انفصاليو دونيتسك يطلبون الانضمام إلى روسيا.. الغرب يوسّع عقوباته

12 مايو 2014
ذخيرة فارغة استخدمتها القوات الأوكرانية في الشرق (بريندان هوفمان/getty)
+ الخط -

واجه المحتجون الانفصاليون الموالون لموسكو، إصرار سلطات كييف على رفضها المطلق للاستفتاء الذي جرى في خاصرتها الشرقية، بطلب الانضمام إلى الاتحاد الروسي. يأتي ذلك بعدما أشارت النتائج الأولية للاستفتاء إلى تأييد نحو 90 في المئة للاستقلال في كل من دونيتسك ولوغانسك. وهو ما باركته موسكو، داعيةً في الوقت نفسه إلى الحوار مع الانفصاليين بالتزامن مع اجتماع للاتحاد الأوروبي في بروكسل، يجري خلاله توسيع العقوبات على موسكو.

زعيم انفصاليي دونيتسك يدعو للانضمام إلى الاتحاد الروسي

ودعا زعيم الانفصاليين في مدينة دونيتسك، شرقي أوكرانيا، دنيس بوشيلين، موسكو، اليوم الإثنين، إلى دراسة ضم دونيتسك إلى الاتحاد الروسي "لاستعادة عدالة تاريخية".
وقال بوشيلين إنه "استناداً إلى إرادة الشعب، واستعادة عدالة تاريخية، نطلب من الاتحاد الروسي دراسة ضم جمهورية دونيتسك الشعبية إلى الاتحاد الروسي".

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء الأوكراني، أرسيني ياتسينيوك، أنه ليس لديه رد فوري على ما أعلنه بوشيلين.

وكان الرئيس الانتقالي الأوكراني، أولكسندر تورتشينوف، ندد بالاستفتاء الذي جرى، الأحد، في دونيتسك ولوغانسك، مؤكداً أنه "مهزلة دعائية ليس لها أي أساس قانوني".
وقال تورتشينوف إن "المهزلة التي يطلق عليها الانفصاليون الإرهابيون تسمية استفتاء، ليست سوى دعاية هدفها التغطية على الجرائم والخطف والعنف وجرائم أخرى خطرة".

من جهة ثانية، قالت وكالة الإعلام الروسية إن النتائج النهائية للاستفتاء الذي نظمه الانفصاليون توضح تأييد 96.2 في المئة للحكم الذاتي. ونقلت عن أحد منظمي الاستفتاء قوله إن لوغانسك ستطلب من الأمم المتحدة الاعتراف باستقلال المنطقة، مشيراً الى أن لوغانسك لن تشارك في انتخابات الرئاسة الأوكرانية المقررة في 25 مايو/ أيار.

موسكو تدعو إلى حوار الانفصاليين

في غضون ذلك، أعلن الكرملين، يوم الإثنين، أن موسكو ليس لديها نية فورية في ضم منطقتين من شرق أوكرانيا إليها، غير أن الكرملين قال، في بيان، إن روسيا "تحترم التعبير عن إرادة شعوب منطقتي دونيتسك ولوغانسك، وننطلق من مبدأ أن يتم التطبيق العملي لنتائج عمليتي الاستفتاء بشكل متحضر، ومن دون أي لجوء إلى العنف، وعبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك".

وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو لا ترى فائدة من إجراء محادثات دولية جديدة حول أوكرانيا من دون ممثلين عن المناطق الانفصالية في شرق البلاد. ورأى أن "الاجتماع مجدداً في صيغة رباعية (روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة) ليس له فعلياً أي معنى"، مضيفاً أن "لا شيء سينجح، إذا لم يُشرك المعارضون للنظام في حوار مباشر حول إيجاد مخرج للأزمة".

وكان المتحدث باسم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكون، قال في تصريحات نشرتها اليوم صحيفة "كومرسانت" إن "بوتين سيعلق على عمليتي الاستفتاء عملاً بالنتائج، ومن الصعب التوقع مسبقاً" ما سيكون ردّ فعله. ووصف المتحدث الانتقادات الغربية لموقف موسكو في الأزمة الأوكرانية بأنها "حماقة مطلقة".

رفض أوروبي للاستفتاء وتوسيع العقوبات

من جهته، رأى وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أن الاستفتاء "بلا أي مصداقية". وأضاف، لدى وصوله لحضور اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في بروكسل، أن "هذه المحاولات في استفتاءات ليس لها أي مصداقية في عيون العالم". وأكد "أنها غير مشروعة بموجب أي معايير... أضف الى ذلك أن من نظموها لم يسعوا حتى إلى التظاهر بتطبيق أي من تلك المعايير". وأشار الى أن الأمر الأكثر أهمية الآن هو الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المقررة يوم 25 مايو/ أيار.

في هذه الأثناء، قرر الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، توسيع قائمة عقوباته ضد روسيا. وأوضحت مصادر دبلوماسية أنه تمت إضافة أسماء 13 شخصية روسية، أو موالية للروس، إلى قائمة الـ48 شخصاً المستهدفين بعقوبات، خصوصاً حظر الحصول على تأشيرة وتجميد الأرصدة، إضافة إلى شركتين استفادتا من ضم القرم إلى روسيا.

من جهته، أعرب الرئيس السابق لمجموعة "يوروغروب" والمرشح المحافظ لرئاسة المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، اليوم الإثنين، في مدريد عن تأييده لتشديد العقوبات ضد روسيا التي "تستخف بالقانون الدولي" في أوكرانيا. وأضاف أنه لا يرى انضماما لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي قبل 10 أو 15 سنة، وكذلك إلى حلف الأطلسي.

وبالتزامن مع تصعيد الغرب لعقوباته ضد روسيا، هددت شركة الغاز الروسية العملاقة "غازبروم"، اليوم الإثنين، بوقف شحنات الغاز الطبيعي إلى أوكرانيا ابتداء من 3 يونيو/حزيران، في خطوة من شأنها التأثير على إمدادات الغاز لـ 18 من دول الاتحاد الأوروبي على الأقل.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أليكسي ميلر، إن على أوكرانيا الدفع مسبقاً ثمن الشحنات، تسليم يونيو/حزيران، وأضاف: "وإلا فإن أوكرانيا لن تتسلم أي طن من الغاز في يونيو"، بحسب وكالة إنترفاكس للأنباء.

المساهمون