بدء المفاوضات حول سد النهضة في الخرطوم

بدء المفاوضات حول سد النهضة في الخرطوم

27 ديسمبر 2015
وقعت مصر والسودان وإثيوبيا وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة(Getty)
+ الخط -



بدأ في العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأحد، الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري لدول مصر والسودان وإثيوبيا، بشأن سد النهضة الإثيوبي، ويستمر لمدة يومين، بعد ساعات على إعلان القاهرة، "تقبلها" توجه إثيوبيا، بإعادة تحويل مسار مجرى نهر النيل، ليمر للمرة الأولى عبر سد النهضة.

وأعرب وزير الخارجية السوداني، ابراهيم غندور، في كلمته بالجلسة اﻻفتتاحية، عن أمله في التوصل إلى اتفاق خلال الاجتماع السداسي لوزراء الخارجية والري لكل من السودان ومصر واثيوبيا، بشأن أزمة سد النهضة، الذي بدأ اليوم، بالخرطوم ويستمر يومين.

وقال غندور: "سنعمل على الوصول إلى توافقات، وسنبذل قصارى جهدنا من أجل التوصل إلى اتفاق".

وأضاف أن شعوب وقادة الدول الثلاث، "ينتظرون أن نصل إلى توافقات، وأن نستفيد من الهبة الربانية، التي وهبنا الله إياها، وهي الماء، في وقت يتقاتل الناس حوله، وهو أهم مصدر بعد الهواء".

من جانبه، قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن بلاده "تبدي حسن النية والعمل بتفانٍ واخلاص، وسنواصل عملنا خلال هذه الجولة الجديدة من اﻻجتماعات، بروح الإخاء والرغبة المشتركة، بالتفاهم واستمرار توثيق العلاقة اﻻستراتيجية بين الدول الثلاث".

وأعلن تمسك بلاده باتفاق المبادئ، الذي وقعه رؤساء السودان ومصر واثيوبيا بالخرطوم في مارس/ آذار الماضي.

وأضاف، "نحافظ على اتفاق المبادئ، التي تمت صياغتها بإحكام، حتى تكون الأرضية الصلبة التي نؤسس ونبني عليها".

من جهته، قال وزير الخارجية اﻻثيوبي، تدروس ادحانوم، إن بلاده ملتزمة التزاماً قوياً، بتعزيز التعاون بين الدول الثلاث، وأن نتوصل إلى اتفاق بشأن السد.

كما أكد التزام بلاده بالشفافية، وفقاً لإعلان المبادئ، الذي كان مبنياً على الثقة والفهم المتبادل، وأضاف، "إذا كانت هناك إرادة لن تكون هنالك مشكلة".

وبعد الجلسة المفتوحة دخلت الأطراف الثلاثة في اجتماع مغلق.

اقرأ أيضاً:أزمة "سد النهضة": إثيوبيا تراهن على الوقت ومصر تصعد

وعقب وصوله إلى مطار الخرطوم، مساء أمس السبت، قال وزير الموارد والري المصري، حسام مغازي، في تصريحات صحافية نقلتها الوكالة الرسمية المصرية، إن "إعادة تحويل مسار مجرى نهر النيل الذي قامت به إثيوبيا يعد إجراءً طبيعياً، وهو بمثابة إعادة للوضع الطبيعي لنهر النيل".

وأوضح مغازي أن "الخطوة الإثيوبية ليس لها علاقة بالاجتماع السداسي المقرر عقده غداً (اليوم) الأحد، بحضور وفود الدول الثلاث في الخرطوم"، مشيراً إلى أن "تغيير المجرى يسمح بمرور المياه أسفل سد النهضة لأول مرة".

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، طالب خلال اجتماع عقده، الخميس الماضي، مع وزيري الخارجية سامح شكري، والموارد المائية حسام مغازي، بأهمية التوصل إلى تفاهم مشترك بين الدول الثلاث، بما يحفظ حقوق الدول الثلاث وشعوبها في التنمية والحياة، في ملف سد النهضة، وفقاً لإعلان المبادئ الذي تم التوقيع عليه بالخرطوم في مارس/آذار الماضي.

ووقعت مصر والسودان وإثيوبيا في مارس/آذار الماضي، وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة في العاصمة السودانية الخرطوم، التي تعني ضمنياً الموافقة على استكمال إجراءات بناء السد مع إقامة دراسات فنية لحماية الحصص المائية.

ووصلت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا، إلى مرحلة حرجة، عقب الاجتماع الأخير في الخرطوم الذي انتهى في أوائل الشهر الجاري من دون إنجاز، ونقلت صحيفة "الأخبار" الحكومية، المصرية موقف القاهرة وقتها، في عنوان رئيسي هو "فشل اجتماع سداسي سد النهضة وجولة مفاوضات جديدة نهاية الشهر الجاري".

وتدور الخلافات بحسب بيانات الحكومة المصرية، حول استمرار "أديس أبابا" في بناء السد، بوتيرة أسرع من إنهاء الدراسات الفنية المتعلقة به، في ظل خلافات المكاتب الاستشارية المعنية بالدراسات.

ونقلت الوكالة الرسمية المصرية عن مصادر لم تسمها، أخيراً، قولها إن "الخلافات بين الشركتين الفرنسية والهولندية، هي مرآة عاكسة للخلاف بين الدول الثلاث، خصوصاً أن المكتب الفرنسي يتبنى وجهة النظر الإثيوبية بسبب المصالح التي تربط فرنسا وإثيوبيا في مجالات الكهرباء، بينما يعتمد المكتب الهولندي على مبرر علمي في رفضه لطبيعة الدراسات التي تفتقد الموضوعية، وأن المدة الزمنية قصيرة تهدد دقة الدراسات".

وفي 22 سبتمبر/ أيلول قبل الماضي، أوصت لجان خبراء محلية في كل من مصر والسودان وإثيوبيا، بإجراء دراستين إضافيتين حول سد النهضة، الأولى حول مدى تأثر الحصة المائية المتدفقة لمصر والسودان بإنشاء السد، والثانية تتناول التأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على مصر والسودان من جراء إنشاء السد.

وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة، الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، في حصتها السنوية من مياه النيل (55.5 مليار متر مكعب)، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة، سيمثل نفعاً في مجال توليد الطاقة، وأنه لن يمثل ضرراً على السودان ومصر.


اقرأ أيضاً:اجتماع سد النهضة يُقلق مصر... وتخوّف من التأجيل

المساهمون