بريطانيا تترقّب مناظرة بين ماي وكوربن بشأن "بريكست"

28 نوفمبر 2018
تقام المناظرة قبيل يومين من تصويت البرلمان (نيكلاس هلائين/Getty)
+ الخط -
تترقّب بريطانيا، الأحد في 9 ديسمبر/كانون الأول المقبل، مناظرة تلفزيونية بين زعيمي أكبر حزبين؛ "المحافظين" برئاسة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، و"العمال" المعارض برئاسة جيريمي كوربن، ستركّز بشكل أساسي على اتفاق "بريكست" بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وانضم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، إلى الأصوات المطالبة بمشاركة آخرين في المناظرة، قائلاً إنّ المناظرة يجب أن تشمل "شخصاً يؤمن بـ بريكست"، معرباً عن اعتقاد بأنّ إجراءها بين ماي وكوربن "أمر مضلل، لأنّ كليهما دعما صفقات لا تعيد السيطرة لبريطانيا"، بحسب قوله.

وتأتي المناظرة التلفزيونية، قبيل إجراء مجلس العموم البريطاني، في 11 ديسمبر/كانون الأول، تصويتاً برلمانياً على اتفاق "بريكست" الذي أقرّه الاتحاد الأوروبي مع بريطانيا، خلال قمته في بروكسل، الأحد الماضي.

وكانت رئاسة الوزراء قد رفضت توسيع مدى النقاش، متعذرة بأنّ الدعوة أُرسلت فقط إلى كوربن، ولا رغبة حالية في دعوة جونسون. ولا تزال أطر النقاش غير واضحة، وينتظر أن تحددها المحطة التلفزيونية التي ستستضيف المناظرة.

وبينما تعد هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، مرشحة بقوة لاستضافة المناظرة، قد تسعى إدراتها التحريرية لاستضافة أشخاص آخرين فيها، نظراً لأنّ كلاً من ماي وكوربن صوّتا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء الذي جرى في يونيو/حزيران عام 2016، إلا أنّ حطوات أخرى قد تكون أكثر ليونة في التعامل مع الموضوع، لضمان حقوق البث.

ويفضّل حزب "العمال" أن تجري المناظرة، على شاشة "آي تي في"، في فترة تكون فيها أعداد المتابعين في أعلى مستوياتها، وقبل يومين من الموعد المقرر للتصويت على اتفاق "بريكست"، في مجلس العموم.

وتفاوض رئاسة الوزراء وحزب "العمال"، عدداً من المحطات التلفزيونية؛ هي: "آي تي في" و"بي بي سي" و"سكاي"، لبث المناظرة التي ستمتد لساعة كاملة مباشرة على الهواء.

وامتدح جونسون فكرة إجراء المناظرة؛ "لأنّها مفيدة جداً للديمقراطية"، ولكنّه انتقد الخطط الحالية لها، وقال إنّه "بدلاً من توسيع مدى النقاش، تقوم هذه المناظرة بتضييقه من خلال طرح خيار خاطئ بين خطة ماي الفاشلة، ومقترحات كوربن الغامضة، وليس أي منهما بريكست."

وأضاف جونسون، في تغريدات على "تويتر"، "يجب أن يشمل أي حوار شخصاً مؤمناً ببريكست، وأن يستعيد البريطانيون السيطرة على قوانينهم، بدلاً من منحها للاتحاد الأوروبي كما تقترح خطة رئيسة الوزراء".


ويعتزم حزب "العمال" برئاسة كوربن، وكذلك مؤيدو "بريكست" المتشددون من معسكر ماي المحافظ بالإضافة إلى حليفها الصغير "الحزب الوحدوي الديمقراطي" الأيرلندي الشمالي، التصويت ضد اتفاق رئيسة الوزراء بشأن "بريكست"، متجاوزين بذلك غالبية ماي المؤلفة من حوالي عشرة مقاعد.

وأكد ديفيد ليدينغتون، نائب ماي، أنّ رئاسة الوزراء "لن توجه الدعوة إلى جونسون أو غيره من القادة السياسيين"، نافياً بذلك إمكانية حضور نيكولا ستورجون زعيمة "الحزب القومي" الاسكتلندي، أو أرلين فوستر زعيمة "الحزب الوحدوي الديمقراطي"، مشدداً على أنّ المناظرة يجب أن تكون "بين أكبر حزبين في ويستمنستر."

وأضاف ليدينغتون أنّه "هناك خيار من اثنين: هل تقبل بالصفقة المطروحة على الطاولة أو ترفضها، وأعتقد بوجود رؤية واضحة حيال وجود ممثلين، واحد لكل طرف من أطراف المناظرة".


وكانت ماي قد استغلت مقابلة أجرتها مع صحيفة "ذا صن"، لتؤكد أخباراً تناقلتها الدوائر الإعلامية البريطانية، الأسبوع الماضي، عن نيتها دعوة كوربن لمناظرة حية حول اتفاق "بريكست".

وقالت ماي، للصحيفة البريطانية، "إن شكل المناظرة، بحال قبِل كوربن، سيعود لإدارة المحطة. ما أعتقد أنّه ضروري أن يتكّمن المشاهدون من استيعاب القضايا المحيطة بهذه الخطة. إنني مستعدة للمواجهة وشرح أسباب اعتقادي أنّه الاتفاق الأفضل المتاح أمام المملكة المتحدة".

وتقوم ماي، اليوم الأربعاء، بزيارة اسكتلندا، للترويج لاتفاق "بريكست"، وسط تداعي الأطراف السياسية البريطانية، للتحضير لليوم التالي لرفض صفقتها في البرلمان.

وبينما يدعم عدد من وزراء حكومة ماي، النموذج النرويجي للخروج من الاتحاد الأوروبي، يرغب حزب "العمال" في علاقة قريبة من الاتحاد، وعضوية في اتحاد جمركي ما، إلا أنّ النموذج المقترح يقف دون عضوية النرويج في السوق الأوروبية المشتركة، والاتحاد الجمركي الأوروبيين. أما متشددو "بريكست" فيأملون أن يؤدي فشل تمرير الاتفاق في مجلس العموم، إلى ظهور بديل يميل نحو صفقة تجارة حرة مع الكتلة الأوروبية.

المساهمون