برزاني في أنقرة: محادثات حول الأمن والطاقة
التقى رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، اليوم الإثنين، بالمسؤولين الأتراك، خلال زيارته إلى أنقرة، لبحث التطورات السياسية في العراق في ظل تعثر التوافق على استبدال رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي، واستمرار سيطرة الفصائل المسلحة على مناطق في البلاد. يضاف إلى ذلك مساعي الأكراد لاستغلال هذه التغييرات لصالحهم.
والتقى برزاني كلاً من الرئيس التركي، عبد الله غل، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب إردوغان، اليوم الاثنين. واستمر اللقاء المغلق بين برزاني وإردوغان، نحو ساعة ونصف الساعة، في مقر الحكومة في أنقرة.
وحضر اللقاء عن الطرف التركي كلّ من وزيري الخارجية، أحمد داوود أوغلو، والداخلية، إفكان آلا، ومستشار السياسة الخارجية في رئاسة الوزراء، إبراهيم قالن، إضافة إلى رئيس ديوان رئاسة الوزراء العراقية، فؤاد حسين، ووزير الداخلية، كريم سنجاري. وعن الطرف الكردي كل من نائب رئيس حكومة الإقليم، قوباد طالباني، ووزيري الثروات والموارد الطبيعية، آشتي هورامي، والمالية، ريباز محمد، والمتحدث باسم الحكومة، سفين دزئي.
وفي أيار/مايو، بدأت تركيا بتصدير النفط الآتي من كردستان العراق إلى الأسواق العالمية رغم عدم رضى الحكومة المركزية في بغداد.
ويأتي اللقاء التركي ـ الكردي على خلفية التطورات الأمنية والسياسية التي يشهدها العراق، ووسط إجراءات تتخذها حكومة الإقليم الكردي، الذي يتمتع باستقلال ذاتي، تتعلق بانتشار قوات من وحدات الحماية الكردية "البشمركة"، في محافظة كركوك الغنية بالنفط، والمتنازع عليها بين الحكومة العراقية في بغداد وإدارة الإقليم. كما تأتي الزيارة بعد وقت قصير من دعوة برزاني نواب اقليم كردستان للاستعداد إلى اجراء استفتاء على انفصال الاقليم.
وهي التطورات التي أثارت حرباً إعلامية بين المسؤولين الأكراد من جهة، ورئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته من جهة أخرى.
وقالت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، إن المباحثات أكدت على الحاجة لبداية سياسية جديدة، من أجل تحقيق الاستقرار في العراق.
من جهته، أفاد مسؤول تركي لوكالة "فرانس برس" بـ"أن هذه الزيارة التي تأتي في وقت يضغط فيه المالكي على الأكراد، تعد رسالة هامة جداً". وأضاف "ينبغي أن لا يتوقع أحد كلاماً مناهضاً من قبلنا (حول استقلال الاكراد) كما فعلنا في الماضي". وتابع المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، "لا نزال ضد فكرة كردستان مستقلة. لكن إن لم يتغير موقفنا فإن خطابنا قد تغير".
وكان المالكي قد اتهم الأربعاء الماضي، أربيل بأنها أصبحت "مقراً لعمليات تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق" (داعش) والقاعدة والبعث والارهابيين". وأكد أن بغداد لن تسكت عن سيطرة الاكراد على مناطق متنازع عليها دخلتها القوات الكردية بعدما غادرها الجيش. وردت رئاسة كردستان بحدة على أن "أربيل ليست مكاناً لـ"داعش" وأمثاله"، فضلاً عن سحب الوزراء الأكراد من الحكومة وتوجيه انتقادات حادة للمالكي.
وإلى جانب المباحثات السياسية، حضرت ملفات الطاقة، إذ انضم وزير الطاقة التركي، تانر يلديز، إلى محادثات إردوغان مع الوفد الكردي الذي ضم وزير الثروات الطبيعية في حكومة كردستان.
يذكر أن زيارة برزاني لأنقرة تأتي بعد أقل من شهر على زيارة قام بها رئيس حكومة الإقليم، نيجيرفان بارزاني، إلى تركيا، إذ أجرى مباحثات مع مسؤولين أتراك حول التعاون في مجال النفط، والأزمة العراقية، إضافة إلى أمن التركمان العراقيين.
