فتحت مراكز الاقتراع في زيمبابوي أبوابها، صباح اليوم الاثنين، في أول انتخابات تجريها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس السابق روبرت موغابي، وهي أول انتخابات أيضاً منذ نحو 40 عاماً في غياب موغابي نفسه.
ويتنافس في انتخابات زيمبابوي، التي تسعى إلى تجاوز عقود من الشلل الاقتصادي والسياسي، حليف موغابي لفترة طويلة ورئيس زيمبابوي الحالي إمرسون منانغاغوا (75 عاماً)، ونلسون شاميسا (40 عاماً) وهو محام وواعظ من "حركة التغيير الديمقراطي"، يطمح إلى أن يصبح أصغر رئيس يتولى الحكم في زيمبابوي.
وأدلى مرشح المعارضة الرئيسي نلسون شاميسا، بصوته، اليوم الاثنين في الانتخابات، قائلاً أمام حشد "النصر مؤكد. الشعب قال كلمته".
وكان منانغاغوا وهو رئيس سابق للمخابرات، قد تولّى الحكم بعد استقالة موغابي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في أعقاب استيلاء الجيش على السلطة وضغوط من حزب "زانو ــ بي إف" الحاكم.
من جهته، أدلى موغابي بصوته، اليوم بالانتخابات، في هراري. واقترع موغابي (94 عاماً) مع زوجته غريس. ولدى خروجهما من مكتب الاقتراع في مدرسة ابتدائية في حي هايفيلد، حياهما أنصار للرئيس السابق الذي رفض الإدلاء بأي تصريح.
وفرض رئيس زيمبابوي السابق، نفسه على الانتخابات، متمنياً هزيمة حزبه السابق الذي دفعه إلى الخروج من السلطة بعد حكم دام 37 عاماً.
وكان موغابي قد قال إنّه سيصوت للمعارضة في مواجهة حلفائه السابقين، معتبراً أن الحكومة الحالية غير دستورية وحكمت البلاد تحت تهديد السلاح، فيما اتهم منانغاغوا رئيسه السابق بإبرام صفقة مع زعيم المعارضة.
وأشارت استطلاعات رأي، إلى أن قائد الاستخبارات السابق والرئيس الحالي للبلاد، منانغاغوا، متقدم بفارق بسيط على شاميسا.
وأشارت نتائج هذه الاستطلاعات، التي جرت قبل الانتخابات تماماً، إلى أن الرئيس المنتهية ولايته وخصمه سيحصلان على 40 و37 في المائة على التوالي، ما يوحي بأن المنافسة ستكون حامية.
وإذا لم يحصل أي من المرشحين الـ23، وهو عدد قياسي، اليوم، على أكثر من 50 في المائة من الأصوات، فستنظم دورة ثانية في الثامن من أيلول/سبتمبر المقبل.
وحكم موغابي زيمبابوي منذ نالت استقلالها عن بريطانيا في عام 1980 وحتى العام الماضي. وعلى الرغم من أن شعبيته تراجعت بشدة بسبب ما يصفه أغلب المواطنين بأنه سوء إدارة وفساد دفعا الاقتصاد إلى التراجع، يحتفظ موغابي بتأييد في معقله الريفي، حيث لا تزال لدى أنصاره مرارة من الطريقة التي تمت بها الإطاحة به من السلطة.
أما الرئيس الحالي لزيمبابوي، فوعد خلال حملته الانتخابية بـ"ديمقراطية جديدة" وباستثمارات بمليارات الدولارات ستسمح بإحياء اقتصاد دمر بسبب الأزمة، وبالإصلاحات الكارثية لسلفه، كما وعد بإعادة الشركات الأجنبية إلى بلده، مؤكداً أن الانتخابات ستكون "حرة وعادلة وشفافة"، خلافاً لعمليات التصويت التي جرت في عهد موغابي وشهدت تزويراً وأعمال عنف.
(رويترز، العربي الجديد)