انقسام "المحافظون" حول مستقبل علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي

انقسام "المحافظون" حول مستقبل علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي

23 فبراير 2016
كاميرون يتفادى "حرباً أهلية" داخل حزب "المحافظين" (Getty)
+ الخط -
نشر مئتا رئيس ومسؤول تنفيذي في شركات بريطانية، اليوم الثلاثاء، رسالة مفتوحة في صحيفة "ذا تايمز" حذّروا فيها من التداعيات السلبية على الاقتصاد في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكتب موقعو الرسالة، بينهم 36 رئيساً ومديراً عاماً لشركات مدرجة في مؤشر "فوتسي 100" في بورصة لندن، أن "الخروج من الاتحاد الأوروبي سيحبط الاستثمار، ويهدّد الوظائف ويعرض الاقتصاد للخطر"، مؤكّدين أن "المملكة المتحدة ستكون أقوى وأكثر أماناً وثراء ببقائها بين أعضاء الاتحاد الأوروبي".

كما نشرت الصحيفة، رسالة من الأمينة العامة لاتحاد النقابات البريطانية، فرانسز اوغرادي، تندّد فيها بانضمام رئيس بلدية لندن بوريس جونسون إلى المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، مشدّدةً على أن الخروج من الاتحاد يعني المجازفة بـ"الحقوق والحماية التي يعول عليها العمال البريطانيون".

وكان رئيس بلدية لندن، والنائب المحافظ في مجلس العموم، بوريس جونسون، أعلن الأحد الماضي، أنه سيدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 23 يونيو/حزيران المقبل.

وبذلك؛ التحق رئيس بلدية لندن بخمسة وزراء محافظين بينهم وزير العدل مايكل غوف؛ الصديق الشخصي لكاميرون، وزاك غولدسميث، المرشح لخلافة بوريس جونسون في عمادة لندن. ويعتبر وزير العمل إيان دنكان سميث المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، أن البقاء سيعرض البلاد لاعتداءات مثل تلك التي وقعت في باريس في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

واضطر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الشهر الماضي، إلى منح أعضاء حكومته حرية المشاركة في حملات الدعاية لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه. وبينما وصف البعض خطوة كاميرون بالعقلانية والديمقراطية، رأى فريق آخر في الخطوة "ضربة استباقية" لتفادي "حرب أهلية" داخل حزب المحافظين.

وعلى الرغم من قول كاميرون أمام مجلس العموم، إنه "لا ينوي إجبار الناس على التصويت ضد قناعاتهم"، وإن "الوزراء أحرار في الدفاع عن أرائهم الشخصية حتى وإن اختلفت مع موقف الحكومة"، إلا أنه لا يخفي موقفه الشخصي المُؤيد لبقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي بعد إجراء إصلاحات.

وانعكس موقف كاميرون، بالهجوم الواضح الذي شنّه على الوزراء والنواب المحافظين الذين عبروا عن تأييدهم لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وخص منهم جونسون الذي ينظر إليه كخليفة محتمل لكاميرون، على رأس حزب المحافظين، وكرئيس للوزراء، ويتهم بأنه اتخذ قراره لدعم طموحاته السياسية.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، أعلن في وقت سابق يوم الثالث والعشرين من يونيو/حزيران المقبل موعداً لإجراء استفتاء شعبي حول بقاء المملكة المتحدة عضواً في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه.

وجاء إعلان كاميرون بعد ساعات من توصله مع الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد لاتفاق يمنح بريطانيا وضعاً خاصاً ضمن الاتحاد. وفيما يشبه دعوة صريحة للرأي العام البريطاني للتصويت لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، قال كاميرون بعد اجتماع للحكومة إن "بريطانيا ستكون أقوى وأكثر أمناً داخل الاتحاد".

اقرأ أيضاً: كاميرون يشن هجوما على مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد

المساهمون