انتقادات غاضبة للجيش الأردني بعد عرض يربط الإسلام بالإرهاب

انتقادات غاضبة للجيش الأردني بعد عرض يربط الإسلام بالإرهاب

07 مايو 2014
من التمرين الوهمي (صلاح ملكاوي/الأناضول/Getty)
+ الخط -
رسّخ تمرين وهمي على مكافحة الإرهاب وتحرير الرهائن، نُفّذ يوم الثلاثاء، في افتتاح فعاليات معرض "سوفكس 2014" في العاصمة عمّان، الصورة النمطية التي تربط بين الإسلام والإرهاب. هذا الأمر أشعل حالة جدل في الشارع الأردني وصلت إلى حد توجيه نقد واضح وغير مسبوق للقوات المسلحة الأردنية.

التمرين الذي نفّذته القوات الخاصة الأردنية، التابعة الملك الأردني الملك عبد الله الثاني، استُخدم فيه رجال ملتحون وسيدات محجبات للقيام بدور الإرهابيين، فيما جسدت فتيات سافرات، ذوات ملامح عربية، شخصيات الرهائن الأبرياء.

وقد أشعل التمرين مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الأردنية، حتى تلك المعروفة بقربها من السلطة، التي انتقدته وصنّفته في خانة الصورة النمطية الغربية للإسلام على اعتباره ديناً إرهابياً.
وغرّد ناشطون أردنيون على "تويتر" منتقدين التمرين بشدة. وكتب أحدهم يقول إن "استضافة معرض سوفكس في الأردن، الذي تُعرض فيه شتى أنواع أسلحة قتل الانسان، فعل إرهابي أكبر من أي فعل آخر!". وطالب آخرون بـ"اعتذار يقدمه رئيس الوزراء الأردني (عبد الله النسور) وقائد الجيش (رئيس هيئة الاركان المشتركة، الفريق الركن مشعل الزبن) للشعب الأردني عن الخطيئة التي حدثت".
ورفضت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، ومنظمو المعرض، التعليق على التمرين الوهمي، إذ حاول "العربي الجديد" الحصول على تعليق من الجهات القائمة على المعرض من دون جدوى.
من جهته، أعرب حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين في الأردن، عن أسفه للمشهد التمثيلي.
ودعا هيئة الأركان المشتركة إلى التحقيق في الحادثة. وقال الحزب، في بيان، يوم الأربعاء، إن "الإرهاب لا دين له ولا جنسية".
ورأى أنه "إذا انزلق فيه بعض المسلمين، فقد تورط فيه أشخاص وتنظيمات من أتباع مختلف المذاهب والعقائد ومن مختلف الجنسيات، ولا أدلّ على ذلك من إرهاب عصابات الصهاينة وما يجري في جمهورية أفريقيا الوسطى، وما يجري في كثير من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية".
أما القيادي في التيار السلفي الأردني، محمد الشلبي، الملقب بـ"أبو سياف"، فاعتبر أن "هذا التمرين اعتداء على الله وليس على الإسلام فحسب". وأكد لـ"العربي الجديد" أن "الاسلام بريء من تهمة الارهاب التي يحاول الغرب إلصاقها به".
وتساءل أبو سياف: "هل كان يجرؤ القائمون على التمرين على إظهار الإرهابيين أتباع للدين المسيحي أو اليهودي"، قائلاً: "الإسلام لا بواكي له".
من جهته، استبعد الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية، محمد أبو رمان، أن تكون فكرة التمرين محلية. وقال لـ"العربي الجديد" إنه لا يعقل أن تقدم المؤسسة العسكرية الأردنية صورة الإرهاب بهذه الطريقة. ورجح أن يكون التمرين صُمّم من قبل جهات غربية ونفّذته القوات الأردنية.
وحمّل أبو رمان مسؤولية التمرين وما أثاره من جدل للمسؤولين في المؤسسة العسكرية الذين وافقوا على تنفيذ التمرين من دون إدراك لخطوة ما جرى القيام به. وهو الأمر الذي تسبّب في توجيه نقد واضح وغير مسبوق للمؤسسة العسكرية، حسب أبو رمان.
وأكد أبو رمان على أن "إطلاق اللحية ولباس المرأة مرتبط بالدين وتجاوز فكرة القاعدة".
يذكر أن المعرض، الذي افتتح يوم الثلاثاء وتتواصل فعالياته لثلاثة أيام، يحتفل هذا العام بمرور عقدين على انطلاقه. ويشارك في المعرض، المصنّف الأول عالمياً والوحيد في المنطقة المتخصص في مجال معدات العمليات الخاصة والأمن القومي، 320 عارضاً من 33 دولة يمثلون الرواد في الصناعة العسكرية.

المساهمون