برشلونة وثورة "الميركاتو": أكثر من مجرد أبيدال

برشلونة وثورة "الميركاتو": أكثر من مجرد أبيدال

16 اغسطس 2018
أبيدال قدم عملاً كبيراً حتى الآن (Getty)
+ الخط -
عاد أبيدال إلى برشلونة من جديد وهذه المرة في منصب إداري. لم يتأخر كثيراً من أجل إثبات أن عودته إلى النادي "الكتالوني" لن تكون مجرد نزهة، فهو من اليوم الأول بدأ العمل المكثف بغية إحداث التغييرات في الفريق. حتى أن الصحف الرياضية العالمية تحدثت عنه كثيراً وعن طريقة عمله وأن هاتفه لا يهدأ طوال وجوده في مركز تدريبات برشلونة وخصوصاً في فترة سوق الانتقالات الصيفية الحالية.


مقاتل كتالوني
من يعرف أبيدال وتابعه طوال سنوات وجوده مع فريق برشلونة يعرف جيداً أنه كان من بين أفضل المدافعين في النادي "الكتالوني". لاعب يُقاتل على كل كرة ولا يترك الفراغات أمام الخصم، وعندما يدخل في صراع ثنائي على الكرة مع منافسه نادراً ما يخسر في نهاية المطاف.

أبيدال الذي اعتزل كرة القدم في عام 2014، مثّل برشلونة بين أعوام 2007 و2013 وخاض بقميص "البلاوغرانا" 125 مباراة في مختلف المسابقات المحلية والأوروبية. سجل أبيدال هدفين مع برشلونة وصنع الكثير خلال مسيرته. تُوج أبيدال بلقب الدوري أربع مرات، الكأس مرتين، "السوبر" الإسباني ثلاث مرات، دوري أبطال أوروبا مرتين، "السوبر" الأوروبي مرتين، لقب مونديال الأندية مرتين.

في عام 2011، أعلن برشلونة عن أن أبيدال مُصاب بمرض السرطان، عانى أبيدال كثيراً خلال هذه الفترة وابتعد عن الملاعب ولم يرتدِ قميص النادي "الكتالوني" كثيراً. في عام 2012، كشف برشلونة عن عودة أبيدال وشفائه من المرض. وفي السادس من شهر إبريل/نيسان من العام نفسه دخل بديلاً لبيكيه في المباراة أمام مايوركا وسط استقبال جماهيري ضخم له بعد معاناة كبيرة خرج منها بطلاً وأثبت أنه مقاتل كتالوني لا يستسلم بسهولة.

القلب يصنع العجب
بعد معاناة أبيدال مع المرض والانتصار في نهاية المطاف، أصبح أبيدال على يقين من أن القلب المقاتل هو الذي يصنع كل شيء في هذه الحياة. ووفقاً لأبيدال وتصريحاته أمام الصحافيين في فترات سابقة، فإن العمل بقلب أبيض هو الذي يُغير كل شيء.

في عام 2017، وخلال وجود أبيدال مع بعثة فريق أساطير برشلونة في مدينة بيروت للمشاركة في مباراة تجمع بين أساطير ريال مدريد والنادي "الكتالوني"، سأله مراسل "العربي الجديد" آنذاك عما إذا كان يُفكر في العمل كمدرب أو الحصول على منصب إداري في فريق كرة قدم، فكان جواب أبيدال المقتضب: "إذا أردت أن أعمل يوماً ما من أجل كرة القدم، فعلي أن أعمل بقلبي أولاً، فالقلب دائماً ما يُقدم الأفضل".

ربما هذا التصريح يختصر الكثير من الأمور التي حدثت أخيراً مع أبيدال منذ تعيينه مديرا للنادي خلفاً لروبيرتو فيرنانديز. أثبت أبيدال منذ توليه هذه المهمة في النادي "الكتالوني" أنه الرجل القادر على تغيير الأمور نحو الأفضل ومنح الفريق القوة التي يحتاجها من خلال إبرام صفقات قوية تصنع الفارق على أرض الملعب.

وفعلاً فإن ما حصل مع برشلونة في سوق الانتقالات حتى الآن يؤكد أن خطة أبيدال وطريقة عمله واضحة وذكية جداً، خصوصاً في طريقة التعامل مع الصفقات وفقاً لحاجة الفريق في كل مركز. باع برشلونة عدة لاعبين، وأبرزهم ييري مينا، الذي حقق فيه ربحاً مادياً كبيراً، حيثُ اشتراه في الشتاء الماضي مقابل 12 مليون يورو وبعد أشهر قليلة باعه بـ30 مليون يورو.

والمثير أن أرباح النادي "الكتالوني" من اللاعبين الذين باعهم وصلت إلى حوالي 124.5 مليون يورو، في المقابل أنفق الفريق مبلغ 126.5 مليونا على أربع صفقات جديدة وضم كلا من آرثر ميلو وكليمنت لينغليت ومالكوم دي أوليفيرا وأرتورو فيدال.

أبيدال رجل يعمل بقلبه أولاً ويُفكر في مصلحة الفريق. رجل لا يُحب الشهرة والظهور الإعلامي كثيراً، بل يترك نجاحه يتحدث عنه قبل أي شيء. وربما طريقة تعامل أبيدال خلال فترة سوق الانتقالات الصيفية وصناعته لصفقات مُميزة رتبت الأوراق داخل البيت "الكتالوني" بعد الفوضى الكبيرة التي حصلت في الصيف الفائت وخصوصاً في صفقة النجم البرازيلي فيليب كوتينيو.



ففي صيف 2017، تعرضت إدارة برشلونة وعلى رأسها الرئيس بارتوميو، لانتقادات كبيرة بسبب طريقة العمل خلال سوق الانتقالات الصيفية ورفض معظم الأندية بيع اللاعبين للنادي. حتى أن الصحف الرياضية العالمية تحدثت عن فوضى كبيرة في برشلونة والتي وصلت إلى حدود مطالبة البعض بتنحي الرئيس بارتوميو، وربما أنقذت صفقة المهاجم الفرنسي عثمان ديمبيلي رأسه قبل نهاية السوق بأيام قليلة.

لكن أبيدال وبفضل عمله والمجهود الذي صنعه حتى الآن، أعاد ترتيب الأوراق من جديد وبدأ النادي "الكتالوني" يستعيد عافيته، والنجاح المالي في سوق الانتقالات الصيفية يؤكد ذلك، خصوصاً أن الفريق يبحث عن حل لمشكلة أجور اللاعبين ويريد تخفيض الأعباء على خزينة النادي بعد سنوات من الضغط المالي الكبير الذي سبب مشاكل كبيرة للنادي في ظل وجود أسماء كبيرة، وخصوصاً ليونيل ميسي الذي يتخطى راتبه الحالي الـ30 مليون يورو منفرداً.

أبيدال رجل يعمل بقلبه، والبداية تؤكد أن النهاية ستكون سعيدة والمستقبل يبدو أفضل مع وجود أحد رجال الجيل الذهبي الذي صنع التاريخ بين سنوات 2006 و2012 وخصوصاً تحت قيادة المدرب الإسباني بيب غوارديولا. أبيدال عاد إلى بيته وعينه على بناء فريق عملاق يُحقق جميع الألقاب المحلية والأوروبية.

المساهمون