عاشت جماهير باريس سان جيرمان أسبوعاً صعباً للغاية، على كافة الصعد؛ فمنذ إصابة النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا بكسرٍ في مشط القدم، وخضوعه لعملية جراحية ستبعده عن الملاعب لعدة أشهر، حاول الجميع الوقوف خلف فريقهم الذي خسر أمام ريال مدريد في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، بنتيجة 3-1 على ملعب سانتياغو برنابيو.
أملت الجماهير خيراً بالعودة في النتيجة أمام الميرنغي في ملعب "حديقة الأمراء"، لكن الرياح جاءت بعكس ما اشتهت سفن الباريسيين، حين خسروا، وظهروا بمستوى متوسط، حتى أن قلة الحماسة كانت بادية في أداء اللاعبين، على الرغم من رسائل الدعم والحملات التي قام بها المناصرون والتشجيع المتواصل.
وبعد انتهاء المباراة، عادت الجماهير للمطالبة برحيل المدرب أوناي إيمري، الذي حمّله كثرٌ مسؤولية وداع مسابقة دوري أبطال أوروبا، وذلك بسبب التبديلات التي قام بها في الذهاب وعدم تعامله بشكل جيد في الإياب، بالرغم من أن الريال كان بدون أهم عنصرين في خط الوسط، الكرواتي لوكا مودريتش وكذلك الألماني توني كروس.
ورأى كثرٌ أن تبديل إيمري مع نهاية الموسم الحالي أولوية لا بدّ منها، على الرغم من أنه ليس هناك أي حديث عن إقالة، لكن باعتراف الجميع فإن إيمري ليس الرجل المناسب للنادي الباريسي، صاحب الطموحات الكبيرة في حصد لقب دوري أبطال أوروبا، فمن أبرز الأسماء المطروحة لخلافته مستقبلاً؟
أنطونيو كونتي
المدرب الإيطالي المميز لا يعيش فترة جيدة في نادي تشلسي الإنكليزي، وهو لا يبدو سعيداً في مهمته، خصوصاً أن الحماسة التي كان يعطيها للاعبين في الموسم الماضي اختفت حالياً بنسبة كبيرة.
وقد يكون كونتي أحد أبرز الأسماء التي ستشرف على سان جيرمان في الموسم المقبل، إذ كان قد انتقد الإدارة علناً، وهو ليس على وفاق مع رئيس النادي الروسي رومان أبراموفيتش، مع العلم أن نادي ميلان مهتم بشكل كبير في ضمه على الرغم من أن جينارو غاتوزو يقدم مستوى طيباً حالياً، ما أكسبه ثقة ومحبة الجماهير أكثر، إضافة إلى أن منصب مدرب منتخب إيطاليا لا يزال شاغراً منذ إقالة جيامبييرو فينتوار عقب الفشل في التأهل لمونديال روسيا 2018.
لويس إنريكي
أكد المدرب الإسباني لويس إنريكي أنه مدربٌ مميز وقادرٌ على تحقيق الألقاب والسيطرة على غرف الملابس مهما كانت الأسماء المتواجدة داخلها، وذلك بعدما أظهر قدرة كبيرة في نادي برشلونة الذي توج معه بعدة ألقاب، منها دوري أبطال أوروبا في موسم 2014-2015 وبطولات أخرى محلية وأوروبية.
ولا يرتبط إنريكي في الوقت الحالي بأي عقد، وهو سيكون متاحاً للإدارة الفرنسية لخبرته الكبيرة في عالم التدريب، وكذلك لتعامله مع نجوم أمثال ليونيل ميسي ولويس سواريز وأندريس إنييستا إضافة إلى نيمار الذي سيكون عنصراً مهماً بالنسبة له في حال وصوله. يُذكر أن إنريكي تسبب في خروج سان جيرمان الموسم الماضي من مسابقة دوري الأبطال في دور الـ16، إذ انتصر الفريق الفرنسي على أرضه ذهاباً بنتيجة 4-0 ليعود ويقوم بريمونتادا تاريخية في الكامب نو بفوزه 6-1.
ماسيمليانو أليغري
أكد المدرب الإيطالي أنه يمتلك الكثير من الأمور ليقدمها في عالم كرة القدم، صحيحٌ أن بعض جماهير يوفنتوس لا تقف إلى جانبه وتراه غير قادرٍ على تحقيق طموحها، لكن هناك قسم آخر يؤمن بقدرته على تحقيق البطولات، وهو قد يغادر السيدة العجوز في نهاية الموسم الحالي، وبالتالي هذا الأمر قد يفتح أمامه باب خوض تجربة جديدة في مسيرته.
ولكن المشكلة في أليغري ربما هي كثرة مشاكله مع النجوم على الرغم من أن شيئاً لم يُكشف منها في العلن، نذكر منها ما حصل بينه وبين الأرجنتيني باولو ديبالا حين تم استبداله.
زين الدين زيدان
تسبب زيدان في خروج باريس سان جيرمان من دوري الأبطال هذا العام، لكن ذلك لا يمنع من أن يصبح مدرباً للفريق في العام المقبل، لكن احتمالات تركه لريال مدريد تبدو مستبعدة للغاية، إذ قاد النادي الملكي لتحقيق الكثير من الألقاب، إضافة إلى أن البعض يرجح توليه منصب المدير الفني للمنتخب الفرنسي بعد كأس العالم وإمكانية رحيل ديديه ديشامب في حال فشل الأخير بتحقيق الهدف المنشود.
كارلو أنشيلوتي
تسبب باريس سان جيرمان بشكل كبير في الإطاحة بالإيطالي كارلو أنشيلوتي من تدريب نادي بايرن ميونخ الألماني هذا الموسم حين تلقى أمامه هزيمة كبيرة في دور المجموعات، لكن ذلك لا يمنع عودة كارلو من جديد للإشراف على النادي الفرنسي الذي عمل معه في وقت لاحق، وتسعى الإدارة إلى ضم مدرب خبير في دوري الأبطال، ولن يكون هناك أفضل من أنشيلوتي لتحقيق ذلك، خاصة أن الأسماء المتواجدة حالياً أفضل من تلك التي كانت في الحقبة الأولى.
ماوريسيو بوتشيتينو
يُعتبر الأرجنتيني في الوقت الحالي أحد أبرز المدربين في العالم، وذلك بعدما استطاع أن يصنع من نادي توتنهام هوتسبر فريقاً منافساً على الصعيد المحلي والأوروبي وطور مستوى أكثر من لاعب، على غرار ديلي آلي وكريستيان إريكسن وحتى ديمبيلي الذي ظهرت قدراته معه بشكلٍ كبير.
وطُرح اسم بوتشيتينو لتدريب ريال مدريد، كذلك في حال رحيل زيدان للإشراف على منتخب فرنسا، بالتالي فإن المنافسة على المدرب ستكون كبيرة، مع العلم أنه أكد أكثر من مرة التزامه بعقده مع نادي توتنهام هوتسبر.