بريطانيا: الخلافات الحزبية تعصف بمؤتمر "العمال" السنوي

بريطانيا: الخلافات الحزبية تعصف بمؤتمر "العمال" السنوي

23 سبتمبر 2019
يريد كوربن تأجيل موعد التصويت على الموقف من "بريكست"(Getty)
+ الخط -

يتجه زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن نحو صدام مع قواعد حزب "العمال" حول المسار الذي يجب أن يسلكه الحزب خلال المؤتمر السنوي العام المقام في مدينة برايتون في الجنوب البريطاني.
وسيشهد اليوم، الاثنين، تصويتاً حاسماً حول موقف الحزب من "بريكست"، وذلك بعدما تقدمت عدة مجموعات حزبية بطلب التصويت لتبني قرار حزبي يجعل من موقف "العمال" الرسمي معارضاً لـ"بريكست" ومؤيداً للبقاء في الاتحاد الأوروبي، في تحدٍّ لسياسة "الحياد" التي يريد كوربن تبنيها.
وكان المؤتمر العمالي قد شهد انقسامات حادة خلال اليومين الماضيين، بعدما حاول أنصار حركة "مومينتوم" التخلص من منصب نائب زعيم الحزب، والذي يشغله حالياً طوم واطسون، المعارض لغموض كوربن حول "بريكست"، والمؤيد للبقاء في الاتحاد.

ودفعت تلك الخطوة، والتي اعتُبرت "انقلابية"، بنواب "العمال" من الجناح الوسطي إلى الخوض بجدية باحتمال سحب الثقة من جيريمي كوربن، وخوض انتخابات زعامة حزبية جديدة؛ إلا أن كوربن تدخل لحل الخلاف وسحب طلب التصويت الذي تقدمت به "مومينتوم".

ويريد كوربن تأجيل موعد التصويت الحزبي على موقف "العمال" من "بريكست" إلى مؤتمر خاص يُعقد بعد الانتخابات العامة. فزعيم "العمال" يرى أن السيناريو الأفضل يكون في سعي الحزب لصفقة "بريكست" عمالية، ومن ثم طرحها على استفتاء ثانٍ، مقابل خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي. ويرفض كوربن تحديد موقف مسبق بدعم أحد الخيارين في الاستفتاء الثاني. كما يعتقد، في تصريحات لـ"بي بي سي"، أن "بريكست" قد يكون الخيار الأفضل لبريطانيا في حال تم التوصل لاتفاق مناسب.

وتبنت اللجنة الوطنية التنفيذية للحزب مقترح كوربن بدعم 16 صوتاً مقابل 10 أصوات، وذلك من خلال تصويت تم عن طريق البريد الإلكتروني بدلاً من الاجتماع الرسمي. إلا أن هذا الموقف من زعامة الحزب أثار غضب مؤيدي الاتحاد الأوروبي في صفوف "العمال"، الذين يشكلون أغلبية قواعده. وبعد اجتماع مطول، مساء الأحد، أيّدت نحو خمسين مجموعة حزبية فقرة سيتم التصويت عليها اليوم، تطالب الحزب بتبني موقف مؤيد للبقاء في الاتحاد الأوروبي، بينما تقدمت 8 مجموعات بمقترح قريب من موقف كوربن.


وسيكون التصويت العمالي اليوم على المقترحين الاثنين من قبل مفوضي الحزب، بالإضافة إلى قرار اللجنة التنفيذية، وهو ما قد يؤدي إلى تبني الحزب رسمياً لمواقف متناقضة في حال تبني أكثر من مقترح. وبينما يحظى كوربن بدعم أعضاء الحزب، يشكل اختلافه معهم حول الموقف من "بريكست" نقطة صدام قد ينتج عنها تمرد على خط قيادة الحزب، وإلزامه بتبني معارضة "بريكست" في البرنامج الانتخابي المقبل.

وعلّقت إيميلي ثورنبيري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل العمالية، على التطورات في اليومين الماضيين بالقول إن "العمال" يقع الآن بين فكي كماشة، وستستمر في محاولة تحطيمه، ما لم يختر موقفاً واضحاً من "بريكست" قبل الانتخابات العامة. وثورنبيري، التي تدعم خيار البقاء في الاتحاد، تصر على ضرورة تصويت النشطاء الحزبيين خلال المؤتمر المنعقد على تبني معارضة "بريكست"، وليس في مؤتمر خاص لاحق كما يريد كوربن.

ويخشى قياديو "العمال" من نزيف الأصوات المؤيدة للاتحاد الأوروبي، والتي تتحول نحو دعم الديمقراطيين الليبراليين. وكان الأخير قد تبنى في مؤتمره السنوي الأسبوع الماضي قراراً بأن يكون إلغاء "بريكست" على برنامجه الانتخابي.
ولكن لين مكلاسكي، وهو من أشهر القيادات النقابية ومن داعمي كوربن، يرى في التطورات الأخيرة "اختبار ولاء" لزعامة الحزب. ويصرّ على أن قيادة "العمال" يجب أن تصطف جميعها خلف جيريمي كوربن أو "التنحي".

وكانت مسألة الموقف من "بريكست" قد دفعت أندرو فيشر، أكبر مستشاري كوربن، للاستقالة من منصبه. واتهم فيشر، والذي يُعدّ من مهندسي النجاح العمالي في انتخابات 2017، في رسالة استقالته، فريق كوربن بأنه يفتقر "للمهنية والكفاءة واللباقة". وأكد أن سعي "العمال" لإرضاء الجانبين حول "بريكست" سيؤدي إلى الفشل الانتخابي.

وإلى ذلك، ينعكس تردّد كوربن على دعم البريطانيين له، حيث كشف استطلاع للرأي أجرته "يوغوف" أن 54 في المائة من ناخبي "العمال" عام 2017 يرغبون في استقالته، وهي نسبة تصل إلى 58 في المائة بين البريطانيين.