بالفيديو.. قصة تعذيب الشرطة المصري "جرجس" لمجاملة ضابط
روت المصرية إيفون كمال، شهادات مفزعة عن تعذيب شقيقها المهندس جرجس كمال، داخل قسم شرطة "الشروق"، شرق القاهرة لإجباره على التنازل عن محضر قدمه ضد أقرباء ضابط شرطة.
وكشفت إيفون في التصريحات التي تداولها العشرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن "شقيقها تعرض لحادث سير قبل 3 أشهر؛ حيث اصطدم شخص به؛ فتحطمت السيارة التي كان يقودها، وهي ليست ملكه، بل مؤجرة، وقال له ذلك الشخص: لن نتحرك إلا عندما تأتي الشرطة؛ لأن أحد معارفه ضابط، وعندما جاء الضابط، ويُدعى أحمد جمعة، تحفّظ عليه في قسم شرطة الشروق".
وتابعت: "علمت بعد ذلك من شقيقي، أنه تعرض للتعذيب داخل القسم؛ للتنازل عن المحضر، وقاموا بتعليقه، ووضعوا شريطاً أسود على عينه، وتم ضربه وإهانته؛ وسحبه من السلسلة التي يرتديها، وبها (صليب)، ووضع رأسه في دورة مياه حجز القسم؛ ما دفعه أن يطلب المأمور ليشتكي له سوء المعاملة والتعذيب؛ وهذا ما أغضب الضابط، وبعد ذلك بأيام تم عرضه على النيابة، ليقوم وكيل النيابة، ويُدعى كريم عاطف، بإخلاء سبيله".
وتابعت: "بعدها بيوم، قام ضابط قسم الشروق باستدعائه مجدداً، وقال له بالنص "كل ما تخرج من قضية هدخلك في قضية تانية"، وتم احتجازه، وتلفيق 6 تهم له، وبعد عرضه على النيابة مرةً أخرى، تم إخلاء سبيله في 4 قضايا؛ ما دفع وكيل النيابة لاتهام الضابط بأنه يقوم بعمل "تحريات خاطئة".
وأضافت: "تم الحكم على أخي في قضيتين: 3 سنوات و6 أشهر في قضية سرقة مبلغ 6500 دولار من مصري عائد من السعودية، و6 سنوات في قضية انتحال صفة؛ على الرغم من أن المجني عليهم اعترفوا في محضر الشرطة أنهم لم يروا سائق السيارة".
وأشارت في حديثها إلى أن "شقيقها اتصل بها، في عيد الفطر الماضي، ليُخبرها أنه ومَن معه في الحجز، يتعرضون لضرب وتعذيب مبرح؛ لدرجة دفعته أن يستغيث بها من داخل الحجز"، وقالت "سمعت صراخ ودموع شقيقي، ورجالاً كانوا معه في الحجز".
اقرأ أيضاً:مصر: تقييد الحريات لتعويض الفشل الأمني
وأوضحت أنها "تقدمت بشكوى في إدارة الرقابة والتفتيش في وزارة الداخلية، في تاريخ 22 يوليو/تموز الماضي، وقدَّمها المحامي أحمد الفقي، وشكوى أخرى بوحدة حقوق الإنسان بوزارة الداخلية في التاريخ نفسه، وشكاوى أخرى".
وقالت: "عندما ذهب شخص لزيارة أخي رفضوا الزيارة وقاموا بطرده"، وأوضحت أنه "تم ترحيل شقيقها، منذ يومين، إلى سجن وادي النطرون، ولكن السجن رفض استقباله؛ بسبب آثار التعذيب الموجودة بجسده، وعاد ثانية إلى قسم الشروق، ولكن القسم قام في اليوم نفسه بترحيله إلى مكان آخر غير معلوم". مشيرةً إلى أنهم "لا يعرفون عنه شيئاً منذ يومين".
وناشدت إيفون: "سرعة التحقيق فيما يحدث لأخيها، خصوصاً أنه مريض، وكان يعاني من ورم خبيث، تم استئصاله، وما زالت آثار العملية قائمة".
جمهورية الخوف
وكانت مراكز ومنظمات حقوقية مصرية رصدت، أخيراً، 2894 حالة تعذيب في سجون مصر، خلال عام من حكم السيسي، حيث أوردت تقارير حالات التعذيب المسجلة في مصلحة الطب الشرعي، في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2014، وعدد من التقارير الحقوقية، وقوع انتهاكات جسيمة ترقى إلى مستوى كونها جرائم ضد الإنسانية".
ووثّق حقوقيون 3696 حالة اعتقال تعسفي، و255 حالة قتل خارج إطار القانون، و617 حالة إخفاء قسري و2894 حالة تعذيب وسوء معاملة، وتدهور حالة حقوق الإنسان، وانتشار الاختفاء القسري، والقتل العمدي في أقسام الشرطة والسجون لكل صاحب رأي، وفق سياسة أمنية ممنهجة من السلطة الحاكمة.