انتفاضة الضفة: 8 شهداء واتّساع رقعة المواجهات

26 يوليو 2014
خلال تشييع هاشم أبومرعي الذي استشهد اليوم(حازم بدر/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
تعيش الضفة الغربية المحتلة، منذ أيام، أجواء انتفاضة ثالثة، فيما عادت مشاهد تشييع الشهداء الذين يتساقطون على التوالي في المدن والقرى والمخيمات لتتصدّر المشهد بعد استشهاد 8 متظاهرين، منذ صباح الجمعة، خلال مشاركتهم في التظاهرات والاحتجاجات التضامنية مع غزة. وسقط اخر الشهداء، باسم ساطي ابو الرب (19) عاما من قباطية في جنين خلال مواجهات اندلعت على حاجز الجلمة شمال شرق المدينة. 

وعلى ما يبدو، فإن الضفة على موعد مع المواجهة الطويلة مع قوات الاحتلال التي بدأت باستخدام الرصاص الحي بطريقة قاتلة باتجاه الشبان المتظاهرين المنتفضين لقطاع غزة والرافضين لجرائم الاحتلال.

واتساع رقعة الانتفاضة في الضفة المحتلة كان واضحاً بعد سقوط عدد من الشهداء خلال يومين في مناطق مختلفة من الضفة، بدءاً من حوارة في مدينة نابلس، قلنديا، شمالي القدس، وبيت أمر، شمالي الخليل.

كما امتدت رقعة المواجهات إلى مخيم العروب، شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، حيث قضى الشاب عيد الفضيلات برصاص الاحتلال، خلال المواجهات التي شهدها المخيم مع ساعة الافطار، ليكون الشهيد السابع خلال أربعة وعشرين ساعة في الضفة الغربية المحتلة، فيما تتوالى الدعوات الشبابية والمجتمعية باستمرار إلى الهبّات الجماهيرية على نقاط التماس مع جنود الاحتلال، في إشارة لإعلان الانتفاضة.

ولم تتوقف المواجهات في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية، اليوم الجمعة. وشهدت منطقة جسر حلحول في مدينة الخليل مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال أصيب خلالها خمسة شبان بالرصاص الحي والمطاطي، فيما أصيب العشرات بحالات اختناق.

واستمرت المواجهات العنيفة أيضاً عقب تشييع جثامين ثلاثة شهداء سقطوا عصر اليوم، الجمعة، في بلدة بيت أمر، شمال المدينة.

وقالت مصادر محلية من بلدة بيت أمر، إن المواجهات في البلدة كانت عنيفة جداً، تمكن خلالها الشبان الغاضبون من إحراق البرج العسكري على مدخل البلدة بعد إلقاء الزجاجات الحارقة عليه. وهو ما استدعى المزيد من التعزيزات العسكرية لقوات الاحتلال.

وتشهد مدينة الخليل، منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي، هبّة شعبية بعد العمليات العسكرية التي نفذتها قوات الاحتلال في إطار البحث عن الجنود الثلاثة الذين ادّعت أنهم خطفوا في الخليل على يد مقاومين فلسطينيين.

وباتت المدينة وجميع قراها تشهد اقتحامات ليلية ومواجهات عنيفة استشهد خلالها ألطف الدودين من بلدة دورا.

ويشار إلى أن المواجهات في الضفة الغربية، ولا سيما في مخيم العروب، وبلدة بيت أمر، ومنطقة جسر حلحول، شمالي الخليل، ومخيم الفوار، باتت تتم بشكل شبه يومي في تلك المناطق، ويصيب خلالها جيش الاحتلال برصاصه العشرات من الشبان المتظاهرين الذين يرشقونه بالحجارة.

وإزاء حالة الغليان التي تشهدها الضفة الغربية مع تواصل عدوان الاحتلال على قطاع غزة، وارتكاب المجازر بحق المدنيين العُزّل فيه، خرجت العديد من الأصوات المنادية بضرورة تفعيل المقاومة الشعبية في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية، والاحتكاك مع الاحتلال على نقاط التماس والحواجز العسكرية.

مواجهات في القدس

في الاثناء، أغلقت قوات الاحتلال عند منتصف ليل الجمعة _ السبت، حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس المحتلة، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار بين جنود الاحتلال على الحاجز وشبان مسلحين.

بينما اندلعت مواجهات عنيفة عند الحاجز العسكري الإسرائيلي في مخيم شعفاط، وقام خلالها الشبان بتحطيم بعض مرافق الحاجز وإطلاق المفرقعات النارية على الجنود.

وعمت المواجهات العنيفة معظم أحياء القدس المحتلة، التي كان أعنفها في بلدة العيسوية شمالي المدينة، حيث أمطر الشبان جنود الاحتلال بالزجاجات الحارقة والمفرقعات، ورد الجنود بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت، ما أدى إلى إصابة خمسة شبان بجراح.

وفي بلدة سلوان جنوبي البلدة القديمة أضرم شبان النار في بؤرة استيطانية وسط البلدة بعد قذفها بالزجاجات الحارقة، على ما أفاد بذلك مركز معلومات واد حلوة.

وأشار المركز إلى قيام المستوطنين بإطلاق النار في الهواء، قبل استدعاء قوات كبيرة من جنود الاحتلال، التي اشتبكت مع الشبان، ما أدى إلى وقوع إصابات بالاختناق.

واندلعت مواجهات في حيي رأس العمود والطور شرقي البلدة القديمة، واندلعت مواجهات شد قوات الاحتلال والمستوطنين.

وفي بلدة أبو ديس جنوبي شرق القدس، قام شبان بفتح ثغرة جديدة في جدار الفصل العنصري قريبًا من الفتحة التي أحدثوها أمس الجمعة قبل أن تعيد قوات الاحتلال إغلاقها، التي اشتبكت مع الشبان.

المسيرات الأسبوعية
في المقابل، تحولت مسيرات الضفة الأسبوعية المناهضة للجدار والاستيطان، يوم الجمعة، إلى مسيرات غاضبة لأجل غزة ومنددة بالعدوان المتواصل على القطاع.

ففي بلدة بلعين، غرب رام الله، أصيب الشاب فادي الخطي (17 عاماً)، بالرصاص الحي في البطن، خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عقب قمع قوات الاحتلال لمسيرة البلدة الأسبوعية. وأصيب أيضاً العشرات من الفلسطينيين بحالات اختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع.

وقال منسّق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين، عبد الله أبو رحمة، لـ"العربي الجديد"، إن جنود الاحتلال أطلقوا وابلاً من القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلّف بالمطاط، باتجاه المشاركين في المسيرة، إلى جانب احتراق عدد من أشجار الزيتون في الحقول القريبة. كما طارد جنود الاحتلال الشبان على مشارف القرية ووسط تلك الحقول. وفي بلدة النبي صالح، غربي رام الله، أصيب خمسة شبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فضلاً عن عشرات الإصابات بحالات اختناق، بعد استهداف قوات الاحتلال لمسيرة البلدة التي انطلقت عقب صلاة الجمعة، باتجاه الأراضي المصادرة.

وقال الناشط في لجنة المقاومة الشعبية، أبو حسام التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال استهدفت المسيرة فور وصولها إلى الأراضي المصادرة في القرية من البرج العسكري، وأطلقت عليها الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فيما اعتقلت الناشطين في المقاومة الشعبية ناجي وإياد التميمي.

وفي بلدة كفر قدوم، شرقي قلقيلية، أصيب شابان بجراح، والعشرات بحالات اختناق، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرة البلدة الأسبوعية التي انطلقت هذا الأسبوع نصرة لغزة وتنديداً بالجرائم التي ترتكب بحق المدنيين العزل.

وانطلقت المسيرة من أمام مسجد عمر بن الخطاب، وسط البلدة، عقب صلاة الجمعة، باتجاه مستوطنة كدوميم القريبة، بمشاركة المئات من الأهالي الذين رددوا شعارات مناهضة للاستيطان والاحتلال، ورفعوا لافتات منددة بالعدوان على قطاع غزة، ومُطالبةً المجتمع الدولي والعرب للتحرك وتحمّل مسؤولياتهم.

وقبيل وصول المسيرة إلى الشارع المغلق الذين يطالب الأهالي بفتحه، استهدف جنود الاحتلال المشاركين في المسيرة بوابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى إصابة شابين عولجا ميدانياً.

وفي السياق، قمعت قوات الاحتلال مسيرة المعصرة الأسبوعية، جنوب بيت لحم. وقال منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، إن المشاركين في المسيرة رفعوا الأعلام الفلسطينية، وحملوا الدمى كإشارة للتضامن مع أطفال غزة الذين يقتلون بصواريخ الاحتلال.

شارك في التغطية (نائلة خليل، محمد عبيدات، عميد زايد، محمد عبد ربه، محمود السعدي)




دلالات