اليمن: مقتل قيادي في "القاعدة" بعمليّة نوعيّة

اليمن: مقتل قيادي في "القاعدة" بعمليّة نوعيّة

09 مايو 2014
الأمن استدرج الشبواني بهدف اعتقاله (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أكد مصدر أمني يمني مقتل قيادي من تنظيم "القاعدة" ومرافقه، مساء أمس الخميس، في "عملية نوعية بصنعاء" خلال اشتباك مع نقطة أمنية على بعد أقل من كيلومتر واحد من القصر الرئاسي.

وقال مصدر مسؤول باللجنة الأمنية العليا، إن الأجهزة الأمنية نفذت عملية نوعية استهدفت إلقاء القبض على أحد العناصر الإرهابية الخطرة في أمانة العاصمة، وذلك على ضوء تلقيها معلومات مؤكدة حول تحركات لبعض العناصر الإرهابية في صنعاء.

وأضاف المصدر، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن "الأجهزة الأمنية قامت بتعقّب الإرهابي شايف محمد سعيد الشبواني، وتمكنت من محاصرته، في شارع 45 بأمانة العاصمة، (على بعد أقل من كيلومتر من سور دار الرئاسة اليمني) إلا أنه بادر مباشرة بإطلاق النار على رجال الأمن المكلفين بالمهمة، ما اضطرهم إلى التعامل معه بكل حزم وصرامة وقاموا بالرد عليه، ونتج عن ذلك مصرعه ومصرع شخص آخر كان برفقته".

وأشار المصدر إلى أن "الإرهابي الشبواني، يعدّ أحد أخطر عناصر تنظيم القاعدة المطلوب أمنياً وأحد العناصر القيادية التي تقوم بالتخطيط والمشاركة في عمليات خطف واغتيالات في أمانة العاصمة، طالت رجال أمن وعدداً من الرعايا الأجانب وأدت إلى وقوع الكثير من الضحايا من المواطنين الأبرياء".

وجاء بيان "اللجنة الأمنية العليا" مطابقاً لما نقله "العربي الجديد" عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية اليمني، بأن عدد قتلى الاشتباك مع النقطة الأمنية اثنان وليس أربعة كما نشرته قنوات إخبارية عربية.

مرحلة "أمنيّة"

ويأتي الحادث في وقت يمشّط فيه الجيش اليمني معاقل "القاعدة" في جنوب البلاد، ويحذر محللون من محاولة التنظيم نقل المعركة من تلك المناطق إلى داخل صنعاء.

وتوقع المحلل العسكري اليمني، علي محمد الذهب، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن المعركة المقبلة مع "القاعدة" هي معركة أمنية، "ذلك لأن كثيراً من العناصر الهاربة من المواجهة في جنوب البلاد، لا يستبعد أن تكون على موعد مع مهام جديدة أسندت إليها بعد هذا الشتات، لا سيما أن التنظيم يمارس، وفق أدبياته واستراتيجياته، حرب الإنهاك والنكاية، وهي حرب استنزافية موجهة نحو الأجهزة الأمنية والعسكرية، عتاداً ورجالاً ومواقع، وأن مسارح هذه العمليات هي المدن والطرق الطويلة". ويخلص الذهب إلى أن "أعباء المواجهة ستنتقل بكل ثقلها إلى أجهزة وزارة الداخلية ومعها الأجهزة الاستخباراتية".

وكانت قوات الأمن الخاصة وشرطة أمانة العاصمة تمكنت، الأربعاء الماضي، من ملاحقة ومباغتة خلية إرهابية قالت إنها "تخصصت في القيام بأعمال الاختطاف والاغتيالات التي تستهدف الأجانب العاملين في اليمن"، وأدى ذلك الى مصرع زعيم الخلية الإرهابية التي نسبت إليها الأجهزة الأمنية عملية اغتيال دبلوماسي فرنسي بصنعاء قبل أيام.

كما تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على اثنين قالت إنهما من منفذي عمليات الاغتيال التي تمت بواسطة الدراجات النارية، وذلك في منطقة بني الحارث في محافظة صنعاء، وبحوزتهما مسدسات.

تدابير وقائيّة

في الأثناء، اتخذت العديد من البعثات الدبلوماسية الأجنبية في اليمن احتياطات أمنية تحسباً لأية هجمات قد ينفّذها إرهابيون ضد مصالح غربية.

وأعلنت سفارتا واشنطن ولندن في صنعاء، الأربعاء الماضي، إغلاق خدماتهما أمام الجمهور. ودعا بيان السفارة البريطانية رعاياها إلى عدم السفر إلى اليمن، والمقيمين إلى المغادرة.

إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم منسّقة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مايكل مان، أن وفد الاتحاد في صنعاء، سيبقى عاملاً بشكل كامل، "على الرغم من تقليص التواجد الذي جاء لمراجعة إجراءاتنا الأمنية".

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن "المستوى الأمني في اليمن عند الدرجة القصوى". وأضافت أن "هناك يقظة شديدة، وعقب الأحداث الأخيرة قررنا تقييد حركة الدبلوماسيين. ونقيّم الوضع، لكننا لم نتخذ قراراً بإغلاق السفارة".

المساهمون