بريطانيا مشغولة بعصابة منظّمة لسرقة الوقود

22 ابريل 2014
خلال تحرك سابق ضد انشاء انابيب نفط (getty)
+ الخط -
تتصاعد في بريطانيا موجة سرقة الوقود منذ سنوات، إلى أن وصلت الأسبوع الماضي إلى اكتشاف عملية سرقة ضخمة، تطال أنبوب نفط في منطقة “هامبشير”، جنوب بريطانيا، يعود إلى شركة "إكسون موبيل".
وخلال الأسبوع الماضي وحتى اليوم الثلاثاء، تتفاعل قضية السرقة في الصحف المحلية وبين القاطنين في المنطقة التي يقع فيها الأنبوب النفطي.
وتعددت الآراء بين من يشير إلى جرأة السارقين في ظل ارتفاع كبير لأسعار الوقود في المملكة المتحدة، وبين من يدين هذا العمل معتبراً أنه جرم لا يمكن السكوت عنه، وبين عدد كبير من السكان الذين يتخوفون من تأثير تسرب النفط من الأنابيب على صحتهم وحياتهم.
أما قيمة المسروقات، فهي بحسب الشرطة المحلية تصل إلى حوالي 70 ألف دولار .

إغلاق خطوط الأنابيب

وقد أعلنت وكالة "رويترز" مساء أمس الإثنين، نقلاً عن بيان "اكسون موبيل"، انها أغلقت أحد خطوطها الرئيسة لانابيب الوقود في بريطانيا في اعقاب تقرير عن قيام لصوص بخرقه وسرقة آلاف اللترات من الوقود.

وذكرت صحيفة "دايلي ايكو" اليومية التي تصدر في "هامبشير" في موقعها على الانترنت أنّ الشرطة القت القبض على رجلين فيما يتصل بسرقة أكثر من 30 ألف لتر من وقود الديزل من خط الأنابيب.
وتبلغ القيمة السوقية لتلك الكمية بحوالي 41 ألف جنيه استرليني (70 ألف دولار).

وقالت إكسون -المعروفة في بريطانيا باسم إسو- :إنها تساعد شرطة "هامبشير" في تحقيقاتها بعد اكتشاف مخزن للوقود في منطقة "رومسي" وان المؤشرات تشير إلى أنّ الوقود ربما جاء من خط أنابيبها.

وقالت الصحيفة: إنّ الشرطة تحرس الموقع الذي من المعتقد أنّ اللصوص خرقوا فيه خط الأنابيب الذي يبلغ قطره 14 بوصة في وست ويلو في "هامبشير".
واضافت نقلاً عن الشرطة أنّ الوقود مخزن في مكان آمن وأنّ مهندسين من المصفاة يعملون على استعادته.

مؤامرة متطورة

وأكدت الصحف البريطانية ومنها "الجارديان" أنّه تم القبض على السارقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 32 و 34، في منطقة  "سالزبوري" بتهمة الإشتباه بالتآمر على سرقة الوقود من "إسو".

في حين أعلنت صحيفة "ديلي إيكو "عن إجراء تحقيق شامل في ما وصفته بـ "المؤامرة المتطورة" لسرقة الديزل.

وقد تواجدت وكالة البيئة البريطانية في موقع الأنابيب لتقييم المخاطر على سكان المنطقة وعلى المحيط البيئي، من جراء الإمدادات اللازمة للسرقة التي لا تتمتع بالشروط الصحية.

وتشرح الصحيفة أنّ خط الأنابيب هذا، هو واحد من عشرة خطوط أنابيب تحت الأرض في بريطانيا التي تزود المناطق البريطانية بالوقود بما في ذلك الغاز والديزل والبنزين ، إضافة إلى وقود الطائرات.

أما رد فعل سكان المنطقة فقد كان متفاوتاً. إذ أنّ البعض تحدث عن جرأة السارقين، في حين تخوف الكثيرون من العواقب القاتلة المحتملة بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون ويعملون في مكان قريب من الأنبوب.

 قصة ليست جديدة

وفي حين ذكرت صحيفة "دايلي إيكو" أنّ "سرقة الوقود من خطوط الأنابيب شيء نادر نسبياً في بريطانيا رغم أنّه يمثل مشكلة مهمة في دول مثل نيجيريا حيث تشير تقديرات إلى انّه يكلف الحكومة ما يصل إلى مليار دولار شهرياً ".

تؤكد تقارير موجودة في أرشيف الجريدة نفسها إلى أنّ عمليات سرقة الوقود قد استفحلت منذ العام 2008 في بريطانيا.
وتزامنت هذه العمليات مع ارتفاع أسعار الوقود ما دفع عدد كبير من المحتجين البريطانيين إلى الشارع. ومن بينهم المزارعين في المنطقة التي يقع فيها الأنبوب، أي في "هامبشير".  

ففي العام 2008، تم تنظيم عدد من التحركات في المناطق البريطانية ضد ارتفاع أسعار الوقود، في حين أغلق مزارعو "هامبشير" الطرقات بجراراتهم الزراعية لتسليط الضوء على تأثير ارتفاع أسعار البنزين على مصدر رزقهم.

كذلك، انتشرت على مدى الأعوام الماضية ظاهرة سرقة لوحات السيارات، بهدف سرقة البنزين. بحيث كان السارقون يضعون لوحة مسروقة ويقومون بتعبأة خزاناتهم من محطات الوقود، ومن ثم ينطلقون بسياراتهم من دون دفع فاتورة الوقود.

 

 

المساهمون