضائية بسبب منشورات فيسبوكية، أعلن صحافي وناشط لبنانيان أنّه صدر بحقهما بلاغا بحث وتحرّ، بسبب كتاباتهما أيضاً.

وأعلن الناشط شربل خوري في منشور على صفحته عبر "فيسبوك" أنّه رغم ابتعاده عن منصات التواصل الاجتماعي وتقليص مشاركاته بسبب الإرهاق الذي يعانيه بسبب البلد، لكن "للأسف يبدو أن مخابرات الجيش لديهم رأي آخر إذ علمت منذ أسبوعين أنهم يسألون عن مكان سكني وعن أهلي وعن ميولهم السياسية، الأمر الذي أزعجني كثيراً وذكرني بأيام نظام البعث وأبو عبدو هنا في لبنان، واليوم علمت أن مخابرات الجيش أصدرت بلاغ بحث وتحرٍّ بحقي من دون استدعائي حتى على أي تحقيق، والسبب منشورات كتبتها عن الجيش بعد قتلهم فواز السمان في طرابلس شمال لبنان".
وقُتل السمان بالرصاص خلال مواجهات بين الجيش والمحتجين خلال التحركات الشعبية في طرابلس في إبريل/نيسان الماضي.
وأضاف خوري "أنا معرّض في أي لحظة للخطف من بيتي أو من الطريق ومعروف التعذيب الذي يتعرّض إليه الموقوفون في التحقيق. وأنا رسمياً هربان من وجه اللاعدالة".


واستنكر عدد من الصحافيين والناشطين ما حصل مع خوري في خطوة ليست الأولى من نوعها تجاهه بشكل خاص، فقد تعرّض سابقاً للتوقيف بقرارٍ من النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون في فبراير/شباط الماضي على خلفية منشور على "تويتر" تضمّن شتيمة بعدما تمّ استدعاؤه للاستجواب. كما أصدرت القاضية نفسها في يوليو/تموز 2018 قراراً بتوقيف خوري بسبب منشور سخر فيه من "أعجوبة" نسبت للقديس مار شربل، فأصدرت القاضية غادة عون حكماً بحقه يقضي بإغلاق حسابه على موقع "فيسبوك" وتوقيعه تعهداً بعدم التعرض إلى أي دين.
بدورها، غرّدت سكرتيرة التحرير في موقع "درج" الإخباري، الصحافية ديانا مقلد على حسابها عبر "تويتر"، حيث كتبت: "يبدو أن مخابرات الجيش تريد زيادة رصيدها التعسفي والأمني من خلال ترهيب وتخويف من ينتقد. كل الدعم والحب لشربل وكل من يتعرضون للملاحقة بسبب آرائهم فيما المجرمون والسارقون ينعمون بالحماية والحصانة".


من جهته، أعلن رئيس تحرير موقع Vdlnews جورج غرة، أمس الاثنين، في منشور على صفحته عبر "فيسبوك" أنّه "منذ أسبوعين اتصل بي مؤهل أول من المباحث الجنائية طلب مني المثول أمامه يوم الجمعة الماضي بشكوى من مدير عام وزارة المالية آلان بيفاني المستقيل حديثاً"، مضيفاً، "بلغت المؤهل أني صحافي ومنتسب لنقابة المحررين ولا أمثل إلا أمام قاضي التحقيق أو محكمة المطبوعات. واليوم علمت بصدور بلاغ بحث وتحرٍ بحقي وأصبحت مطلوباً بسبب مقال نشرته على الموقع ويتناول المدير العام وممارساته". وسأل غرة "هل يعلم المدير العام أن الشكوى تكون في محكمة المطبوعات إذا كانت مرفوعة بوجه صحافي؟ وكيف يمكن للمدعي العام أن يصدر بلاغ بحث وتحر بحق صحافي لأنه نشر مقالاً استند فيه إلى معلومات ومعطيات موثوقة؟". وقال: "هذا بلد الحريات وصل إلى حد ملاحقة صحافيين بسبب مقال صحافي ولا نزال ننتظر كشف الحسابات ورفع السرية الصرفية".
وأجرت وزيرة العدل ماري كلود نجم اتصالاً هاتفياً بالنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات للاستيضاح منه حول الخبر المتداول عن تسطير بلاغ بحث وتحري بحق غرة فتبلغت من القاضي عويدات أن الخبر عار من الصحة و"ليس هناك بلاغات بحث وتحر في قضايا المطبوعات".

المساهمون